عبرت الممثلة وسفيرة القفطان المغربي ميساء مغربي، عن اعتزازها بالمشاركة في الدورة الـ25 من أسبوع القفطان، الذي ينظم في مدينة مراكش، لما تكتسيها من طابع خاص، لرمزيته الوطنية القوية، وتيمته التي تعبر عن ارتباط المغاربة بوحدة التراب الوطني.
في هذا السياق، تؤكد الممثلة وحاملة لقب “سفيرة القفطان المغربي في الخليج” ميساء مغربي، أن هذه الدورة تتميز بطابع خاص، إذ تحمل تيمة عزيزة على قلوب المغاربة، تتعلق بالاعتزاز بوحدة التراب الوطني.
وتضيف أن الرسالة التي تحملها التظاهرة واضحة: “الصحراء في قلب كل مغربي، وفي قلب الوطن، والمغربي الحر يعتز بجميع أقاليم بلاده، ويعتبر كل إقليم جزءا لا يتجزأ من نبض المغرب”، وتشير إلى أن امتداد هذا الحدث لـ25 سنة من الفن والجمال والرقي يمنحه طابعا استثنائيا.
وعن تشبثها بالقفطان المغربي في مختلف التظاهرات العربية، تؤكد ميساء مغربي أنه جزء لا يتجزأ من حياتها، ويعكس هويتها الثقافية، مضيفة: “مهما تغربنا وعشنا في بلدان أخرى، ومهما تحدثنا لغات ولهجات مختلفة، فإننا لا ننسى أصولنا، ونفخر بزينا التقليدي الذي يعد من أجمل الأزياء في العالم”.
وأضافت: “السيدات في مختلف أنحاء العالم، وليس فقط في العالم العربي، يخترن القفطان المغربي في المحافل الدولية، لذلك نفخر لما يمثله من هوية وفن وتراث، فالقفطان يجسد جوهر الصناعة التقليدية، ويعبر عن قلب الفن المغربي بكل أناقته وعراقته”.
وتحدثت ميساء مغربي عن إقبال سيدات غير مغربيات على ارتداء القفطان المغربي، موضحة: “يخترنه بفخر، ويسافرن إلى المغرب لاكتشاف جذوره، والتعرف على طريقة حياكته التقليدية، بدافع الرغبة في اقتناء القفطان المغربي الأصيل، الذي يُصنع يدويا بأنامل مغربية، ويحمل في تفاصيله روح التراث”.
ولا تمانع ميساء مغربي في أن تتولى مصممات خليجيات تصميم القفطان المغربي، مؤكدة أن ذلك يمثل “قوة ناعمة”، مشيرة إلى أن التهافت على صناعته وتصميمه يعكس قيمته وتألقه.
وأضافت: “الإقبال الكبير عليه دليل على أنه اخترق القلوب وتجاوز الحدود والقارات، وكمغاربة نرحب بالجميع ونحتضن الجميع، فالمنافسة في هذا المجال شريفة”.
وبخصوص الجدل المفتعل حول القفطان المغربي، شددت ميساء مغربي على أن “لا حاجة للمزايدة في أمور محسومة”، مؤكدة أن “القفطان مغربي عبر التاريخ، كان وسيظل كذلك، فعندما نقول القفطان نقول المغرب، والعكس صحيح”.
شهدت مدينة مراكش، أمس الخميس، افتتاح النسخة الخامسة والعشرين من “أسبوع القفطان”، المحتفية بيوبيله الفضي الذي يخلد خمسة وعشرين عاما من الإبداع، وصون الموروث، ونقل المهارات الحرفية عبر الأجيال، وفق بلاغ للجهة المنظمة للحدث.
وتجسد هذه الدورة أكثر من مجرد احتفال رمزي، إذ تؤكد مجددا التزام الحدث برسالته الجوهرية: إبراز القفطان المغربي كتراث حي مستمر يجمع بين الذاكرة الفنية المتجددة والابتكار المعاصر.
وتنعقد دورة 2025 تحت شعار “قفطان، إرث بثوب الصحراء”، حيث تستلهم تصورها الفني من عمق الصحراء المغربية، ومن طبيعتها اللامتناهية، وجمالية موادها الخام، ومرويات سكانها، باعتبار الصحراء لا تكتفي بالإلهام، بل تتجسد في النسج، وفي الألوان، والأضواء، وفي التصاميم، حيث تتحول الكثبان الرملية إلى طيات، وتتحول النجوم إلى زخارف، بينما يروي كل خيط قصة، وفق البلاغ.
واستهلت فعاليات هذه الدورة في فضاء قصر الباهية التاريخي، من خلال افتتاح معرض “حِرف الصحراء”، الذي يمثل فرصة للغوص في تفاصيل وفنون الصنعة التقليدية في الأقاليم الصحراوية، من البخور إلى التطريز، ومن الحلي إلى الجلود، إذ تعد كل قطعة بمثابة تكريم لكل حرفي استثنائي، حامل لمهارات نادرة وذاكرة حية.
وسيستمر المعرض في استقبال الزوار إلى غاية 11 ماي الجاري، والذي يعد فضاء لاكتشاف الجذور الراسخة للإبداع المغربي المعاصر.
ويشمل برنامج الدورة معارض، وورش عمل، وجلسات تكوينية، وعروض أزياء، إذ يكرس”أسبوع القفطان 2025” مكانته كمنصة مرجعية لتكريم الأناقة المغربية والتنوع الملهم الذي تزخر به أقاليم المملكة، وإلى غاية 11 ماي، ستكون مدينة مراكش مسرحا لحوار بين الموضة والتراث، وبين الحرفية التقليدية وعبق الصحراء.