في كل عام، نحن على موعد دائم، مع أسابيع الموضة العالمية، لعروض الأزياء، التي تنطلق منها أو عبر مدرجاتها، أهم وأبرز مجموعات الأزياء لدور أزياء عالمية كثيرة. أسابيع الموضة تكون مخصصة عادة، لموسم معين، منها لموسم خريف وشتاء، ومنها لموسم ربيع وصيف. تقام أسابيع الموضة العالمية، في أربع عواصم رئيسية وهي تعرف بإسم الـBig Four، باريس في فرنسا، ميلان في إيطاليا، نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، ولندن في المملكة المتحدة. طبعاً هنالك أيضاً مدن أخرى أصبحت اليوم محطات مهمة وبارزة في عالم عروض الأزياء، وهي بدورها أيضاً تستضيف أسابيع موضة مهمة، مثل برلين في ألمانيا، مدريد في إسبانيا، طوكيو في اليابان، موسكو في روسيا، ودبي في الإمارات العربية المتحدة، التي يقام فيها أسبوع الموضة العربي، حيث يكون التركيز على المزج بين الأزياء الشرقية والغربية.
لماذا باريس وميلان؟!
أسبوع الموضة في باريس، من أقدم أسابيع الموضة العالمية وأعرقها، طبعاً باريس هي عاصمة الموضة العالمية، وهي نواة الموضة العالمية. يعود تاريخ أسبوع الموضة في باريس إلى أوائل القرن العشرين، ولكن يمكننا القول أنه إنطلق رسمياً عام 1973، تحت إسم Paris Fashion Week، بتنظيم من الإتحاد الفرنسي للأزياء الراقية والموضة المعروف بـFHCM. شهدت باريس تطوراً كبيراً في عالم الموضة وخصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية، وطبعاً كان لظهور دور أزياء عالمية كبرى فرنسية أثراً كبيراً ومفصلياً على إنطلاق أسبوع الموضة العالمي بشكلٍ رسمي، خصوصاً دار Christian Dior العريقة.
أسبوع الموضة في ميلان، إنطلق رسمياً في عام 1958، بتنظيم من الغرفة الوطنية للأزياء الإيطالية. وإذا كانت باريس هي عاصمة الموضة العالمية، فميلان نبضها. إيطاليا كانت دائماً وما زالت من الدول التي تشتهر، بحرفية الموضة، والذوق الرفيع، لذا تحقق ميلان اليوم، هذا التفوق، وتجذب عشاق الموضة من جميع أنحاء العالم. يعرف أسبوع الموضة في ميلان اليوم، بتركيزه على الأزياء الجاهزة، التي تجمع بين الأناقة، والإبتكارات العصرية، التي يمكنك إعتمادها يومياً، دون أي عائق.
أسبوع الموضة في باريس يعتبر أقدم، ولكن إذا أردنا أن نتحدث عن تواريخ الإنطلاق الرسمي، فأسبوع الموضة في ميلان، بدأ رسمياً قبل 15 عاماً، من إنطلاق أسبوع الموضة في باريس.
دور أزياء عالمية كبرى.. أهمية وتأثير عالمي
رغم أهمية أسابيع الموضة في نيويورك ولندن، إلاّ أن باريس وميلان، يعتبران رسمياً خارج المنافسة، إذ يتمتعان بمستوى عالٍ من الفخامة والحرفية، مما يجعلهما فعلياً الأكثر تأثيراً. القرارات والصيحات، التي تنطلق من باريس وميلان، تؤثر بشكلٍ مباشر على صناعة الأزياء في العالم، من المستهلك، إلى المشاهير، دور الأزياء العالمية، الصحافة، وخبراء الموضة في العالم، جميعهم، يتابعون هذه الأسابيع عن كثب، مما يعزز أهميتها ومكانتها في العالم.
تستضيف باريس، أهم علامات تجارية عالمية، وهذه العلامات ودور الأزياء المشاركة، لها فضل كبير في جعل أسبوع الموضة، حدثاّ منتظراً، وإستثنائياً. من أهم دور الأزياء الحاضرة في أسبوع الموضة في باريس: Dior، CHANEL، Hermes، Givenchy، و Louis Vuitton.
أما أسبوع الموضة في ميلان، فمن الطبيعي أن يستضيف أهم وأعرق دور الأزياء العالمية، التي ينتظرها أيضاً المتابع بشوق كبير، مثل Gucci، Prada، Versace، Dolce&Gabanna، Fendi، وغيرها طبعاً.
أقسام أسابيع الموضة.. وتواريخها
عندما نقول أسبوع الموضة، تلقائياً يخطر في بالنا هل هو مخصص لمجموعات ربيعية صيفية، أم خريفية شتوية؟! طبعاً، بعيداً عن تلك التي تكون بالوسط، أي قبل الخريف، أو الربيع، ولكن عادةً في أسابيع الموضة العالمية الكبرى، الأقسام تكون موزعة بين خريفي شتوي، وربيعي صيفي. هنا يمكننا القول، أن موضوع الأزياء الراقية، والأزياء الجاهزة متشعب قليلاً، ولكن الجدير بالذكر، أن باريس، هي العاصمة الحصرية للأزياء الراقية، التي تطلق من عاصمتها أفخم المجموعات وأرقاها، وأيضاً يعقد أسبوع الموضة المخصص لهذا الحدث مرتين سنوياً.
بالعودة إلى باريس وميلان، يمكننا القول أن تواريخ العروض ليست ثابتة مئة بالمئة، ولكنها تتبع نظاماً زمنياً محدداً تقريباً. أسبوع الموضة لمجموعات الخريف والشتاء يقام ما بين فبراير ومارس، أما أسبوع الموضة المخصص لمجموعات الربيع والصيف يكون توقيته عادةً بين سبتمبر وأكتوبر.
يتم تحديد هذه التواريخ سنوياً من قبل الجهات المتخصصة والمنظمة، حيث يتم مراعاة عوامل كثيرة، مثل عدم تداخل مواعيد أسابيع الموضة مع بعضها البعض، ونقصد أسابيع الموضة في لندن، ونيويورك، بالإضافة طبعاً إلى الأحداث العالمية التي قد تكون طارئة أحياناً، ولكن يمكننا القول رغم التغييرات في التوقيت التي قد تكون طفيفة، فإن أسابيع الموضة في باريس وميلان، تحافظان تقريباً على نفس القترات الزمنية في كل سنة.
