تفتتح هيئة متاحف قطر موسم ربيع 2025 الذي يتمثّل في برنامج معارض محلية وعربية ودولية، ويشغل مساحات غالبية المتاحف والغاليريهات المنضوية تحتها. وتدشن بدءاً من شهر إبريل/ نيسان الحالي، وتستمر في مواعيد مختلفة حتى الربع الأخير من العام الجاري.
وتضم المعارض حقولاً بصرية متنوعة من الفن التشكيلي في الرسم والتجهيز، منها المعرض القادم من أميركا اللاتينية بعنوان “لاتينو أميركانو.. الفن الحديث والمعاصر” من مقتنيات “متحف الفن اللاتيني الأميركي في بوينس آيرس” (مالبا)، وإدواردو ف. كوستانتيني، والذي سيقام في “متحف قطر الوطني” في 21 إبريل ويختتم في 19 يوليو/ تموز المُقبل، ويستعرض مشهداً واسعاً من الفن اللاتيني الأميركي ويعتبر أحد أبرز فعاليات العام الثقافي قطر – الأرجنتين وتشيلي 2025.
وينقسم المعرض إلى خمسة أقسام حسب الموضوع، ويُقدم أكثر من 170 عملاً فنياً يستكشف المناظر الطبيعية المشتركة بين دول أميركا اللاتينية، وهوياتها المتعددة، وتطوّر مدنها ومشاهدها الحضرية، والتوترات الاجتماعية الشديدة، والعملية الفنية التحررية التي تُميز القارة.
وفي العشرين من إبريل تبدأ الدورة الثالثة من “مهرجان قطر للصورة: تصوير”، وتستمر حتى 20 يونيو/ حزيران 2025. والمهرجان يُنظم كل عامين، وتضم فعالياته معارض وجوائز وعروضاً تقديمية وورشات عمل، في إطار سعيه لتمكين الممارسات المتنوعة للمصورين ومجتمعات التصوير الفوتوغرافي في قطر ومنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.
يركز موضوع هذا العام على مفهوم الانتماء من خلال ستة معارض متاحة في متاحف وصالات عرض ومواقع خارجية من الدوحة. وسيستضيف “مطافئ: مقر الفنانين” المعرض الرئيسي للمهرجان بعنوان “التأمل في البحر هو اكتشاف الذات على حقيقتها”، ويأتي بتقييم فنّي من مريم برادة، المدير الفني لمهرجان تصوير، ويُسلط الضوء على ثلاثة أجيال من الفنانين العرب ممن لهم أعمال تُحفّز التفكير لدى أفراد الجمهور حول موقعهم في هذا العالم ودورهم في المجتمع.
أما “المتحف العربي للفن الحديث “متحف”” فسيقدّم ثلاثة معارض بدءاً من 19 إبريل وتستمر حتى 9 أغسطس/ آب المُقبل. الأول من مجموعة عبد الله بن علي آل ثاني بعنوان “انتي من روحي قريبه” وعنوان المعرض مُستمد من أغنية شهيرة كتبها عبد الله الحمادي بعنوان “الله يا عمري قطر”.
يقدم المعرض أعمالاً من أواخر ستينيات القرن العشرين فما بعدها، في نظرة عامة وواسعة على تاريخ الفن التشكيلي في قطر. ويضم عدداً كبيراً من الفنانين والأعمال الفنية، ويكشف عن الأساليب المتنوعة التي نشأت وتداخلت في ما بينها عبر أجيال مختلفة، تزامناً مع تحوّلات مهمة في المشهد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي في قطر.
وتدور سردية المعرض في ثلاثة أقسام حسب الموضوع، تُركز على المناظر الطبيعية والمعمارية في البلد، وبورتريهات لأفراد من المجتمع، إضافة إلى تجارب عدّة في فنّ التجريد. وتجسّد هذه الأعمال البصرية تعبيراً ذاتياً، فضلاً عن كونها استجابة ثقافية للبيئة المحلية الدائبة في التغيّر السريع، وتشكّل مجتمعة لغة بصرية مميزة تتفاعل مع الخطاب الفني الممتد في المنطقة.
بالإضافة إلى اللوحات والمنحوتات والأعمال التركيبية، يتضمن المعرض مواد أرشيفية توثّق ذكريات جماعية ولحظات مهمة في تاريخ الفن القطري.
