عندما تُولي الدول أولوية قصوى لصحة مواطنيها، فإن النتيجة غالبا ما تكون مجتمعاتٍ يعيش أفرادها حياةً أطول وأكثر حيوية.
لا يُمكن التقليل من أهمية الحفاظ على الصحة العامة طوال المراحل العمرية للإنسان، إذ يرتبط طول العمر بجودة التغذية، ونمط الحياة، والعلاقات الاجتماعية، وإدارة الضغوط النفسية، وإتاحة الرعاية الطبية الفعّالة.
تُظهر الإحصاءات أن الدول التي تسجل أعلى معدلات متوسط العمر المتوقع تتميز بأنظمتها الصحية الشاملة، وبيئاتها المجتمعية الآمنة، وأنماط التغذية المتوازنة.
واستنادا إلى بيانات منصة Worldometer، نستعرض في هذه القائمة الدول العشر التي يتمتع سكانها بأعلى معدلات طول العمر عالميا، مع تسليط الضوء على العوامل المشتركة التي تساهم في تعزيز صحتهم.
1. هونغ كونغ:
متوسط العمر المتوقع: 85.77 عاما.
تحتل هونغ كونغ الصدارة العالمية بفضل مزيج فريد من العوامل: نظام غذائي يعتمد على المأكولات البحرية المطهوة على البخار، والخضروات الطازجة، وشوربات الأعشاب التقليدية، إلى جانب بنية تحتية طبية متطورة.
يُلاحظ أن نمط الحياة النشط لسكانها، الذين يمشون لمسافات طويلة يوميا في هذه المدينة المزدحمة، يلعب دورا محوريا.
كما أن الاندماج بين الثقافتين الشرقية والغربية يُسهم في خلق توازن بين العمل الجاد والترفيه، مما يعزز الصحة النفسية.
2. اليابان
متوسط العمر المتوقع: 85 عاما.
تشتهر اليابان، وخاصة جزيرة أوكيناوا، بأعلى نسبة معمرين في العالم، ويعتمد السكان على حمية غذائية غنية بالأسماك، والأعشاب البحرية، والتوفو، والأطعمة المخمرة التي تُحسن صحة الأمعاء.
إلى جانب ذلك، يُعتبر مفهوم “الإيكيجاي” – أي الشعور بالهدف في الحياة – ركيزةً نفسيةً تُحفز النشاط الذهني والجسدي حتى الشيخوخة.
وتُكمل الروابط الاجتماعية المتينة والحركة الدائمة هذه الصورة الصحية.
3. كوريا الجنوبية:
متوسط العمر المتوقع: 84.53 عاما
شهدت كوريا الجنوبية قفزةً في متوسط العمر خلال العقود الأخيرة، مدعومةً بتحسين جودة الرعاية الصحية وانتشار الوعي الغذائي.
يُعد طبق “الكيمتشي” المخمر رمزا للحمية الكورية الغنية بمضادات الأكسدة، كما أن الاهتمام الكبير بالعناية الشخصية، والنظام اليومي السريع الذي يحفز التفاعل الاجتماعي، يساهمان في الحفاظ على الحيوية.
4. سويسرا:
متوسط العمر المتوقع: 84.23 عاما
تتفوق سويسرا بفضل نظامها الصحي الفعّال، وبيئتها الطبيعية الخلابة التي تشجع على الأنشطة الخارجية.
يتمتع السويسريون بتوازن مثالي بين العمل والاسترخاء، مع اعتمادهم على نظام غذائي يعتمد على الأجبان عالية الجودة، والحبوب الكاملة، والمكونات الطازجة.
يُضاف إلى ذلك الهواء النقي في جبال الألب، الذي يُعزز الصحة التنفسية.
5. أستراليا:
متوسط العمر المتوقع: 84.21 عاما.
يرتبط طول العمر في أستراليا بثقافة الحياة الخارجية، حيث تُمارس الأنشطة مثل السباحة والمشي الساحلي بشكل يومي.
تدعم الدولة نظاما صحيا شاملا، إلى جانب انخفاض مستويات التلوث وانتشار الأطعمة المحلية الطازجة. كما أن نمط الحياة الخالي من الإجهاد، والمتمثل في التجمعات العائلية حول حفلات الشواء، يُعزز الصحة العقلية.
6. إيطاليا:
متوسط العمر المتوقع: 84.03 عاما.
يُعتبر النظام الغذائي الإيطالي، الغني بزيت الزيتون، والخضروات الموسمية، والبروتينات الخفيفة، أحد أسرار طول العمر هنا.
تُكرس العائلات الإيطالية وقتا للوجبات المشتركة، مما يُعزز الروابط الاجتماعية ويقلل التوتر.
كما أن الإيقاع اليومي المتوسطي، الذي يجمع بين العمل والراحة، يساهم في تحقيق توازن نفسي وصحي.
7. سنغافورة:
متوسط العمر المتوقع: 84 عاما.
تستثمر سنغافورة في بنية تحتية صحية ذكية، تجمع بين التكنولوجيا المتطورة والخدمات الوقائية، ويشجع التخطيط الحضري على المشي، بينما يدمج النظام الغذائي بين المأكولات الآسيوية التقليدية والعناصر الصحية الحديثة.
وتُعتبر جودة الهواء وانخفاض معدلات الجريمة عوامل إضافية تدعم صحة السكان.
8. إسبانيا:
متوسط العمر المتوقع: 83.96 عاما.
إلى جانب النظام الغذائي المتوسطي المشابه للإيطالي، تشتهر إسبانيا بثقافة “السِيستا” (القيلولة القصيرة) التي تُخفف الإجهاد.
تُمارس العائلات الإسبانية عادة المشي اليومي، كما أن التواصل الاجتماعي الوثيق في المقاهي والساحات العامة يُعزز الصحة النفسية.
وتُساهم هذه العادات في خفض معدلات الأمراض المزمنة.
9. مالطا:
متوسط العمر المتوقع: 83.63 عاما.
رغم صغر حجمها، تقدم مالطا نموذجا ناجحا في الرعاية الصحية الشاملة المجانية، والتي تشمل حتى العلاجات المتقدمة.
انخفاض تكاليف المعيشة مقارنة بجودة الخدمات، إلى جانب انخفاض معدلات وفيات الأمهات والأطفال، يجعلها بيئة مثالية لتعزيز العمر المديد.
كما أن موقعها الجغرافي المشمس يُشجع على الأنشطة الخارجية طوال العام.
10. النرويج:
متوسط العمر المتوقع: 83.5 عاما (تقديريا)
تتفوق النرويج بفضل نظام الرعاية الاجتماعية القوي، والتركيز على الصحة الوقائية. يتمتع السكان بسهولة الوصول إلى الطبيعة، مما يُحفز ممارسة الرياضات مثل التزلج والمشي لمسافات طويلة.
يدعم النظام الغذائي الغني بالأسماك الدهنية، مثل السلمون، صحة القلب، بينما تُقلل الثقافة المجتمعية الداعمة من الضغوط النفسية.