ويمّين كانت بين وافدين جاؤوا كثراً إلى أكاديمية “الألبا”. وصلوا صباح السبت إلى يوم دراسي تراكمي لساعات محدودة، لتقابل الدكتور إبراهيم بلطه جي، أستاذ مادة تعليم الموسيقى في “لوبام”، مع مجموعة من مساعديه المحترفين المتمرسين في هذا الفن بعد انتسابهم إلى “لوبام. يعطي بلطه جي توجيهاته للتلامذة المبتدئين ولذويهم الذين رافقوا أولادهم في تجربة التعرف على عالم النوتة ومنجهيتها على يدي الأستاذ الخبير في التربية الموسيقية.
في الصفوف الأولى، جلس 45 تلميذاً وتلميذة، فيما اختار الأهل مقاعد الصفوف الأخيرة. التعليم يقتضي الانضباط وعدم الغياب طبعاً، والشعور بالفرح عند اكتشاف نوتة أو أخرى.
تؤكد نائبة رئيس الجمعية مارينا مخيبر لـ”المدن” أن “عودة “لوبام”، بعد إنقطاع قسري دام 6 أعوام، بسبب الأوضاع الاقتصادية الخانقة وتداعيات جائحة كورونا، ترسخ مجدداً المبادىء، التي أطلقها النائب السابق في غسان مخيبر في العام 2008 مع كل من الصحافي الراحل غسان تويني ورئيس الكونسرفاتوار الأسبق الراحل الدكتور وليد غلمية، بهدف تأسيس “لوبام” لتوفير فرص تعلم الموسيقى مجاناً لجيل ناشىء، ولتؤمن لهم الآلات الهوائية والإيقاعية مجاناً، علّم يشقون مسيرتهم نحو العزف الموسيقي أو احترافه”.
وتعلن مخيبر أننا “نعمل اليوم على تنظيم حفلة موسيقية من “أهل البيت” الساعة 8،00 مساء الأربعاء 14 أيار في المتحف الوطني، يعود ريعه لدعم “لوبام”، مع التنويه بمشاركة مصمم الرقص مازن كيوان في تقديم لوحات متألقة مع الموسيقى المعزوفة من الفرقة”.
وبالعودة الى المنهج التعليمي في الصفوف التمهيدية، يقول الدكتور بلطه جي لـ”المدن” أن “الكتاب المنهجي الذي أستخدمه لتعليم الفلوت الريكوردر في LEBAM يحمل عنوان “هيا”، وقد وضعته خصيصاً لتعليم طلابنا، مستنداً إلى أنماط تربوية أرساها جيروم برونر، وهو عالم نفس وتربوي أميركي، ومن روّاد نظريات التعلم الحديثة”. ويعتبر بلطه جي أن “التعلم عملية نشطة، حيث يبني المتعلم المعرفة من خلال التجارب السابقة والاستكشاف”، موضحاً أنه يعتمد “التسلسل التدريجي من الحركة إلى الصورة ثم إلى الرمز، بما يضمن تجربة تعلم عميقة وفعالة، تتماشى مع الطريقة الطبيعية التي يعالج بها الدماغ المعلومات الموسيقية”.
عند مغادرتنا القاعة، تبادر سيدة موظفة في القطاع العام، بالقول لـ”المدن” أن “ابنها كريستيان (12 عاماً) يمضي بضعة أيام في مخيم كشفي قبل أن يلتحق السبت المقبل بالصف التمهيدي لتعلم الموسيقى، لأنه يتوق الى تعلم العزف على آلة الترومبيت”، مشيرة الى أنها “تدعم ولديها في تعلم الموسيقى كلغة عالمية تهذّب الروح والنفس وتخفف الضغوط النفسية عن الجميع”.
التلامذة وذووهم ينكبون على الإصغاء بإمعان، يواظبون على كل حصة، ويتابعون تمارين دورية في المنزل، ليقدموا حفلة مدتها 25 دقيقة قبل توزيع الجيل الناشىء على صفوف متعددة لتعلم العزف على الآلآت الايقاعية والهوائية، وليخرج من بينهم من يحترف هذا الجمال في المستقبل.