صدر الصورة، EPA
آخر تحديث 28 فبراير/ شباط 2025
أعلن الفاتيكان صباح الجمعة أنّ صحّة البابا فرنسيس الذي نُقل إلى المستشفى قبل أسبوعين إثر إصابته بالتهاب في كلتا رئتيه تواصل التحسّن، محذّراً في الوقت نفسه من أنّ الحالة السريرية للحبر الأعظم لا تزال “معقّدة”.
وقال الكرسي الرسولي في بيان إنّ “الحالة السريرية للأب الأقدس تواصل التحسّن. اليوم، تناوب بين العلاج بالأوكسجين العالي التدفق وقناع التنفّس”.
وأضاف أن الرجل البالغ من العمر 88 عاماً أمضى “ليلة هادئة” أخرى وهو “يرتاح الآن” في مستشفى جيميلي في روما.
وأفادت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا)، أن البابا خرج الآن من “المرحلة الحرجة”، نقلاً عن مصادر في الفاتيكان.
ودخل البابا المستشفى في 14 فبراير/شباط بعد أن عانى من صعوبات في التنفس لعدة أيام.
وعولج بابا الفاتيكان فرنسيس، وهو بابا الكنيسة الكاثوليكية بالترتيب السادس والستين بعد المئتين، من التهاب الشعب الهوائية قبل تشخيص إصابته بالالتهاب الرئوي في كلتا الرئتين.
ثم في 22 فبراير/شباط، قال الفاتيكان إن البابا عانى من أزمة تنفسية وكان في حالة “حرجة”، لكنه أصدر في وقت لاحق من يوم الأحد تحديثاً يفيد بأنه “لم يُظهر أي أزمات تنفسية أخرى”.
ولفت بيان صادر عن الفاتيكان الأربعاء إلى أن “القصور الكلوي الطفيف الذي لوحظ في الأيام الأخيرة اختفى”، مسلطاً الضوء أيضاً على نتيجة الفحص الذي أجري الاثنين “وأظهر تطورا طبيعيا للالتهاب الرئوي”.
ويثير دخول البابا إلى المستشفى للمرة الرابعة منذ 2021 مخاوف جدية، بعدما عانى من مشكلات صحية كثيرة في السنوات السابقة تشمل عمليات في القولون والبطن وصعوبات في المشي.
ودخل زعيم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية إلى المستشفى عدة مرات خلال فترة ولايته التي استمرت 12 عاماً، بما في ذلك العلاج من التهاب الشعب الهوائية في نفس المستشفى في مارس/أذار 2023.
صلوات بنيّة الشفاء

صدر الصورة، Reuters
وأثارت أطول فترة إقامة للبابا في مستشفى خلال حبريته موجة من الدعم الكبير له، إذ أقيمت الصلوات بنية شفائه في كل أنحاء العالم.
وأوقد مؤمنون شموعا خارج المستشفى في الجناح البابوي بالطابق العاشر، حيث يقيم البابا فرنسيس، أول أمريكي لاتيني وأول يسوعي يقود الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.
وكان الكاردينال الإيطالي بالدو رينا، معاون البابا في أبرشية روما، أقام صلاة من أجل البابا فرنسيس في كاتدرائية القديس يوحنا اللاتريني الأحد الماضي لـ “يدعمه الرب بنعمته ويملؤه بالقوة اللازمة لتجاوز لحظات المحنة هذه”.
وقال المونسنيور رينو فيسيكلا، نائب رئيس مجمع التبشير الذي حل محل البابا في مراسم أقيمت الأحد أيضاً “نشعر بأن البابا فرنسيس، قريب منا وحاضر بيننا حتى لو كان في سرير مستشفى”.
ويعد البابا فرنسيس الزعيم الروحي لنحو 1,4 مليار كاثوليكي في العالم ورئيس دولة الفاتيكان.

صدر الصورة، Reuters
تكهنات حول الاستقالة
أثار وضع البابا تكهنات حول إمكانية استقالته يعززها معارضوه وخصوصاً في الدوائر الكاثوليكية المحافظة.
وقال أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في مقابلة نُشرت في صحيفة “إل كورييري ديلا سيرا” مطلع الأسبوع “لدي انطباع بأن هذه تكهنات بلا جدوى”.
وأضاف: “الحمد لله الأخبار الواردة من جيميلي مشجعة، فهو يتعافى”.
وقال الكاردينال الأرجنتيني فيكتور مانويل فرنانديز المقرب من البابا والذي يرأس مجمع العقيدة والإيمان لصحيفة “لا ناسيون” اليومية “من غير المجدي أن تمارس بعض المجموعات ضغوطاً عليه لتقديم استقالته. فعلوا ذلك عدة مرات في السنوات الأخيرة” من دون جدوى.
وأضاف: “لا أرى مناخاً يُنذر بانعقاد مجمع الكرادلة، ولا أرى مزيداً من المناقشات حول خليفة محتمل مقارنة بما كان عليه الحال قبل عام. حتى الآن، أستشعر الكثير من الاحترام”.
وكان البابا قد اتخذ مواقف متباينة بشأن الاستقالة، وترك الباب مفتوحاً للتخلي عن منصبه كما حصل مع سلفه بنديكتوس السادس عشر، وكشف أنه بعيد انتخابه عام 2013، وقع على خطاب استقالة اذا حال وضعه الصحي دون تمكنه من البقاء في منصبه.
وأكد بعد ذلك أنه يريد الاستمرار في مزاولة مهامه ما دامت صحته تسمح بذلك، مؤكداً أننا نستخدم “عقلنا وليس رجلينا”.
قد تكون خطورة العدوى التي أصيب بها مميتة وتعيد خلط الأوراق. وهي تُضاف إلى قائمة طويلة من المشاكل الصحية السابقة من عمليات في القولون والبطن وصعوبة في المشي والتهابات الجهاز التنفسي .
وفي مرات سابقة، نجح البابا في التغلب على مشاكله في التنقل المرتبطة بزيادة الوزن وبآلام في الركبة باستخدام كرسي متحرك. لكن مشاكل الجهاز التنفسي بالنسبة لرجل ثمانيني أُزيل القسم العلوي من رئته اليمنى في الحادية والعشرين من عمره تثير المزيد من الأسئلة.
وفي عدة مناسبات منذ مطلع العام، اضطر الحبر الأعظم إلى إلغاء التزاماته وتفويض قراءة نصوصه أو حتى التوقف خلال العظة ليرتاح.