تصدر اسم الفنانة ميرنا المهندس محرك البحث «جوجل» خلال الساعات الماضية، رغم مرور سنوات على وفاتها، تزامنًا مع ذكرى ميلادها، في مشهد يثبت أن البصمة الصادقة لا تُنسى، وأن بعض الوجوه لا تغيب مهما طال الغياب.
ورغم أنها رحلت عن دنيانا منذ أكثر من ثماني سنوات، فإن إطلالتها الطفولية، وخفة ظلها، وملامحها البريئة، ظلت عالقة في ذاكرة جمهورها من مختلف الأجيال، إذ كانت تشبه «النسمة»، خفيفة الحضور، مرهفة الحس، وشديدة الذكاء في اختياراتها الفنية.
طفولة استثنائية وبدايات مبكرة
ولدت ميرنا المهندس عام 1978، وبدأت رحلتها مع الحياة بفصول غير تقليدية، حيث التحقت في طفولتها بإحدى المدارس الأجنبية، ثم درست فن الباليه لمدة 6 سنوات كاملة، ما ساعدها لاحقًا على الحضور الجسدي والانضباط أمام الكاميرا.
ولم تكتفي ميرنا بهذا فقط، بل التحقت أيضًا بمعهد الموسيقى لتتخصص في الغناء الأوبرالي، وهو ما يعكس ميولها الفنية الراقية منذ الصغر.
وفي سن التاسعة، خطت أولى خطواتها نحو الشهرة، من خلال ظهورها في الإعلانات التلفزيونية، وهناك لفتت أنظار المخرج أحمد عبدالسلام، الذي أدرك موهبتها مبكرًا، وقرر أن يفتح لها بابًا لعالم السينما.

انطلاقة فنية قوية
كانت بداية ميرنا المهندس الرسمية عام 1993، عندما شاركت في فيلم «مستر دولار» إلى جانب النجم يونس شلبي والفنانة سعاد نصر، قبل أن تتوالى أدوارها المميزة على الشاشة الصغيرة، حيث قدمها المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ في مسلسل «أرابيسك»، الذي عرّف الجمهور على طاقتها الفنية المميزة.
وفي عام 1995، تألقت ميرنا في مسلسل «ساكن قصادي»، الذي شكل محطة مهمة في مسيرتها، ورسّخ اسمها كواحدة من أبرز الوجوه الجديدة آنذاك، خصوصًا مع امتلاكها مزيجًا نادرًا من البراءة والحضور القوي أمام الكاميرا.
نرشح لك: الفنانة ميرنا المهندس تتصدر تريند جوجل في ذكرى ميلادها
مرض ميرنا المهندس
لم تكن رحلة ميرنا المهندس الفنية مفروشة بالورود، فقد عرفت الألم مبكرًا، حين أصيبت بمرض سرطان القولون، وخضعت لعدة عمليات جراحية لاستئصال الأجزاء المصابة، في تجربة قاسية أرهقتها جسديًا ونفسيًا.
وفي عام 2002، قررت الاعتزال، وارتدت الحجاب ثم النقاب، وابتعدت عن الوسط الفني لفترة، متفرغة للعبادة، وحفظ القرآن الكريم، هذا التحول العميق في حياتها لم يكن مجرد قرار عابر، بل كان محاولة للتماسك وسط موجات الألم والانكسار.
لكن بعد تحسن حالتها الصحية، استعادت ميرنا رغبتها في التمثيل، فعادت مرة أخرى إلى الشاشة، لتقدم أدوارًا ناضجة تعكس نضجها الإنساني والفني.

أبرز أعمالها بعد العودة
بعد عودتها، شاركت ميرنا المهندس في عدد من الأفلام والمسلسلات، وكان من أبرزها فيلم «أيظن» عام 2006، فيلم «العيال هربت» مع حمادة هلال، فيلم «الأكاديمية» عام 2009، فيلم «زجزاج» عام 2015، وهو من آخر أفلامها.
أما على صعيد الدراما، فقد لمع اسمها في مسلسل «أريد رجلًا»، والذي يُعد آخر أعمالها التلفزيونية، وقد حقق نجاحًا واسعًا، لكن لم تمهلها الحياة وقتًا طويلًا لتحتفل بهذا النجاح، إذ عاد المرض ليهاجمها بشراسة، حتى انتهت رحلتها في أغسطس 2015، إثر خضوعها لعملية جراحية معقدة لم تنجُ منها.
الحب
بعيدًا عن الأضواء، لم تعرف ميرنا المهندس قصة حب مكتملة الأركان، ربما بسبب عدم استقرار حياتها الأسرية، حيث تعرض شقيقها للسجن في بداية شهرتها، وواجهت والدتها اتهامات صادمة بقتل زوجها، كما صرح أحد المقربين من ميرنا في أحد اللقاءات التليفزيونية.
هذه الظروف ألقت بظلالها على حياتها العاطفية، فلم تدخل في علاقة جادة معلنة، وربما كانت تبحث عن الأمان الذي لم تعرفه طيلة عمرها القصير.
آخر اللحظات في حياتها
روى البعض أن اللحظات الأخيرة في حياة ميرنا المهندس كانت مليئة بالسكينة، إذ عُثر على سجادة صلاة ومصحف بجوارها في غرفة المستشفى.
اقرأ أيضًا: أبرزهم عامر منيب.. فنانون رحلوا في ريعان الشباب