أقرّ وليد الركراكي مدرب المغرب، بصعوبة تبديل أسلوب لعب المنتخب بعد كأس العالم 2022، لافتاً إلى “هوسه” بإحراز كأس الأمم الإفريقية و”صنع التاريخ مع بلدي”.
جاء ذلك خلال مقابلة للمدرب المغربي مع صحيفة “AS” الإسبانية، التي اعتبرت أنه “أعاد المغرب إلى صدارة المشهد الدولي” كروياً، بعدما أحرز المركز الرابع في كأس العالم 2022، متغلّباً على منتخبات عريقة، مثل إسبانيا والبرتغال.
الصحيفة سألت الركراكي، الذي أجرى جولة في إسبانيا تابع خلالها لاعبين مغاربة، عمّا إذا كان يرغب في العمل بأوروبا، بعدما شاهد كأس دوري أبطال أوروبا في ملعب “سانتياغو برنابيو”، وأحرز دوري أبطال إفريقيا مع الوداد البيضاوي المغربي، فأجاب: “إنه حلم كان لديّ دوماً. لديّ أحلامي وأهدافي، لكن هوسي الآن هو الفوز بكأس الأمم الإفريقية. صنع التاريخ مع بلدي. أنا متعطش”.
وأضاف: “بعد الفشل في النسخة السابقة (كوت ديفوار 2023) أردت الرحيل. وعدت رئيس الاتحاد (المغربي لكرة القدم فوزي لقجع) بأنني سأرحل إن لم تسر الأمور كما يرام بالنسبة إلينا. قال لي الرئيس: أنت قادر على المنافسة، والمغرب يريد الفوز. لم يفز بها منذ 50 عاماً. أظهر للجمهور أنك قادر على الفوز بها. أقنعني، ونحن في مسيرة جيدة. علينا أن نعمل بجدية لنصنع التاريخ في هذه المسابقة”.
“في النهاية لا تُحتسب سوى الألقاب”
سُئل الركراكي عن جولته في إسبانيا لمتابعة لاعبين مغاربة واهتمامه بكأس الأمم الإفريقية المرتقبة أواخر العام، فأجاب: “نعم، كنت في برنابيو لحضور مباراة بدوري أبطال أوروبا. كنت أتوقع دقائق أكثر لبراهيم (دياز)، بالطبع، لكنها كانت مباراة رائعة. نحن منتبهون للاعبينا، لا نرى فقط ما يفعلونه، بل نتحدث إليهم أيضاً ونظهر لهم المودّة. إنه العمل خلف الكواليس الذي ينفذه المدرب، من أجل اتخاذ قرارات لاحقاً”.
وأضاف: “المغرب بلد لديه شغف كبير بكرة القدم. عندما يلعب المنتخب الوطني، الجميع يكون موجوداً. ليس طبيعياً أن نفوز بكأس الأمم الإفريقية مرة واحدة فقط. علينا تغيير ذلك. هذا تحدٍ بالنسبة إليّ. تبديل سلوك اللاعبين وتاريخنا في هذه البطولة. قدّمنا أداءً جيداً في كأس العالم 2022، ولكن في النهاية، لا تُحتسب سوى الألقاب”.
تغيير خطة اللعب بعد كأس العالم
الركراكي ذكّر بأنه “لاعب سابق في المنتخب ومساعد للمدرب عام 2013″، وتابع: “أتفهّم هذا الفريق جيداً. أنا أيضاً أحمل جنسيتين، وُلدت في فرنسا، لكنني اخترت (اللعب مع) المغرب. أتفهّم لاعبي فريقي. مررت بالأمر ذاته عندما كنت شاباً”.
وزاد: “عرفت مكمن الضعف في فريقنا. كانت لدينا الموهبة دائماً، ولكن توجّب علينا أن نغيّر ذهنيّتنا. كان لدينا لاعبون في فرق مهمة جداً، ولكن حان الوقت لمقارعة الفرق الكبرى، من دون خوف. هذه هي الشرارة التي أشعلناها”.
سُئل المدرب المغربي عمّا إذا شكّلت خيبة المنتخب في كأس أمم إفريقيا “نقطة تحوّل بشأن خطة براهيم”، فأجاب: “نعم، المونديال كان بمثابة علامة فارقة. كان لدينا نموذج لكأس العالم، وهو اللعب ضد أفضل (الفرق)، وكان طبيعياً ألا نمتلك الكرة، ولكن بعد كأس العالم، تميل الفرق إلى تغيير خطة لعبها. إذا كنت تعتمد نموذج القوة والتمركز الجيد في الدفاع، فأنت بحاجة إلى وقت لتنفيذ تطوّر… تحتاج إلى مزيد من الجودة. توجّب أن نتحسّن في الجودة وعلى مقاعد البدلاء”.
وأضاف: “بعد كأس العالم، بدأت بالفعل العمل على هذا الموضوع. لهذا السبب أسافر كثيراً. أتحدث مع لاعبين واعدين لمعرفة مَن يمكنه المجيء: إلياس أخوماش، (إلياس) بن صغير، (شمس الدين) طالبي، (أسامة) صحراوي… في المونديال أدركنا أننا بحاجة إلى مزيد من المواهب للفوز. إنه درس للفريق الذي يريد أن يكون عظيماً. يمكنك تنفيذ أمور مع فريق متوسّط، ولكننا نحتاج إلى المزيد من أجل الفوز”.
وزاد: “خلال 8 أشهر لم نتمكّن من تغيير الفكرة، إنها فترة وجيزة، ولكن بعد ذلك تمثلت خطتنا في مزيد من الاستحواذ والموهبة. نحن على الطريق الصحيح: 11 فوزاً وتعادل واحد ومعدل أهداف جيد (3)”.