أكدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أن العمل الفني «وقفات مُتروية» تجربة حسّية تستحضر جمال المكان وروح التراث في حتّا، مشيرة إلى أن العمل يجسد قصص حتّا المُلهِمة والتي تنبض بها تضاريسها الطبيعية، ومواقعها الأثرية، وأيضاً تاريخها العريق.
وقالت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، أمس، في تغريدة على منصة «إكس»: «نعلن اليوم عن أكبر عمل فني مخصص للأماكن العامة في دبي، كجزء من استراتيجية الفن في الأماكن العامة، التي تهدف لتحويل دبي إلى متحف فني مفتوح يعكس روح المدينة، ويجعل من الإبداع جزءاً أصيلاً من التجربة اليومية للجمهور».
وأضافت سموها: «وقفات مُتروية تجربة حسّية تستحضر جمال المكان وروح التراث في حتّا، من إبداع الفنانة الإماراتية شيخة المزروع، وبتكليف من دبي للثقافة، تم تنفيذها بالتعاون مع مؤسسة السركال للفنون واللجنة العليا لتطوير حتا وبإشراف القيّم الفني فيصل طبارة.. في هذا العمل يلتقي الإبداع بالبيئة، ويتناغم الفن مع الطبيعة، ويشكّل دعوة للتأمل والتفاعل، ويفتح نافذة للحوار بين الماضي والحاضر، ويجسّد قصص حتّا المُلهِمة التي تنبض بها تضاريسها الطبيعية، ومواقعها الأثرية وتاريخها العريق».
معرض فني عالمي مفتوح
وقد أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» بالتعاون مع اللجنة العليا للإشراف على تطوير منطقة حتّا وبتكليف من مؤسسة السركال للفنون عن إطلاق العمل الفني «وقفات مُتروية» للفنانة الإماراتية شيخة المزروع، حيث يُعد هذا العمل أكبر تركيب فني مخصص لموقع معين في دبي، كما يشكل جزءاً من استراتيجية الفن في الأماكن العامة التي تتولى الهيئة عملية تفعيلها بهدف تحويل الإمارة إلى معرض فني عالمي مفتوح ومتاح للجميع، بما تقدمه من تجارب فنية فريدة تعزز مكانة الإمارة وريادتها العالمية وتثري هويتها البصرية.
ويسلط العمل الفني الذي أنجزته شيخة المزروع، تحت إشراف القيّم الفني فيصل طبارة، العميد المشارك وأستاذ العمارة في الجامعة الأمريكية بالشارقة، الضوء على أهمية منطقة حتّا، وما تمتاز به من تضاريس طبيعية وإمكانيات ثقافية وتاريخية وبيئية، حيث سعت الفنانة من خلاله إلى تجسيد التناغم بين الإبداع والبيئة، وإبراز تفاعل الفن المعاصر مع طبيعة منطقة حتّا، عبر دعوة الزوار إلى تأمل المشهد الطبيعي واستكشاف تراث المنطقة.
خمس حلقات معدنية حمراء
ويتألف عمل «وقفات مُتروية» من خمس حلقات معدنية حمراء أفقية وعمودية لامعة، وُضعت بشكل استراتيجي على طول مسارات التنزه الخلابة ببحيرة «ليم» في حتّا، لتنسجم بانسيابية مع الجبال، حيث تبدو الحلقات أشبه بمنارات تشجع الزوار على التوقف، والتأمل، والتواصل مع الجمال الطبيعي المحيط بهم، حيث يمزج العمل الفني بين تأثير الجمال واحترام البيئة، كما يشجع على خلق حوار بين الماضي والحاضر، عبر دعوة أفراد المجتمع إلى التفاعل مع قصص حتا الملهمة التي تتجلى في تضاريسها الطبيعية ومواقعها الأثرية وتاريخها الشفهي.
وأكدت هالة بدري، مدير عام «دبي للثقافة» على أهمية الفن ودوره في تأسيس بيئة إبداعية وفنية مستدامة، وقالت: يمثل «وقفات مُتروية» إضافة جديدة لاستراتيجية الفن في الأماكن العامة في دبي، وتكمن أهميته في قدرته على إظهار ما تتمتع به منطقة حتّا من تنوع طبيعي وثقافي وتاريخي وتجارب سياحية فريدة، وهو ما يتناغم مع أهداف الخطة الشاملة لتطوير منطقة حتا.
ولفتت إلى أن العمل الفني يعكس حرص الهيئة على تمكين المبدعين وأصحاب المواهب المحلية في منطقة حتّا، وتعزيز روح الابتكار لديهم وتحفيزهم على المساهمة في إبراز جوهر دبي وثقافتها عبر أعمالهم ورؤاهم المتفردة.
مشهد طبيعي
من جهتها، لفتت الفنانة شيخة المزروع إلى دور العمل الفني في تعزيز التأمل. وقالت: في جبال حتّا، أتوقف بتأنٍ، ليس للبحث عن إجابات، وإنما للتساؤل عن مدى الحاجة إليها، فالأمر لا يتعلق بالتقدم أو الرجوع، وإنما بتقدير لحظات الهدوء التي تسود بين الجبال، حيث يمكن التأمل في تفرد المشهد الطبيعي الذي تتميز به المنطقة.
وأشار القيّم الفني فيصل طبارة إلى أهمية الفن العام ودوره في ربط أفراد المجتمع بمحيطهم. وقال: يعزز الفن العام الإحساس بالمكان، ويساهم في تمكين أفراد المجتمع على فهم بيئتهم بدقة، ومساعدتهم على التأمل. لافتاً إلى مساهمة العمل الفني «وقفات مُتروية» في سرد قصص حتّا وبحيرة ليم، وتحفيز الجمهور على التأمل في تفاصيل المكان والتواصل معه.
يشار إلى أن الفنانة شيخة المزروع، حاصلة على درجة الماجستير في الفنون الجميلة من كلية تشيلسي للفنون التابعة لجامعة الفنون في لندن، عام 2014، ونالت جائزة طلاب الماجستير المرموقة، وعُرضت أعمالها في العديد من المعارض البارزة، ومن بينها مركز جميل للفنون في دبي ومهرجان «فريز للنحت» في لندن، وتعرف شيخة بأعمالها النحتية المبتكرة التي تسعى من خلالها إلى استكشاف مجموعة متنوعة من الأفكار والمفاهيم، كما تعكس ممارساتها الفنية فهماً عميقاً للمواد وخصائصها الفيزيائية، ما ساهم في تعزيز مكانة شيخة كواحدة من أبرز الشخصيات الفاعلة في المشهد الفني المحلي المعاصر.