تحل اليوم الذكرى الثالثة عشرة لأحداث استاد بورسعيد، تلك الكارثة التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي المصري، في واحدة من أكبر الكوارث التي شهدتها الملاعب المصرية والأفريقية على مرّ التاريخ.
لم تكن تلك الليلة مجرد مباراة كرة قدم عادية، بل تحوّلت إلى مأساة إنسانية أدمت قلوب الجماهير المصرية وألقت بظلالها القاتمة على الرياضة في البلاد.
شهدت هذه الحادثة تدافعاً رهيباً بين الجماهير عقب نهاية المباراة بين فريقي الأهلي والمصري، حيث اندفعت جماهير الأخير إلى مدرجات الأهلي، مما أدى إلى مذبحة دامية راح ضحيتها العشرات، معظمهم من الشباب والمراهقين. كما تسببت هذه الأحداث في إيقاف الدوري المصري لمدة طويلة، وأثرت بشكل عميق على مسيرة الرياضة في مصر.
فيما يأتي نظرة على أكبر الكوارث الرياضية التي شهدتها الملاعب حول العالم، والتي تسببت في وفاة العشرات بل والمئات من المشجعين:
بيرو – 24 أيار / مايو 1964
شهدت هذه الكارثة أكبر عدد من القتلى في تاريخ كرة القدم على مدار 58 عامًا، ولم يتم كسر هذا الرقم حتى اليوم. وقد وقعت خلال مباراة تصفيات أولمبياد طوكيو بين بيرو والأرجنتين.
قام مشجعو الفريق المضيف، الذين كانوا يعرفون باسم “هوليغانز”، باقتحام الملعب، مما دفع السلطات الأمنية إلى غلق جميع الأبواب بشكل مفاجئ وإطلاق الغاز المسيل للدموع بغزارة، وهو ما أدى إلى سقوط 327 قتيلًا على الأقل نتيجة للتدافع الشديد والاختناق.
غانا – 9 أيار / مايو 2001
وقعت الكارثة الدامية في الملعب الرئيسي بالعاصمة أكرا، حيث كانت المباراة تجمع بين فريق هارتس أوف أوك من العاصمة وفريق أشانتي كوتوكو من مدينة كوماسي.
كانت المباراة محط اهتمام جماهيري شديد، وفي لحظة ما، اندلعت أعمال شغب من قبل المشجعين الذين قاموا بتدمير مقاعد المدرجات البلاستيكية ورميها على أرض الملعب احتجاجاً على قرارات الحكم.
استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الجماهير، مما أدى إلى تدافع عنيف بين المشجعين، وأسفر عن مقتل 130 شخصاً على الأقل.
إندونيسيا – 2 تشرين الأول / أكتوبر 2022
شهدت إندونيسيا واحدة من أعنف الحوادث الرياضية في التاريخ الحديث، حيث قُتل 125 شخصاً وأُصيب أكثر من 320 آخرين في تدافع مروع أثناء شغب جماهيري في ملعب كانغوروهان في محافظة مالانغ، شرقي جزيرة جاوا.
وقع الحادث بعد انتهاء المباراة التي جمعت بين فريقي أريما وبيرسيبايا سورابايا، حيث اقتحم مشجعو أريما أرض الملعب بعد الهزيمة 3-2، وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف، مما أدى إلى تدافع الجماهير في فوضى عارمة وتسبب في وفاة العديد من المشجعين نتيجة للاختناق أو السحق.
بريطانيا – 15 نيسان / أبريل 1989 (كارثة هيلزبره)
في هذه الكارثة المأساوية، توفي 96 من مشجعي نادي ليفربول بسبب التدافع والاختناق في مدرج مزدحم للغاية في ملعب هيلزبره في شيفيلد.
وقع الحادث قبل مباراة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي بين ليفربول ونوتنغهام فوريست، بسبب سوء التنظيم والاكتظاظ في المدرجات. تسببت الأوضاع في حالة من الفوضى، حيث توفي 96 شخصاً، وارتفع عدد الضحايا لاحقاً بعد وفاة أحد الناجين في 2021 بعد معاناته الطويلة من إصابات دماغية جراء الحادث.
مصر – 1 شباط / فبراير 2012 (مذبحة بورسعيد)
أسفرت أحداث الشغب التي اندلعت بعد مباراة المصري والأهلي عن مقتل 72 مشجعاً على الأقل من ألتراس أهلاوي. ووقعت المذبحة بعد فوز فريق المصري في المباراة، حيث كانت الجماهير تندفع إلى ممر ضيق، وفوجئوا بإغلاق البوابة التي كانوا يأملون في الهروب من خلالها.
اندلعت فوضى عارمة بعدما انطفأت الأنوار فجأة، ودخلت مجموعات تحمل أسلحة بيضاء إلى مدرجات الأهلي، ليُقتل العشرات إثر التدافع أو الطعنات. هذه الحادثة أحدثت صدمة هائلة في الوسط الرياضي المصري والعربي، وأسفرت عن توقف الدوري المصري لفترة طويلة، بالإضافة إلى فرض غياب الجماهير عن الملاعب.
الأرجنتين – 23 حزيران / يونيو 1968
شهد ملعب مونومينتال في بوينس آيرس مأساة كبيرة إثر تدافع جماهيري عقب نهاية مباراة بين ريفر بليت وضيفه بوكا جونيورز، وأسفر الحادث عن مقتل 71 شخصاً وإصابة نحو 150 آخرين.
وقع الحادث عندما كانت الجماهير تحاول الخروج من الملعب، وكان باب الخروج رقم 12 مغلقاً، مما دفع الجماهير إلى التدافع بشكل مروع في محاولة للفرار. هذا الحادث يُعد من أسوأ الحوادث في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية.
اسكتلندا – 2 كانون الثاني / يناير 1971 (كارثة ملعب أيبروكس)
في واحدة من أسوأ الكوارث الرياضية في تاريخ اسكتلندا، لقي 66 شخصًا مصرعهم بعد انهيار الحواجز في ملعب أيبروكس في غلاسكو أثناء مغادرة الجماهير بعد مباراة ديربي أسكتلندا بين فريقي سلتيك ورينجرز.
الحادث أسفر أيضاً عن إصابة 200 شخص، ويُعد من أبرز أحداث العنف الرياضي في تاريخ البلاد.
تركيا – 17 أيلول / سبتمبر 1967
توفي 44 شخصاً على الأقل في أحداث شغب وقعت في مباراة بين فريقي “قيصري إيرسي سبور” و”سيفاس سبور” في تركيا، حيث شهدت المباراة اشتباكات عنيفة بين جماهير الفريقين، امتدت خارج الملعب، مما أسفر عن مقتل العديد من المشجعين وإصابة مئات آخرين.
هذا الحادث دفع الحكومة التركية إلى اتخاذ إجراءات مشددة، بما في ذلك حظر التنقل بين المدينتين المعنيتين لفترة من الزمن.