يؤكد الفنان التشكيلي الأردني محمد العمر أن أعماله الفنية تنبثق عن فكره ورؤيته وشغفه بالفن، مشيراً إلى أن هذه الأعمال تمثل كيانه ووجوده.
اضافة اعلان
يبحث عن الكثافة في الفن، التي تجعل الأعمال الفنية تدعم بعضها بعضا. ويسعى إلى تجسيد الأفكار بحرية من خلال مزج الفن الواقعي، التجريدي، والمفاهيمي، باعتباره الطريق الذي يربط الفنون الجميلة ببعضها بعضا.
يرى العمر أن الفنون التشكيلية تتبنى مؤثرات جمالية تهدف إلى التأثير في المتلقي، من خلال مساعدته على إدراك أبعاد كانت غائبة عنه في الواقع. مؤكدا أن الفن لا يعمل بمعزل عن غيره، بل يكمل إطارات العلم والفلسفة لينصهر الثلاثة في بوتقة واحدة.
ويشير إلى أنه تجاوز مرحلة البحث عن الهوية والتشكيل، وهو الآن يسعى إلى استكشاف الفكرة المتحولة في التعبير، مبينا أن هدفه يتمثل في جمع كل تجاربه وثقافته الفنية وإبداعاته ضمن رؤيته الفكرية.
يتميز العمر بتعدد مواهبه وشغفه المستمر بالتطور، حيث تجمع أعماله بين الجمال والإبداع والتقنية. يمتلك خبرة واسعة في مجالات متعددة تشمل التصوير الفوتوغرافي، التصميم الجرافيكي، والبرمجة.
ولد في الرمثا، الأردن، وبدأ اهتمامه بالفنون منذ سن مبكرة، حيث طور مهاراته بمرور الوقت ليصبح من أبرز الأسماء في الساحة الفنية. تعكس أعماله شغفه بالتفاصيل وجمالية الحياة، من خلال مزج الفنون التقليدية مع التكنولوجيا الحديثة.
الفنان التشكيلي محمد العمر -(من المصدر)
تتنوع أعمال العمر، الذي يتميز بقدرته على المزج بين الفن والتكنولوجيا، لتعكس اهتمامه بالتفاصيل والابتكار من خلال استخدام تقنيات وأساليب معاصرة بين التصوير والفن التشكيلي، ويوظف العمر في كلا المجالين تقنيات حديثة تعكس حساسيته الفنية العالية.
في مجال التصوير، يركز على الألوان الجريئة والتكوينات الديناميكية، بينما يعتمد في الفن التشكيلي على الرسم الأكاديمي والتجريدي لإيصال رسائل إنسانية. وكما ذكر في حديثه لـ”الغد”: “حاولت أن أركز على الجانب الإنساني، المحبة والحرية، من خلال الرموز التي أدمجها كعناصر في لوحاتي”.
ويضيف أنه رسم وجوه الإنسان بواقعية، مستخدما الصورة الكلاسيكية التي تعكسها الفوتوغرافيا، مع تصوير الطبيعة، المدن، والشخصيات.
ويقول العمر الحاصل على درجة البكالوريوس في هندسة البرمجيات من جامعة فيلادلفيا: “إنه لا بد لكل فنان أن يسلك الطريق الفني الذي يناسب إبداعاته الفنية، فالمدارس التشكيلية متنوعة وعديدة، لذلك فكل فنان يخط مدرسة فنية ويسير عليها، وشخصياً وجدت في الأساليب الواقعية والتجريدية والمفاهيمية عالماً عاطفياً مليئاً بالإبداع والابتكار، أستطيع من خلال هذه الأساليب أن أعبر عن الأفكار بكل حرية وبساطة وعفوية، عبر ثنائية الأحاسيس والألوان”.
ويجد العمر الذي يعمل في التصميم الجرافيكي مع العديد من المصانع والشركات المحلية والخارجية، فن التصوير الضوئي، الأقرب إلى الفن التشكيلي، ويجمعهما العديد من العناصر المشتركة والمتقاربة مثل التكوين والظل واللون، ولكن الصورة هي عبارة عن توثيق لحظة، لذلك بحسب ما أكده “استفدت من الصورة في أعمالي الفنية من خلال إخضاعها لطريقتي في الفن التجريدي، عبر تصوير الفضاءات والشخصيات والمساحات التي تكون نواة لعملي الفني”.
وتغمر العمر السعادة، عندما يجد العديد من المتلقين يلتقطون الرسائل التي تطرحها أعماله الفنية، ما يعطي دلالة على الذائقة الفنية العالية لهؤلاء المتلقين، متأملاً في المستقبل توسيع نشاطاته الفنية من خلال إقامة معارض فردية في دول مختلفة، وتطوير مشاريع تعليمية تهدف إلى تعزيز دور الفنون في المجتمع ودعم المواهب الصاعدة.
ويطمح العمر، في ختام حديثه، إلى إنشاء منصة إلكترونية عالمية تجمع بين الفن والتكنولوجيا، حيث يمكن للمواهب الشابة التعلم والتفاعل مع الجمهور. كما يسعى لتطوير مشاريعه الفنية، لتصل إلى نطاق أوسع من المتلقين حول العالم.
ويشار إلى أن الفنان العمر وهو عضو في الهيئة الإدارية لرابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين (أمين العلاقات الداخلية والخارجية)، مؤسس مؤسسة خبراء التكنولوجيا، ولديه العديد من الخبرات الفنية في مجال التصوير الفوتوغرافي، كونه مصورا محترفا يتابعه أكثر من 250 ألف شخص على منصات التواصل الاجتماعي.
العمر مصمم جرافيكي يمتاز بتصميمات إبداعية تعكس رؤى فنية فريدة، ومبرمج يعمل على تطوير تطبيقات ومواقع تعزز تجربة المستخدم بطرق مبتكرة، وشارك في العديد من المعارض الفنية المحلية والدولية كفنان تشكيلي، وله أعمال مميزة في الرسم الأكاديمي والتصوير، وقام بتأسيس مركز لتعليم الرسم في عمان، حيث ساهم في تطوير مهارات العديد من الفنانين الشباب. وحصل على جوائز متعددة، منها جائزة في الرسم الأكاديمي من اليابان في سن 12 عاما.