#أخبار الموضة
غانيا عزام
اليوم
شاركت فنانة الوسائط المتعددة والشاعرة السعودية، هناء الملي، في حملة دار «بولغري» (Bulgari)، بعنوان «رحلات رمضانية»، التي ضمت سلسلة من الأفلام، تسلط الضوء على رحلات ثلاث فنانات مبدعات من الشرق الأوسط، ضمن رؤية فنية تعبر عن القيم العميقة للشهر المبارك. وقدمت الملي عملاً فنياً، يغمر المتلقي بالوهج الذهبي لرحلة الإشراق عند الغروب، حيث تروي التكوينات النسيجية المتقنة سرديات موحية عن التفكير والتأمل الداخلي، باستخدام أقمشة متدفقة.. نحاور هناء الملي؛ للوقوف عند تفاصيل عملها الفني مع «Bulgari»:
كيف أثر شهر رمضان، ومعانيه، في إبداعك خلال حملة «بولغري»؟
كونه منبع «الحملة»، أثر رمضان في استنتاجاتي، وإلهامي، في العمل الفني الذي تم إنتاجه خصيصاً؛ لكونه شهراً يجمع بين الدين والثقافة، ويُكَوِّن الاتصال الروحي الذي يلتقي فيه المجتمع كوحدة واحدة في أوقات السحور والفطور، التي يحددها غروب وشروق الشمس، وهما الأمران الملهمان في هذا المشروع.
تأمل ذاتي
كيف يعكس عملك الفني موضوعات: الإشراق، والتأمل، والمرونة؟
كل عمل فني، يتم إنتاجه، يتضمن عنصراً مهماً جداً هو التأمل. والتأمل جزء أساسي لي كفنانة؛ كونه نقطة بدائية، يستمد منها الفنان أعماله الفنية، التي تعكس تأملاته العاطفية. وهذا العمل الفني يعكس، تماماً، مواضيع: الإشراق، والتأمل، والمرونة.
كيف دمجت مفهوم التأمل الذاتي في تعبيرك الفني مع «بولغري»؟
التأمل الذاتي عنصر مهم لكل فنان، إذ تنبع منه أفكاره الإبداعية، التي تعكس شكلها وألوانها وتنسيقها في الحقيقة. إن عملي الفني مع «بولغري» جزء من تأملاتي الفنية، فأعبر – من خلاله – عن أوقات وعناصر مهمة في حياتي.. كفنانة، وإنسانة.
كيف أثرت جذورك الثقافية المتنوعة في نهجك الفني بهذا المشروع؟
إن كل أعمالي الفنية تمثل جذوري الثقافية؛ لأنها مصدر إلهامي الدائم، الذي دفعني لأصبح فنانة، وأن أنتج أعمالاً تعبر وتكتب التاريخ في تجسدها. هذا المشروع يعبر عن شهر مبارك، وهذا – في حد ذاته – مهم جداً لي؛ لما يتخلله من شعور يتم الإحساس به من قِبَل الجميع، والتواصل من خلاله مع الجمهور.
ما الفكرة التي تأملين أن يأخذها المشاهدون من الفيلم؟
أهمية التراث والتاريخ في العالم الفني، وأهمية استخدام منصة العالم الفني؛ لنشر ثقافتنا وتاريخنا العربي والإسلامي. الفن – بالنسبة لي – هو التعبير عن أفكاري وتأملاتي، من خلال إنتاج أعمال فنية، بإمكانها أن تحيي ذكرياتي غير الملموسة، وتكون بمثابة أفكار لا يمكن تجسيدها من خلال الكلام فقط.
بين المادي والتأملي
أخبرينا بالمزيد عن العلاقة بين البعد المادي والتأملي، التي يرمز إليها الفيلم!
أعمالي الفنية تسرد قصصاً وذكريات، وتحافظ على التاريخ، من خلال اختيار المواد، التي بإمكانها أن تعبر عن هذه المواضيع المهمة للجمهور. كفنانة نسيج، أرى أن المنسوجات مادة لها تاريخ عريق في البلاد العربية، ويتم استخدامها بشكل دائم في حياتنا. وبالتالي عملي الفني مع «بولغري»، بإمكانه أن يعبر في تحركاته عن التجدد، وفي ألوانه عن تصورات الغروب، وفي الأصباغ الطبيعية التي استخدمت عن التاريخ الشخصي، والعام. فالشيء المادي بإمكانه أن يجسد تأملات عدة، ويصورها بشكل غير مباشر، وهذا – في حد ذاته – هو النتاج الجميل بالتعبير من خلال الفن.