جغرافيا الخيال
المعرض الثاني “وفاء الحمد: جغرافيا الخيال” هو أوّل معرض متحفي شامل يتناول مسيرة الفنانة والمعلمة والمصممة القطرية الرائدة وفاء الحمد (1964-2012) على مدار 40 عاماً. ويضم 23 عملاً من مجموعة مقتنيات “متحف” الدائمة، تشتمل على باقة متنوعة من الوسائط الفنية، منها الألوان المائية والزيتية والرسومات والأعمال الخشبية والفن الرقمي، إلى جانب مواد أرشيفية.
يجمع فن وفاء الحمد بين الخط العربي والخدع البصرية والتجريد والتصميمات ثلاثية الأبعاد، ويصنع عوالم تشبه الأحلام، تتداخل فيها موروثات الأجداد مع التعبيرات المعاصرة.
ويتعمق المعرض في التأثيرات العالمية للفن الحديث والتجريد التي شكّلت رؤية الفنانة. كما يتناول التقاليد القطرية والخليجية التي كوّنت ممارسات الحمد الفنية، مسلطاً الضوء على فلسفتها الجمالية الفريدة.
أطيافنا أطيافكم
المعرض الثالث “أطيافنا، أطيافكم: رؤى واعدة لسينما رائدة”، الذي يضم أعمالاً لأكثر من أربعين فناناً من صانعي الأفلام وفناني الفيديو من الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا. وبعد أن كان المعرض متاحاً للجمهور في “آرت كابيتال بارتنرز – قصر فرانكيتي”، خلال بينالي البندقية للفنون 2024، واستقبل مئة ألف زائر، يعود مرّة أخرى ليركّز على موضوعات المنفى والهجرة والمنافع والمخاطر وراء عبور الحدود.
يمتد معرض “أطيافنا، أطيافكم: رؤى واعدة لسينما رائدة” عبر عشرة أقسام موزّعة على سبع صالات عرض، كل منها مخصّص لموضوع معين مثل الصحارى (مهد الحضارة ومنطلق النهضة)، والآثار (ذخائر الثقافة)، والحدود (تخطيط الحدود بين الأماكن المسموح بها والممنوعة)، والمنفى. وتشمل الأفلام وأعمال الفيديو أنواعاً مختلفة مثل الخيالية والوثائقية وأفلام الرسوم المتحركة والسير الذاتية، وغالباً ما تمزج السرد المبتكر مع الحقيقة، والحداثة مع التقاليد، والروحانية مع حساسيات ما بعد الاستعمار.
رحلة تصميم
ابتداءً من 23 إبريل حتى 1 يونيو المُقبل يقام في “متحف قطر الوطني” معرض “رحلة تصميم مع مارسيلو جانديني بين إيطاليا وقطر”؛ وهو معرض متنقّل يحتفي بالإرث المبتكر لمارسيلو جانديني، مصمّم السيارات الذي اشتهر باختراعه سيارات استثنائية مثل طرازي ميورا وكونتاش من لامبورغيني، وطراز ستراتوس من لانشيا. سيُقدم المعرض في البداية بـ”متحف قطر الوطني”، قبل عرضه بـ”متحف السيارات الوطني” في تورينو بإيطاليا. ويجمع بين تصميمات جانديني الرائدة والأعمال التجريبية لطلاب “جامعة فرجينيا كومنولث”، كلية فنون التصميم في قطر. تم إعداد هذه المشاريع الطلابية، المستوحاة من فلسفة التصميم خفيف الوزن لجانديني، ضمن درس مارسيلو جانديني التخصصي الذي قدمه عام 2024.
مقعد على المائدة
سيقدم “متحف الفن الإسلامي” معرض “مقعد على المائدة: ثقافة الطعام في العالم الإسلامي” في نظرة استكشافية للدور الذي يتميّز به الطعام في أرجاء العالم الإسلامي وضمن سياق التقاليد الإسلامية. وينظّمه “متحف الفن الإسلامي”، بالتعاون مع متحف مقاطعة لوس أنجليس للفنون.
يتألف المعرض الذي يقام بدءاً من 29 مايو/ أيار حتى 8 نوفمبر/ تشرين الثاني المُقبل من خمسة أقسام، وفيها أكثر من 100 قطعة من مجموعة المتحف، بالإضافة إلى مقتنيات مُعارة من العديد من مؤسّسات “متاحف قطر”، و”مكتبة قطر الوطنية” أيضاً. وسيضم كل قسم طبّاخاً معاصراً يعدّ طبقاً يعكس تقاليده أو تقاليدها في فن الطهي.