التعددية الطائفية: شكل معوِّق للتقدم
وقد أُطلق على وسط لبنان خلال فترة من الزمن اسم جبل الدروز ثم عُرف لاحقًا (عام 1861) بـ: متصرفية جبل لبنان 1861، قبل أن يتوسع بضمّ بقية الأراضي ضمن الجغرافيا اللبنانية ويُعرف بـ: دولة لبنان الكبير (عام 1920).
الجبل: تاريخ تحالفات وانقسامات
وشكّلت سلطات الانتداب الفرنسي، وفق تفويض من عصبة الأمم، لجنةً من 13 عضوًا موزعين طائفيًّا توصّلت إلى صياغة دستور للبنان. لكنّ قادة لبنان في مرحلة ما بعد الاستقلال عام 1943 وجدوا أنّ هذا الدستور لا يكفي لتنظيم علاقات المجموعات الطائفية اللبنانية، فكان لا بد من ميثاق غير مكتوب تنصّ بنوده الرئيسة على توزيع الرئاسات بين المسلمين والمسيحيين، على ألّا يطالب المسلمون بالوحدة السورية أو العربية، وألّا يستدعي المسيحيون الوصاية الأجنبية. ورغم ذلك، عجز الميثاق عن ردم الهوّة بين أصحاب الديانتين؛ بسبب الآثار العاصفة لإقامة إسرائيل واشتداد ساعد القومية العربية ومشاريع الهيمنة الغربية. فكان الصدام الأول بين اللبنانيين عام 1958، الذي سعى بعده الرئيس فؤاد شهاب إلى تحديث الإدارة وتنمية المناطق الطرفية، لكنّ حرب 1967 عاودت تسعير الانقسام في لبنان، الذي تصاعد حتى انفجر في عام 1975 حربًا أهلية مدمرة إلى عام 1989، تاريخ انعقاد مؤتمر للعرب في مدينة الطائف السعودية أدخل تعديلات على الدستور اللبناني لم تصل إلى حد إلغاء التوزيع الطائفي في السياسة والإدارة، رغم النص على بند “إلغاء الطائفية السياسية والإدارية”، الذي لم تُتخذ أيّ خطوة لتنفيذه، مع تمكّن هذا الاتفاق من إيقاف الحرب الأهلية وفتح مناطق التقاتل.
دعوة قديمة متجددة والسبب مختلف
التعددية الطائفية: هل من حل ناجع؟
مجموعة مؤلفين
خالد زيادة، صلاح أبو جودة (الأب)، عفيف عثمان، مارلين كنعان، مشير عون، نادر البزري، نايلة أبي نادر، وليد الخوري.