كشف مجلس المنافسة أن كميات الدقيق المستخدمة من طرف المخابز بين سنتي 2019 و 2024 عرفت ارتفاعا تدريجيا في استهلاكه بشكل عام، وكذلك في استهلاك الدقيق المخصص لإنتاج الخبز المدعم.
وهكذا، فقد ارتفع إجمالي كمية الدقيق المستخدمة في المخابز من 10.35 مليون قنطار في الموسم 2019/2020 إلى 13.33 مليون قنطار في الموسم 2023/2024، بزيادة قدرها 29 بالمائة في خمس سنوات. وفي الوقت نفسه، اتبع الدقيق المستخدم في إنتاج الخبز المدعم اتجاها مماثلا، حيث ارتفع من 6.90 مليون قنطار إلى 8.89 مليون قنطار خلال الفترة نفسها.
ومن أهم النتائج التي توصل إليها هذا التحليل أن ثلثي إجمالي كمية الدقيق المستخدمة في المخابز تخصص بشكل منهجي لإنتاج الخبز المدعم. ويؤكد هذا الاستقرار في توزيع الكميات المستخدمة على الأهمية المركزية للخبز المدعم في موائد الأسر. وعلى الرغم من الزيادة الإجمالية في استهلاك الدقيق فإن استقرار هذه النسبة يشير إلى أن الخبز المدعم لا يزال أحد المنتجات الأساسية التي لا غنى عنها لجزء كبير من السكان.
ويظهر تطور إنتاج الخبز المدعم بين سنتي 2019 و 2024 نموا مطردا، يتسم بتسارع ملحوظ اعتبارا من الموسم 2022/2023. فقد ارتفع عدد وحدات الخبز المدعم المنتجة من 5521,60 مليون وحدة في الموسم 2019/2020 إلى 7580,90 مليون وحدة في الموسم 2023/2024، بزيادة تقارب 37 في المائة خلال الفترة المشمولة بالدراسة.
وخلال السنوات الثلاث الأولى (2019/2020 إلى 2021/2022)، تم تسجيل نمو معتدل، مع ارتفاع سنوي نسبيا مستقر. حيث ارتفع الإنتاج من 5521,60 مليون وحدة إلى 6042,13 مليون وحدة، مما يعكس ارتفاعا تدريجيا في الطلب على الخبز المدعم. غير أن إنتاج الخبز المدعم شهد تسارعا كبيرا اعتبارا من الموسم 2022/2023، وذلك نتيجة لمجموعة من العوامل التنظيمية والاجتماعية والظرفية.
أولا، أدى تخفيض وزن الوحدة من الخبز المدعم في سنة 2022 من 160 غراما إلى 150 غراما إلى زيادة عدد الوحدات المنتجة تلقائيا بكمية مماثلة من الدقيق وبالتوازي مع ذلك، لوحظ تغير في عادات الاستهلاك، مع انتقال تدريجي من الاستهلاك الذاتي إلى زيادة الاعتماد على شراء الخبز المدعم الأمر الذي شجعه التوسع الحضري المتزايد وتغير أنماط الحياة.
وأخيرا، ووفق نفس رأي مجلس المنافسة، تسبب زلزال الحوز في شتنبر 2023 في زيادة استثنائية في الطلب، مما استلزم تعزيز الإنتاج لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان المتضررين.
ويؤكد تحليل تطور الخبز المدعم بين سنتي 2019 و 2024 أن نظام الدعم نجح في الحفاظ على توفر هذه المادة الأساسية بسعر ثابت وفي متناول الفئات الهشة على الرغم من التحديات البنيوية والظرفية المتعددة. فمن خلال تثبيت أسعار المواد الأولية الرئيسية، ولا سيما الدقيق، مكنت الدولة المخابز من ضمان إنتاج كاف، وذلك حتى في ظل الصدمات الاقتصادية والاجتماعية.
إلا أن هذه الفعالية لا تستبعد ضرورة النظر في تحسين نظام الدعم من أجل تعزيز تأثيره والحد من آثاره غير المرغوب فيها، فهناك عدة ملاحظات يجب أخذها في الاعتبار. من ناحية، هناك إهدار كبير للخبز المدعم، مما يطرح مسألة تحسين تنظيم الطلب وتوعية المستهلكين. ومن ناحية أخرى يمكن إعادة النظر في النطاق الحالي للدعم، الذي يقتصر على الدقيق ويستبعد المواد الأولية الأخرى الضرورية لإنتاج الخبز المدعم، لضمان استدامة اقتصادية أكبر للمخابز.
وأخيرا، يشكل وجود قطاع خبز غير رسمي تحديا كبيرا، حيث يخلق منافسة غير عادلة للجهات الفاعلة التي تعمل في إطار قانوني، مما يؤثر على ربحيتها وقدرتها على الحفاظ على معايير إنتاجية مثلى.
الأحد, ديسمبر 14, 2025
اخر الأخبار
- نجاح أول تجربة تجمع يين طاقة المد والبطاريات وإنتاج الهيدروجين في العالم
- استعدادات مكثفة لنصف نهائي مثير في كأس العرب
- أزمة الدببة تتصاعد في اليابان… والمناطق الجبلية تعيش على وقع الخوف والدعوات للتدخل العاجل
- هل حُلت أزمة صلاح وليفربول بعد فيديو الفنان أحمد السقا؟
- قوائم المنتخبات العربية المشاركة في كأس أمم أفريقيا 2025 | رياضة
- الراعي: السلام ممكن في لبنان رغم الجراح
- متى ينتهي زمن الوصاية على الفنان العربي؟
- اتهام بروس مدرب منتخب جنوب أفريقيا بالإساءة العنصرية | رياضة

