تترقّب الأسواق العالمية تصدير أول شحنة مكثفات من حقل الجافورة السعودي، الذي انطلقت أعمال الإنتاج في مرحلته الأولى خلال الأيام الأخيرة، ما يضع المملكة على أعتاب مرحلة مهمة لزيادة قدراتها في إنتاج الغاز.
وتخطّط شركة أرامكو السعودية لبدء تصدير أول شحنة من المكثفات المنتجة من معمل غاز حقل الجافورة في فبراير/شباط 2026.
ويُعدّ مشروع حقل غاز الجافورة، الذي تبلغ استثماراته -وفق قاعدة بيانات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- نحو 100 مليار دولار، أحد المحاور الرئيسة في طموحات أرامكو لتصبح لاعبًا عالميًا رئيسًا في قطاع الغاز الطبيعي وتعزيز طاقتها الإنتاجية.
وأعلنت وزارة المالية السعودية، يوم الثلاثاء 2 ديسمبر/كانون الأول، في بيان موازنة 2026، أنها بدأت الإنتاج من المرحلة الأولى من مشروع غاز الجافورة بمعدل 450 مليون قدم مكعبة يوميا، وهو ما يزيد مرتَيْن ونصف المرة عن المعدل الذي توقعته أرامكو منذ مدة طويلة.
أرامكو السعودية
تخطّط أرامكو السعودية لتصدير ما بين 4 و6 شحنات من مكثفات الجافورة شهريًا، كل منها 500 ألف برميل، دون تحديد جدول زمني.
وذكرت وكالة رويترز أن المكثفات ستُباع من خلال مفاوضات خاصة، وتعتزم أرامكو تقديم عينات إلى المشترين بنهاية الشهر الجاري.
المكثفات عبارة عن سائل غير غازي يمكن معالجته في وحدات الفصل لإنتاج النافثا، وهي مادة خام أساسية لصناعة البتروكيماويات ومنتجات مكررة أخرى أو يمكن مزجها مع النفط الخام لتقطيرها في المصافي.
ووفقًا لتحليل هذا النوع من الخام فإن كثافته تبلغ 49.7 درجة، وفقًا لمقياس الكثافة النوعية لمعهد النفط الأميركي، ويحتوي على 0.17% من الكبريت.
ويظهر التحليل أن نحو 40% من إنتاج المكثفات عبارة عن نافثا، خاصة الدرجة الأثقل، في حين يتكون معظم الإنتاج المتبقي من الديزل الأحمر والكيروسين.
وقال الرئيس العالمي لقسم سوائل الغاز الطبيعي لدى إف جي إي للاستشارات، أرمان أشرف: “عدم اليقين الآن يتعلق بالكمية التي ستُطرح في السوق خلال الأشهر الـ5 إلى الـ12 المقبلة”، موضحًا أن هذه الدرجة ستنافس المكثفات الأثقل وأنواع الخام الخفيفة جدًا.
حقل غاز الجافورة
في بيان موازنة عام 2026، أدرجت وزارة المالية بدء تشغيل المرحلة الأولى من حقل غاز الجافورة بوصفه أحد إنجازات المملكة بحلول عام 2025.
ويُعد حقل الجافورة، مع احتياطيات تبلغ 229 تريليون قدم مكعبة و75 مليار برميل من المكثفات، أكبر حقل غاز غير تقليدي في منطقة الخليج في الشرق الأوسط.
وتوقعت أرامكو ارتفاع إنتاج الغاز المبيع أو صافي الإنتاج إلى 650 مليون قدم مكعبة يوميًا بحلول نهاية عام 2026 في المرحلة الأولى.
ومن المقرر أن يبدأ تشغيل المرحلة الثانية من إنتاج حقل الجافورة في عام 2027، ما يرفع الإنتاج إلى ملياري قدم مكعبة يوميًا بحلول نهاية العقد.
وتمتلك أرامكو برنامجًا طموحًا لزيادة إنتاج الغاز بأكثر من 80% بحلول نهاية العقد، مقارنةً بخط الأساس لعام 2021 البالغ 9.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، وهو ما يعني إنتاجًا لا يقل عن 14.7 مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول عام 2030.
وأكّد الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية أمين الناصر، أهمية الحقل خلال جلسة توزيع أرباح الشركة للربع الثالث من عام 2025، واصفًا حقل غاز الجافورة بأنه “جوهرة تاج في محفظة الشركة”، وهو تعليق يعكس ثقله الإستراتيجي وثقة الشركة بالتنفيذ.
ويصف الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة، الدكتور أومود شوكري، في مقال خص به منصة الطاقة، حوض الجافورة، الذي يُغطي مساحةً تبلغ نحو 17 ألف كيلومتر مربع في المنطقة الشرقية، بأنه يُعد أكبر مورد للغاز الصخري خارج الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن حوض الجافورة يتفوّق على حوض فاكا مويرتا الأرجنتيني من حيث الإمكانات القابلة للاستخراج، ويتفوق على حوض سيتشوان الصيني من حيث الإنتاجية، إذ تُقدّر أرامكو احتياطياته التقنية القابلة للاستخراج بما يتراوح بين 70 و90 تريليون قدم مكعبة قياسية.
وأوضح أنه مع اقتراب حقل الجافورة من هدفه المتمثل في إنتاج 3.4 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز المخصص للبيع بحلول عامَي 2035 و2036، فإنه يُمكنه توفير ما يقرب من مليون برميل يوميًا من النفط الخام للتصدير، ما يُمثل إيرادات سنوية إضافية تتراوح بين 25 و35 مليار دولار أميركي بالأسعار الحالية.
ومن المتوقع أن يُنتج حقل غاز الجافورة ما بين 400 ألف و500 ألف برميل يوميًا من سوائل الغاز والمكثفات، مع توقع إنتاج سوائل لمدة طويلة يبلغ نحو 75 مليار برميل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
