07:30 م | الثلاثاء 29 أبريل 2025
سودانيون على أرض مصر.. عائلات بالكامل اندمجت في المجتمع
احتضنت مصر الملايين من السودانيين، سواء خلال الحرب بين الشمال والجنوب، أو منذ اندلاع الحرب فى أبريل 2023، حيث فتحت حدودها لاستقبالهم، ما سمح لهم بالانتشار والعيش داخل القاهرة والعديد من المحافظات المصرية، يأتى ذلك كجزء من الدور المصرى والسياسة التى تؤكد مبدأ الأخوة بين الشعبين المصرى والسودانى، فى ظل الأزمة التى عصفت بالسودان ودخلت عامها الثالث على التوالى.
عائلات وأسر وشباب وغيرهم أصبحوا جزءاً من المجتمع المصرى منذ لجوئهم إليها هرباً من بطش الحرب السودانية، منهم من عاش فى مصر منذ سنوات، بينما سافر كثيرون إليها فور اندلاع الحرب، وتدفقوا خلال الشهور التى تلتها، من بين هؤلاء بكرى محمد، الذى انتقل إلى مصر قبل 7 سنوات تقريباً، حيث يعمل فى مجال التسويق والإلكترونيات، فتحت مصر أبوابها له ولأسرته، وسهّلت إجراءات الإقامة دون أى تعقيدات، مما أتاح لهم فرصة الاستقرار والاندماج فى المجتمع المصرى.
يقول: «مصر لم تقصر معنا إطلاقاً، فمنذ اليوم الأول فتحت أبوابها لنا ومددت فترات الإقامة دون تعقيدات، مما ساعدنا كثيراً على العيش فى استقرار وأمان. لم تتوانَ مصر ولا الحكومة المصرية عن دعمنا ولو للحظة واحدة».
يضيف «بكرى» أن الجهود المصرية لدعم السودانيين لم تقتصر على توفير الإقامة واستقبال اللاجئين فحسب، بل امتدت أيضاً إلى مجال التعليم، حيث نسقت الحكومة المصرية مع الجهات السودانية لعقد امتحانات الشهادة السودانية داخل المدارس المصرية، مما أتاح للطلاب السودانيين فرصة استكمال تعليمهم دون أى تأخير، ودعمهم وتسهيل مسيرتهم التعليمية رغم الظروف الصعبة التى يواجهونها.
وفى مجال الصحة، يقول «بكرى» إن مصر أطلقت بطاقة تسمى «عافية»، التى توفر خصومات كبيرة للعلاج فى المستشفيات، العيادات والصيدليات، مما ساهم فى تخفيف أعباء العلاج داخل مصر للسودانيين المقيمين فيها، ويضيف: «مصر فتحت لنا قلبها قبل أبوابها ووقفت معنا فى وقت الشدة، ونحن لا ننسى وقفة مصر والشعب المصرى طول عمرنا، وفى العديد من المناسبات مثل المباريات الرياضية بين مصر والسودان، نرفع لافتات (شكراً مصر)، وذلك ليس من فراغ، بل بسبب مجهود مضنٍ كبير وجهود للعيش حياة آمنة ومستقرة وكريمة فى مصر»، مؤكداً أنه فى نهاية العام الماضى، تعاون مع بعض أفراد الجالية السودانية فى مصر لمساعدة الأسرة السودانية المحتاجة برعاية مستثمرين مصريين لتغطية التكاليف، وهو أمر لم يُكشف عنه من قبل.
وكانت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، قالت إن مصر أصبحت الآن أكبر دولة مستضيفة للسودانيين الفارين من النزاع المستمر، حيث إنه منذ اندلاع الحرب فى السودان قبل 19 شهراً، نزح قسراً أكثر من 3 ملايين شخص، بحثاً عن اللجوء فى البلدان المجاورة، ووفقاً لبيانات حديثة، لجأ أكثر من 1.2 مليون سودانى إلى مصر منذ اندلاع الحرب أبريل 2023.
يقول إبراهيم الغنى، عند اندلاع الحرب فى السودان، لم يكن أمامه خيار سوى الهروب لإنقاذ حياته وحياة أسرته، وكانت مصر هى الوجهة الأقرب والأكثر أماناً، يضيف: «من أول لحظة دخلنا فيها مصر شعرنا بأننا وسط أهلنا».
سهّلت السلطات المصرية على «إبراهيم» دخوله إلى مصر، رغم الأعداد الكبيرة التى وصلت منذ الحرب، ولم يشعر يوماً بأنه غريب سواء من الحكومة المصرية أو الشعب المصرى: «حالياً بعيش فى القاهرة، صحيح الظروف ليست سهلة بس عايشين فى أمان، والدور المصرى كبير فى استقبال السودانيين وأيضاً السعى لحل الأزمة فى بلدنا بطرق عديدة».
بينما يقول نبيل حمد إنه منذ وصوله إلى مصر، شعر بأن فرصة الحياة عادت من جديد بعد الحرب، مؤكداً أن الحكومة المصرية لم تقصر معه فى تسهيل الإقامة أو التنسيق مع منظمات تساعد اللاجئين فى مصر: «كثير من السودانيين فى مصر استقروا وبدأوا حياة جديدة فى القاهرة».
يقدم «حمد» رسالة إلى الحكومة المصرية قائلاً: «ممتن لمصر لأن لو مفيش دولة قريبة فتحت أبوابها لنا، لم نكن ننجو، وما تفعله ليس إنسانياً فقط، بل موقف سياسى نبيل».