…….وتسجيل 5 أصناف جديدة من قمح الخبز والمكرونة عالية الإنتاجية ومتحملة للتغيرات المناخية
يعد موسم حصاد القمح بمثابة احتفال للمزارعين الذين ينتظرون هذا الموسم بعد شهور من العمل الجاد، ونجاح الموسم يعتمد بشكل كبير على الالتزام بالممارسات الزراعية السليمة واستخدام التقنيات الحديثة التي تساعد في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحصول، و توجيهات المرشدين الزراعيين تلعب دورًا أساسيًا في توعية المزارعين بأفضل الطرق لضمان حصاد وفير.
ويعتبر محصول القمح واحد من أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية التي أولتها الدولة كامل اهتمامها، لتعزيز ومضاعفة معدلات الإنتاجية وتقليل هامش الفاقد، وهي الركائز التي تقلص من حجم الفجوة الغذائية ومدى الاحتياج إلى الاستيراد من الخارج بالعملة الصعبة.
قال أحمد إبراهيم المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة إن المساحة المنزرعة بالقمح الموسم الحالى 3,1 مليون فدان المساحة المنزرعة بالقمح والإنتاجية المتوقعة حوالى 10 ملايين طن، مشيرًا إلى أن وزير الزراعة كلف كل من مركز البحوث الزراعية وقطاعي الخدمات والمتابعة والإرشاد الزراعي وكل الإدارات المعنية في الوزارة بتقديم كافة أوجه الدعم لمزارعى القمح.
أضاف إبراهيم أن الخدمات التى تقدمها الدولة لهم تتمثل فى استنباط أصناف ذات إنتاجية عالية لتزيد من إنتاجها لتغط الاحتياجات مشيرًا الى أن وزارة الزراعة نجحت في استنباط أكثر من 15 صنف قمح خبز و6 أصناف قمح مكرونة عالية الإنتاجية ومتحملة التغييرات المناخية.
أوضح أن القمح المصري يعتبر الرابع إنتاجية عالمياً وفق وحدة المساحة “معدل الإنتاج”، وفي هذا المجال نجحت وزارة الزراعة ومعهد بحوث المحاصيل الحقلية في التغطية للإنتاج الرأسي بالأصناف الحديثة، وتم تسجيل 5 أصناف جديدة من قمح الخبز والمكرونة عالية الإنتاجية ومتحملة للتغيرات المناخية وهي (مصر 5، مصر 6، مصر 7، سخا 97، سوهاج 6)، وسوف تكون متاحة للزراعيين من الموسم المقبل و دعم المزارعين بالتقاوي المعتمدة لأحدث الأصناف بالأسعار المدعومة و توزيع التقاوي وفقاً للخريطة الصنفية على مستوي الجمهورية والذي يتم طبقاً لظروف كل منطقة بزراعة الأصناف والحصول على إنتاجية في المحافظات التي تجود بها وتعطي أعلى إنتاجية من وحدتي الأرض والمياه.
كما يتم تقديم الدعم الفني والإرشادي من خلال الحملات القومية وخاصة الزراعة على المصاطب والقوافل الإرشادية التي يتم من خلالها زراعة أكثر من 20000 ألف حقل إرشادي على مستوي الجمهورية يتم عمل كل الأنشطة الإرشادية من (أيام حقل، أيام حصاد، ندوات إرشادية) و دعم المزارعين بالميكنة الحديثة للزراعة والحصاد وخاصة ماكينات الزراعة على المصاطب والحصادات الحديثة وتنفيذ حملة قومية لمكافحة الحشائش وخاصة حشيشة الزمير والصامة على نفقة الوزارة.
واضاف أن الدولة استعدت لموسم حصاد القمح بعدة إجراءات منها رفع سعر التوريد إلى 2200 جنيه للاردب لتشجيع المزارعين على التوريد ودعم الفلاح ودفع الثمن فورا للمزارعين و توفير الميكنه الحديثة للحصاد بجميع المحافظات لخدمة المزارعين وتقليل الفاقد فى المحصول و فتح باب استلام القمح مبكرا مع بداية الحصاد فى النصف الثانى من شهر ابريل.
