صدر الصورة، Getty Images
Article informationAuthor, ليف ماكماهونRole, مراسل تقني
قبل 19 دقيقة
خلصت دراسة إلى أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً أطول أمام الشاشات في السرير أكثر عرضة للمعاناة من الأرق وقلة النوم.
ويستند البحث إلى استطلاع رأي نرويجي شمل أكثر من 45 ألف طالب.
ويشير إلى أن كل ساعة إضافية من استخدام الشاشات مرتبطة بزيادة الأرق بنسبة 63 في المئة، و24 دقيقة أقل من النوم.
ومع ذلك، قال الباحثون إنهم أثبتوا فقط وجود علاقة بين استخدام الشاشات وانخفاض جودة النوم، لكنهم لم يثبتوا أن استخدام الشاشات هو السبب المباشر لانخفاض جودة النوم.
ويقول خبراء إن وضع الهاتف جانباً قبل النوم، والقيام بنشاط مُريح قد يُساعد على تحسين النوم.
كما سعى الباحثون إلى دراسة تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على النوم مقارنةً بأنشطة الشاشات الأخرى.
وصرّحت الدكتورة غونهيلد جونسن هيتلاند، من المعهد النرويجي للصحة العامة والمؤلفة الرئيسية للبحث، الذي نُشر في مجلة فرونتيرز يوم الاثنين، بأن نوع النشاط الذي يُمارس على الشاشة يبدو أقل تأثيراً من وقت النظر إلى الشاشة بشكل عام.
وأضافت: “لم نجد أي فروق جوهرية بين وسائل التواصل الاجتماعي وأنشطة الشاشات الأخرى، مما يشير إلى أن استخدام الشاشة بحد ذاته هو العامل الرئيسي في اضطراب النوم”.
وطلبت دراسة الصحة والرفاهية النرويجية لعام 2022 من المشاركين في عينة الدراسة، تحديد ما إذا كانوا يستخدمون أي وسائط رقمية بعد ذهابهم إلى النوم، بالإضافة إلى الأنشطة التي شاركوا فيها.
وشملت الخيارات مشاهدة الأفلام أو التلفزيون، والتحقق من وسائل التواصل الاجتماعي، وتصفح الإنترنت، وممارسة الألعاب.
ومن بين من أفادوا باستخدامهم للشاشات في السرير قبل النوم، أفاد 69 في المئة منهم باستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى أنشطة أخرى تعتمد على الشاشات.
كما طُلب من المشاركين تحديد عدد الليالي التي يقضونها أسبوعياً في استخدام هذه الوسائط، ومدة استخدامها، بالإضافة إلى عدد مرات صعوبة النوم أو البقاء نائمين، أو الاستيقاظ مبكراً، أو الشعور بالتعب.
ووصفت الدراسة أولئك الذين قالوا إنهم واجهوا هذه المشاكل ثلاث ليالٍ أو أيام على الأقل أسبوعياً، لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بأنهم يعانون من الأرق.
في حين وجدت الدراسة صلة بين استخدام الشاشات وقت النوم والإبلاغ عن اضطرابات النوم أو الأرق، يقول الباحثون إن ذلك لا يعني أنه سبب.
وقالت الدكتورة هيتلاند: “لا يمكن لهذه الدراسة تحديد العلاقة السببية، أي ما إذا كان استخدام الشاشات يسبب الأرق، أو ما إذا كان الطلاب الذين يعانون من الأرق يستخدمون الشاشات بشكل أكبر”.
كما أشاروا إلى أن اعتماد الدراسة على بيانات استطلاعية للتجارب المبلغ عنها ذاتياً قد يعني أنها تحتوي على تحيزات، ولا ينبغي اعتبار نتائجها ممثلة عالمياً.
نصائح لنوم أفضل
ويُعتقد أن الأرق يُصيب ما يصل إلى واحد من كل ثلاثة أشخاص في المملكة المتحدة.
ويُعد اضطراب النوم من بين مجموعة كبيرة من المشاكل التي أبلغ الناس عن معاناتهم منها، وغالباً ما يُعزى ذلك إلى استخدام الهاتف في وقت متأخر من الليل وتصفح الإنترنت.
وعلى الرغم من شيوع هذه الممارسة، إلّا أن التأثير الفعلي لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو تصفح المحتوى الإلكتروني في السرير على الصحة البدنية والنفسية لا يزال موضع جدل.
ومع ذلك، يُوصي الخبراء بالتوقف عن استخدام الأجهزة الرقمية قبل النوم بفترة وجيزة.
ويُشيرون أيضاً إلى أن وضع روتين يومي بالذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت قد يُساعد في حل مشاكل النوم.
وتوصي جمعيتا “مايند وريثينك” الخيريتان للصحة النفسية، بمحاولة القيام بنشاط مُريح قبل النوم، مثل تمارين التنفس أو قراءة كتاب أو الاستحمام، بدلاً من محاولة إجبار نفسك على النوم.
كما يُقترح تجنب الكافيين أو الكحول أو تناول وجبات كبيرة قبل النوم، وممارسة تمارين خفيفة، ومحاولة جعل غرفة النوم أكثر راحة، قدر الإمكان.
ويؤكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث في هذا الموضوع، بما في ذلك مراقبة أنماط النوم على المدى الطويل، بالإضافة إلى إجراء تحقيقات في مجالات مثل الاضطراب الذي تسببه إشعارات الأجهزة أثناء الليل.
وخلصوا إلى أنه “يمكن لهذه الجهود مجتمعةً أن توضح تأثير استخدام الشاشات قبل النوم على جودة النوم، وأن تُسهم في وضع توصيات مُحددة للطلاب وغيرهم من الفئات”.