يوافق اليوم الإثنين 7 أبريل/ نيسان من كل عام يوم الصحة العالمي، وهو اليوم الذي يحتفل فيه العالم في الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الصحة العالمية، التي أنشئت عام 1948، في وقت تشهد فيه غزة انهيارًا كليًا لقطاع الصحة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وفيما يحيي العالم يوم الصحة العالمي تحت شعار “بداية صحية لمستقبل واعد”، فإن سكان قطاع غزة يواجهون خطر الموت في ظل غياب أدنى مقومات الرعاية الصحية، وجراء القصف الإسرائيلي.
فمنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل وبدعم أميركي مطلق ارتكاب إبادة جماعية بغزة خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى معظمهم أطفال ونساء.
انهيار المنظومة الصحية في غزة
وتشهد غزة هذا التصعيد العسكري المتواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وسط تدهور تام في الوضع الإنساني والصحي مع منع تل أبيب دخول المساعدات للقطاع، وتفرض عليهم حصارًا مطبقًا رغم كافة المناشدات الدولية.
وعشية يوم الصحة العالمي، قالت وزارة الصحة الفلسطينية: “في يوم الصحة العالمي، نُذكّر العالم بأن الحق في الصحة ما زال مُصادَرًا لملايين الفلسطينيين، وأن الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى في قطاع غزة يواجهون خطر الموت في ظل غياب أدنى مقومات الرعاية الصحية، ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوقف غالبية المستشفيات عن العمل بسبب نفاد الوقود”.
وتابعت في بيان أنه في الوقت الذي يحيي فيه العالم يوم الصحة العالمي تحت شعار “بداية صحية لمستقبل واعد”، فإن هذا اليوم “يمر على فلسطين في ظل واقع صحي مأساوي يعيشه أبناء شعبنا، خاصة في قطاع غزة، وانهيار شبه تام للنظام الصحي، في وقت تتزايد فيه الاحتياجات الطبية والإنسانية بصورة غير مسبوقة”.
وذكرت أن هذا اليوم يحل أيضًا “بينما يُعالج الجرحى على الأرض، وتُجرى العمليات الجراحية دون تخدير، والأطباء يعملون في ظروف قاسية وبإمكانيات شبه معدومة، وسط توقف غالبية المستشفيات عن العمل بسبب الاستهداف المباشر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى إخراجها عن الخدمة”.
ولفتت إلى “نفاد الوقود بالمستشفيات، ونقص المعدات والأدوية، والطواقم الطبية، في مشهد يُجسّد كارثة إنسانية بكل المعايير”.
وزادت: “نستذكر هذا اليوم أيضًا استهداف إسرائيل للطواقم الطبية والإسعافية بشكل ممنهج، حيث يتعرض الأطباء والممرضون والمسعفون للتهديد والاستهداف المباشر، ويتم قصف المنشآت الصحية وسيارات الإسعاف، وهو ما يُعد انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان”.
وأردفت الوزارة: “بينما شعوب العالم تنعم بحقها في تلقي العلاج والرعاية الصحية بحرية وكرامة، يُحرم أطفال غزة من الحاضنات، وتفقد الأمهات الحوامل حياتهن على أبواب المستشفيات، ويُحتجز الجرحى دون علاج، ويُمنع المرضى من السفر لتلقي العلاج في الخارج، وكأن الحق في الحياة بات ترفًا ممنوعًا على الفلسطينيين”.
يشهد قطاع غزة انهيارًا كليًا لقطاع الصحة جراء العدوان الإسرائيلي – غيتي
ودعت الوزارة “المجتمع الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، والمؤسسات الأممية والحقوقية، إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والتحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من النظام الصحي الفلسطيني، ووقف استهداف المستشفيات، وتأمين دخول الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، وتوفير ممرات آمنة لنقل الجرحى والمرضى لتلقي العلاج”.
وختمت: “في يوم الصحة العالمي، نطلق صرخة مدوية إلى الضمير الإنساني: صحة الفلسطيني ليست رفاهية.. بل حق أصيل كفلته القوانين الدولية (..) لقد آن الأوان ليقف المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، ويضع حدًا لهذه الكارثة الصحية والإنسانية التي يتعرض لها شعبنا”.
نفاد 59% من الأدوية
وأمس الأحد، حذر وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش من أن القطاع الصحي في غزة وصل إلى “مستويات خطيرة وكارثية”، في ظل الإبادة التي ترتكبها إسرائيل.
وقال أبو الريش في بيان إن “رصيد 59% من الأدوية الأساسية و37% من المهام الطبية أصبح صفرًا”.
وأوضح أن مستشفيات القطاع بحاجة ماسة إلى محطات أوكسجين لضمان استمرار عمل الأقسام الحيوية وتقديم الرعاية للجرحى والمرضى.
وأشار أبو الريش، إلى أن المستشفيات تواجه نقصًا حادًا في الوقود وقطع الغيار والزيوت والفلاتر، ما يهدد بتوقف المولدات الكهربائية التي تعتمد عليها، في حين يمنع نقص الأجهزة التشخيصية تنفيذ العديد من التدخلات الطبية الطارئة.
وفي 2 مارس/ آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما تسبب في تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.
وفي السياق ذاته، ذكر أبو الريش، أن 16 مركزا صحيًا من أصل 52 من مراكز الرعاية الأولية باتت خارج الخدمة.