وكثفت وزارة الزراعة نشاطها الارشادى لتوعية المزارعين بعدة إجراءات قبل الحصاد خاصه بعدم الري فى وجود الرياح وعدم منع الرى عن المحصول الا بعد الدخول فى مرحلة النضج باصفرار حامل السنبلة و عدم الحصاد الا بعد نضج الحبوب وتوضيح علامات النضج لتقليل الهادر فى المحصول.
من جانبه قال الدكتور أحمد مصطفى بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، أن محصول القمح يعد من المحاصيل الاستراتيجية التي تحتل مكانة محورية في مصر، موضحًا أن العلاقة بين القمح ورغيف الخبز متجذرة في الثقافة المصرية، حيث يعتمد المصريون بشكل أساسي على الخبز في غذائهم اليومي، مشيرًا إلى أن مصر من بين الدول القليلة التي تطلق على الخبز اسم “العيش”، وهو ما يعكس ارتباطه الوثيق بالحياة ذاتها، مدللًا على ذلك باستخدام المصريين لعبارات مثل “العيش والملح”، في إشارتهم إلى العلاقات الإنسانية الراسخة.
أوضح مصطفى أن القمح يمثل سلعة أساسية تستخدم في إنتاج الدقيق، الذي يدخل بدوره في صناعة المخبوزات والخبز، مضيفًا أن هناك نوعًا آخر من القمح يُستخدم في صناعة المكرونة من خلال إنتاج السيمولينا، مشيرًا إلى أن القمح يعد ركيزة غذائية رئيسية في مصر، حيث يعتمد المواطنون بشكل أساسي على منتجاته في نظامهم الغذائي، سواء من خلال الخبز أو المكرونة، مما يجعل تأمين احتياجات السوق المحلي من القمح هدفًا استراتيجيًا.
وأشار إلى أن الدولة تسعى جاهدًا لزيادة الإنتاج المحلي من محصول القمح، مشددًا على أهمية التوسع الأفقي من خلال زيادة المساحات المزروعة، والتوسع الرأسي عبر استنباط أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية ومتحملة للظروف البيئية الصعبة، موضحًا أن معهد بحوث المحاصيل الحقلية، بالتعاون مع مركز بحوث القمح، يعمل على تطوير أصناف مقاومة للأمراض والإجهادات البيئية، بهدف تعزيز الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي.
وكشف أن عملية استنباط الأصناف الجديدة تمر بمراحل دقيقة، حيث تُجرى تجارب مكثفة على العديد من السلالات قبل اعتمادها، مؤكدًا أن الأصناف الجديدة يجب أن تكون متفوقة على الأصناف القديمة من حيث الإنتاجية ومقاومة الأمراض، مدللًا على ذلك بالتطور الملحوظ في إنتاجية محصول القمح خلال العقود الماضية، مشيرًا إلى أن الأصناف الحديثة أثبتت كفاءتها في مواجهة التغيرات المناخية والأمراض التي تصيب القمح، مما ساهم في تحقيق طفرات إنتاجية كبيرة.
وكشف مصطفى التحديات التي تواجه زراعة القمح، مثل الظروف البيئية المعاكسة والإجهادات المرضية، مشددًا على ضرورة أن تتسم الأصناف الجديدة بقدرتها على التكيف مع هذه الظروف، مشيرًا إلى أن أي صنف جديد يجب أن يكون متكاملًا من حيث الإنتاجية والمقاومة البيئية والمرضية، موضحًا أن الاعتماد على صنف واحد في الزراعة قد يشكل مخاطرة، إذ يمكن أن يؤدي انتشار مرض معين إلى خسائر فادحة، كما حدث في الماضي عندما كانت مصر تعتمد على صنف أو صنفين فقط، مما جعلها عرضة للأوبئة الزراعية.
وأكد أن مستقبل زراعة القمح في مصر واعد، في ظل الجهود المبذولة لتحسين الإنتاجية وزيادة الاكتفاء الذاتي، مشددًا على أهمية استمرار البحث العلمي في مجال القمح، وتطوير برامج الإرشاد الزراعي لضمان وصول أحدث التقنيات إلى المزارعين، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل على توفير الدعم اللازم للمزارعين، سواء من خلال تيسير الحصول على التقاوي المعتمدة أو تحسين نظم الري والتسميد، مما يسهم في تحقيق نقلة نوعية في إنتاج القمح خلال السنوات المقبلة.