اقرأ في هذا المقال
هذا التطوير يُقدم فرصًا واعدة للمبتكرين والمزارعين ومنتجي الوقود وقطاع الطيرانطريقة الإنتاج السائدة تواجه نقصًا سريعًا في إمدادات المواد الخام مثل زيت الطهي المُستعملتقنية “تحويل الكحول إلى وقود الطائرات” تُعدّ من أكثر الحلول التجارية الواعدةالمصنع يستعمل مجموعة واسعة من المواد الخام المستدامة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
توصلت شركة أميركية إلى إنتاج وقود الطائرات من الإيثانول بعد 15 عامًا من البحث والتطوير، فقد أعلنت “لانزا جيت” الأميركية (LanzaJet)، المُنتجة للوقود، نجاح إنتاج هذا الوقود في منشأتها “فريدوم باينز فيولز” في مدينة سوبرتون بولاية جورجيا.
ويُمثّل هذا الإنجاز أول إنتاج تجاري في العالم لوقود الطائرات المُشتق من الإيثانول بوصفه مادة خامًا، بالإضافة إلى ذلك، يُقدم هذا أول حلٍّ متجدد غير بترولي متوافق مع الطائرات الحالية، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعدّ هذا الإنجاز تتويجًا لـ15 عامًا من البحث والتطوير، ويُثبت صحة تقنية “تحويل الكحول إلى وقود الطائرات” إيه جيه تي (ATJ) المملوكة لشركة “لانزا جيت”.
وتتيح تقنية “تحويل الكحول إلى وقود الطائرات” استعمال مجموعة واسعة من المواد الخام المستدامة، بما في ذلك المخلفات الزراعية، ومحاصيل الطاقة، والنفايات الصلبة البلدية، والكربون المُحتجز.
المستفيدون من إنتاج وقود الطائرات من الإيثانول
يُقدّم إنتاج وقود الطائرات من الإيثانول فرصًا واعدة للمبتكرين، والمزارعين، ومنتجي الوقود، وقطاع الطيران.
ويُمثّل هذا الإنجاز تتويجًا لـ15 عامًا من البحث والتطوير والتعاون والاستثمار وتوسيع نطاق العمل.
على صعيد آخر، يمثّل هذا التطوير إنجازًا بالغ الأهمية لقطاع الطيران، إذ يُثبت إمكان تحويل الإيثانول إلى وقود طائرات على نطاق تجاري، وفقًا لما ذكرته الشركة.
ويواجه قطاع الطيران مشكلة مُلحة، فيما يُعد وقود الطائرات المستدام (SAF) حاليًا الحل الوحيد المُجدي على المدى القريب لإزالة الكربون من الرحلات الجوية الطويلة.
في المقابل، فإن طريقة الإنتاج السائدة، وهي الإسترات المُعالجة بالهيدروجين والأحماض الدهنية (HEFA)، تواجه نقصًا سريعًا في إمدادات المواد الخام، مثل زيت الطهي المُستعمل.
لذا، يحتاج العالم إلى بديل قابل للتطوير، وتهدف تقنية “تحويل الكحول إلى وقود الطائرات” المملوكة لشركة “لانزا جيت” إلى حل هذه المشكلة.
ويُحول الإيثانول إلى كيروسين بارافيني اصطناعي (SPK)، وهو نوع من وقود الطائرات المسيّرة (SAF)، من خلال عملية تحفيز مستمرة (تحويل الكحول إلى وقود الطائرات)، بحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتضمّن هذه العملية سلسلة من التفاعلات الكيميائية، غالبًا ما تشمل إزالة الماء (لتحويل الإيثانول إلى إيثيلين)، والتكوين الأوليغوميري (لبناء سلاسل هيدروكربونية أطول)، والهدرجة/المعالجة الهيدروجينية (لتشبع الجزيئات وتنقيتها إلى وقود من فئة الكيروسين).
وصرّح الرئيس التنفيذي لشركة لانزا جيت، جيمي سامارتزيس: “يُمثّل هذا إنجازًا مهمًا لشركة لانزا جيت ومستثمرينا، وهو فوز كبير لقطاع الطيران العالمي، وربما يكون بمثابة منارة أمل للمستقبل”.
بدورها، ترى الشركة أن تقنية “تحويل الكحول إلى وقود الطائرات” تُعد من أكثر الحلول التجارية الواعدة والجاهزة للاستعمال خلال عقد من الزمان، حيث تُقدم طريقة قابلة للتطوير لتقليل انبعاثات الكربون في قطاع الطيران باستعمال الإيثانول المتوفر على نطاق واسع.
ويمكن أن تُمكّن هذه التقنية الدول من تعزيز أمن الطاقة، والتحكم في سلاسل توريد الوقود المحلية، وتعزيز قطاعاتها الزراعية من خلال التنمية الاقتصادية.
تحسين نوعية الوقود
يُعد مصنع فريدوم باينز للوقود مصنعًا متكاملًا فريدًا من نوعه، وقد تطلّب استثمارًا يزيد على 300 مليون دولار أميركي.
ويدمج المصنع تقنيات “المصنع الفريد من نوعه”، مثل تقنية “هومينغبيرد” Hummingbird من شركة “تكنيب إنرجي” Technip Energies) (تحويل الإيثانول إلى إيثيلين)، وحلًا مشتركًا بين وزارة الطاقة الأميركية و”لانزا تك” (LanzaTech) لإنتاج أوليغوميرات.
بالإضافة إلى ذلك، يستعمل المصنع مجموعة واسعة من المواد الخام المستدامة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خلال دورة حياة المنتج مقارنةً بوقود الطائرات التقليدي.
ويُعد الوقود الناتج، بعد مزجه بوقود “جيت إيه-1″، حلًا معتمدًا بالكامل ومتوافقًا مع الطائرات والبنية التحتية الحالية.
وأشار موقع الشركة الإلكتروني إلى أن “وقود الطائرات المستدام لدينا يتميّز بكثافة طاقة أعلى من وقود (جيت إيه) Jet A التقليدي، ما يجعله وقودًا بجودة أفضل”.
ويُعد المصنع محركًا اقتصاديًا مهمًا للمجتمعات الريفية، حيث وفّر مئات فرص العمل في قطاع البناء. وهو يدعم الآن أكثر من 65 وظيفة مباشرة وغير مباشرة في مقاطعة تروتلن بولاية جورجيا.
بدورها، تنشر “لانزا جيت” تقنيتها عالميًا، ولديها مشروعات حالية في الولايات المتحدة الأميركية، وأستراليا، واليابان، والهند، والمملكة المتحدة، وكولومبيا، والاتحاد الأوروبي، والشرق الأوسط، وقازاخستان.
ويُمثّل مسار قطاع الطيران نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 تحديًا هائلًا.
ويُظهر نجاح شركة “لانزا جيت” وجود التكنولوجيا الأساسية، اليوم، لتسريع عملية تحول الطاقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
“إنتاج أول وقود طائرات من الإيثانول في العالم في مصنع أميركي جديد، إنجازٌ كبيرٌ في قطاع الطيران”، من منصة “إنتريستينغ إنجينيرينغ”.