لماذا اخترت هذه الدرجات اللونية، تحديداً، لهذا العمل؟
الألوان، التي استخدمت، انبثقت من أصباغ طبيعية، اختيرت لأنها مستوحاة من وقت غروب الشمس، الذي يشمل اللونَيْن: العنبري والزعفراني.
كيف تعاونتِ مع فريق «بولغري»؛ لتحقيق تأثير الضوء والظل الأثيري؟
كان تصوير الفيلم مثيراً جداً بالنسبة لي، وتم استلهام وتنسيق الضوء والظل من العمل الفني، الذي أنتج للفيلم وألوانه. بفضل «بولغري»، وفريق التصوير، تم صنع فيلم يعبر عن مشاعر العمل الفني، من خلال التلاعب بالضوء والظل، بشكل يتناسب مع الرسالة، التي أردنا أن ننقلها من خلال الفيلم.
ما التحديات، التي واجهتكِ في تمثيل المفاهيم الروحية المجردة بصرياً؟
في بداية حياتي المهنية الفنية، وجدت صعوبات في اختيار المواد المنسوجة، التي بإمكانها التعبير عن أفكاري الداخلية بشكل مفهوم ومتكامل، ومع الوقت وتراكم الخبرة؛ أصبح الأمر أسهل نسبياً.
تعاون مثمر
إلى أي مدى يساهم التعاون بين العلامات التجارية الفاخرة، والفنانين، في مستقبل الفن بالشرق الأوسط؟
التعاون أمر أساسي في عالم الفن والتصميم، ومن المهم وجوده؛ لتمكين الفنانين، والعلامات التجارية، من مد جسور التواصل والترابط؛ لبناء مستقبل مثمر وموحد، تُشجع فيه الثقافة، ويُقدم به تاريخ الشرق الأوسط إلى العالم.
كيف يتكامل الشعر، والوسائط النسيجية، في تعبيرك الإبداعي؟
الشعر، والوسائط النسيجية المتعددة، جزء مهم في أعمالي الفنية، وأجد نفسي كفنانة أبدأ جميع أعمالي الفنية بكتابة نص شعري، يترجم ويكوّن الأفكار التي يعبر عنها أي عمل فني. فالشعر، و«الفوتوغرافيا»، هما أول ما تعرضت له بالعالم الفني في عمر صغير؛ فأمي كاتبة، وأبي محب للفنون، وجدتي كانت تحيك الملابس.. دفعتني طفولتي لأتابع هذه المهنة، وهذه نتيجة طبيعية.
كيف ترين تطور المشهد الفني السعودي المعاصر؟
إن تطور المشهد الفني السعودي المعاصر أمر مميز وفريد، وأنا محظوظة لكوني جزءاً منه في هذه السنوات الأساسية، التي أعتبرها بمثابة بذور مستقبلٍ مثمر؛ فأجد نفسي محاطة بفنانين مبدعين وملهمين، وفخورة بكوني جزءاً من حراك فني مثابر ومتعاون ومشجع للفنانين بشكل تام. يوجد الكثير من الفرص، التي تتيح للفنان أن ينمو ويثابر في هذا المجال بشكل احترافي.
إذا كان بإمكانك إنشاء تركيب نسيجي عام في المملكة العربية السعودية.. فأين سيكون، وما رسالته؟
لا يوجد مكان واحد فقط أريد أن أنشئ فيه تركيباً نسيجياً عاماً، بل هناك أماكن متعددة؛ إذا أتيحت لي الفرصة. وأعمالي التي تم إنشاؤها في مدينة الرياض مستوحاة من الصحراء والمحيط الطبيعي لمعظم أنحاء المملكة العربية السعودية. يهمني – كفنانة – وضع أعمالي في أماكن مهمة.. بالنسبة لتاريخي الشخصي، ولتاريخنا السعودي.