وحضر القداس قائد قوات “اليونيفيل” اللواء آرالدو لازارو، قائد القطاع الغربي الجنرال نيقولا ماندوليزي، رئيس بلدية يارون علي تحفه، قائد جنوب الليطاني في الجيش ممثلاً بالعميد هيثم سليمان، قائد الوحدة الإيطالية في اليونيفيل وجنود الوحدة الإيطالية والأيرلندية والبولونية، الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات المخلصيات الأم تريز روكز ممثلة بأمينة السر العامة الأخت لوريس حنا، وحشد من اهالي بلدة يارون.
بعد القداس الذي أقيم في باحة الكنيسة المدمرة، تلي الانجيل المقدس بعدة لغات عربية وإنكليزية ولاتينية وإسبانية وإيطالية والقى إسكندر عظة قال فيها:
“نقف اليوم في يارون كأنّنا نقف في البرية. لا شيء هنا يوحي بالفرح، الكنيسة المهدّمة وهيكلُها المدنّس، البيوت المدمّرة والمحروقة، الطرق المحفّرة، والنصب التذكارية المجروفة للقديس جاورجيوس، كلها تصرخ: “أين هو الرب؟”
لكن يوحنا يعلّمنا أنّ البرية ليست موتًا، بل هي مقدّمة ظهور. فهناك، في البرية، يُمهّد الطريق لمجيء الرب. يارون، يا أحبّة، هي برّية الرجاء. صوتها يسبقنا، ويعدّنا لنتعرّف من جديد على يسوع القائم، لا بعيون الخوف بل بعيون الرجاء، لا بألسنة الشكّ بل بقلوب التوبة. القيامة ليست محطة زمنية نحتفل بها يومًا وننساها، بل مسارٌ نسلكه وسط الرماد لنشهد على النور”.
وختم: “نعم، نحن لا نزال في الأرض، ولا نزال نحمل الصليب، ولكنّنا نحمله اليوم بمعرفة أنّ القبر فُتح، وأنّ الموت لم يعد له الكلمة الأخيرة، وأنّ الصليب، كما قال قداسة البابا فرنسيس، لم يعد نهاية، بل “باب الرجاء”.
وألقى السفير بورجيا كلمة حيا فيها المطران جورج إسكندر وكاهن الرعية الأب شارل نداف على دعوته للمشاركة في قداس عيد الفصح المجيد. وقال: “لا أستطيع أن أفكّر في مكانٍ أنسب من هنا للاحتفال بعيد الفصح. لأنه، على الرغم مما نراه، لم ينته كل شيء، وفي وسط الكثير من الدمار، نحن هنا مثل بذرة حياةٍ جديدةٍ على شجرة مقطوعة، مثل بصيص نور في الظلام، مثل علامة لحضور الرب القائم من الموت والقائم من الموت الذي نحتفل به اليوم والذي يجلب حياةً جديدةً وسلامًا ورجاء”.
وأضاف: “وكما يقول البابا فرنسيس على الدّوامِ، يجب ألا نسمح لأنفسنا أبدًا بأن نُسلبَ الرجاء، الرجاء المتجذر في الإيمان بإله يحبُّنا قبل كلّ شيءٍ، الذي يفعل كل شيء من أجلنا والذي يمكننا أن نفعل معه كلَّ شيء. لسنا وحدنا. هناك رجاء بمستقبل أفضل لنا ولأولادنا، رجاء بمستقبل من السلام والسكينة”.
وأكد أن “من حق هذا البلد، الذي جرحته سنوات من الحرب، أن ينعم بمستقبل من السلام والعدالة والازدهار. إنّ اللهَ ُيريدُ السلام لا الحرب، يريد الحياة لا الموت، يريدُ المحبّة لا الكراهية، يريدُ المغفرة لا الانتقام، يريد العدل والاحترام لا الظلم. إنّهُ بالفعل إلهُ الحياةِ، إنّهُ صالح للجميع، إنّهُ إله صبور ورحيم، بطيء الغضب وغني بالنعمة، إنَّهُ إِلهُ رحيم”.
وتابع: “لنصل من أجل السلام، لنطلب من الرّبِّ أن يهب السلام لهذه المنطقة ولهذا البلد ولسكانه ولنا جميعًا. لنطلب من الرّبّ أن يبث سلامه في قلوبنا، لنطلب من الرّبِّ أن يحوّل القلوب من الحقد والكراهية حتّى تكون قادرةً على استقبال هبة السلام. لنطلب من الرب أن يجعلنا جميعًا صانعي سلام، لأنَّ طوبى لصانعي السلام لأنَّهم أبناء الله يُدعون” (متى ٥: ٩)، كما قال لنا يسوع” .
وختم شاكرا “جميع الذين يعملون من أجل السلام، وهنا أرى بعض ممثلي قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو الوحدات الأخرى الموجودة في البلاد، أشكركم على كل ما تقومون به من أجل هذا البلد” .
وأعرب السفير البابوي عن حزنه الشديد لوفاة البابا فرنسيس.
وألقيت كلمات لرئيس بلدية يارون ولعدد من اهالي البلدة، الذين عبروا عن فرحتهم بعودتهم لبلدتهم والمشاركة في قداس العيد وأكدوا أنهم سيعاودون بناء ما تهدم.