الدوحة في 12 مايو /قنا/ تتواصل مشاركة مؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة في معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الرابعة والثلاثين ، من خلال إصداراتها المتخصصة وندواتها العلمية ومبادراتها الإبداعية والمجتمعية المختلفة.
وفي هذا الإطار نظمت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، اليوم، بالصالون الثقافي للمعرض، ندوة ثقافية علمية شرعية ناقشت من خلالها جوانب مهمة في فن التعامل مع “ظاهرة التعصب والتمييز” في ضوء تعاليم المنهج النبوي.
اهتمت الندوة، التي كان المتحدث الرئيس فيها الدكتور صالح قادر الزنكي، العميد المساعد للبحث والدراسات العليا، جامعة قطر، ابتداءً، بمسألة تحرير وضبط المصطلحات، وتصحيح المفاهيم حول ظاهرة التعصب والتمييز، والدعوة إلى أهمية دراستها من جميع جوانبها، ومعرفة أسبابها، وأنواعها، وآثارها وأضرارها، وتفنيد شبهات خصوم الإسلام، والرد عليها من خلال الأدلة الشرعية، وشهادات المنصفين من غير المسلمين، ومن ثمّ وضع الحلول المناسبة وتقديم العلاج الناجع لهذه الظاهرة، الذي يتجسد في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع شرائح المجتمع المختلفة بطريقة تربوية راقية، ظهرت في أخلاقه وشمائله العظيمة وسيرته العطرة الكريمة، عليه الصلاة والسلام.
كما أولت اهتماماً خاصاً بمناقشة أسباب ظهور الطبقية والتمييز والعنصرية في بعض المجتمعات المسلمة؛ والآثار السلبية للتعصب والتمييز على الفرد والمجتمع؛ والشبهات التي تثار حول منهج الإسلام في التعامل مع الآخرين، وترسب بعض العادات الاجتماعية السيئة المخالفة للشرع بين أفراد المجتمع.
كما سلطت الندوة الضوء على أهمَّ الأصول والمفاهيم والقيم الإسلامية التي عُني الإسلام بترسيخها في المجتمع لمكافحة أفكار التعصب وسلوكياته، وبناء العلاقات داخل المجتمع على أساسٍ من الانتماء لعقيدة التوحيد، التي يتساوى المسلمون في اعتقادها، باعتبارها أساس وحدتهم، وركيزة حضارتهم، وبيان تكريم الإنسان، وإعلان المساواة بين البشر، مع تعظيم قيمة العدل، وترسيخ عقيدة الولاء للإسلام وأهله، والتنبيه إلى بناء العلاقات الإنسانية على التعارف والتعاون على ما ينفع، في ظلٍّ من مكارم الأخلاق، ومحاسن الآداب.
وركز الدكتور الزنكي في حديثه على البحث في: “القواعد الكلية المستنبطة من المنهج النبوي في التعامل مع مظاهر التعصب والتمييز”، حيث توقف كثيراً عند القواعد الكلية المستنبطة من القرآن الكريم والسنة النبوية، التي لها علاقة وارتباط مباشر بموضوع التعصب والتمييز، مؤكداً أن القواعد الكلية هي أحكام عامة أغلبية تنطبق على جزئيات كثيرة، وتنقسم إلى قواعد أصولية، وقواعد فقهية، وقواعد مقاصدية، وأنها جميعاً قواعد ضابطة في مجالها، وتسهل عملية جمع الفروع والجزئيات تحت سقف واحد وحكم واحد؛ وذلك لاشتراكها في وحدة، أو وحدات مؤثرة في الحكم.
كما احتفت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتدشين للكتاب الذي أصدرته ، ضمن سلسلة “الاستكتاب الجماعي”، بعنوان: “المنهج النبوي في التعامل مع ظاهرة التعصب والتمييز”، وذلك في إطار اهتماماتها المتواصلة بخدمة الحديث النبوي وبيان السنة المطهرة.
وضمن مشاركة مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي ” أمان ” أحد مراكز المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي في الدورة الرابعة والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب، قدم المركز مبادرة “كتابي صديقي”حيث تم توفير عدد من أجهزة بيع الكتب والقصص للأطفال.
وتسهم هذه المبادرة في تحقيق أهداف المركز الاستراتيجية، من خلال توفير التوعية والتثقيف للفئات المستهدفة من الأطفال، ولتفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية بين مختلف الجهات الخارجية.
وفي هذا السياق، أكد السيد فضل بن محمد الكعبي المكلف بمهام المدير التنفيذي لمركز أمان على حرص المركز على إعداد وتصميم برامج جديدة ومبتكرة لحماية الطفل والمرأة، واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة لجذب الفئات المستهدفة لمركز أمان، وذلك لتحقيق رؤية ورسالة المركز في نشر الوعي والتثقيف لتعزيز الحماية والتأهيل للحد من العنف والتفكك الأسري، فمن هنا جاءت فكرة مبادرة كتابي صديقي وهي أجهزة لبيع الكتب والقصص للأطفال بأسعار رمزية مدعومة (غير ربحية) ، حيث تعمل آلية هذه الأجهزة بنفس فكرة الأجهزة المنتشرة لبيع المشروبات والحلويات والتي قد جرى تصميمها وفقاً لمواصفات خاصة بالطفل منها: مراعاة الطول، وسهولة الاستخدام، والتعليمات بنوعيات مختارة من الكتب والقصص المفيدة والمناسبة للطفل. كما أكد على أهمية مشاركة مركز أمان في مثل هذه الملتقيات الثقافية لتحقيق الأهداف المشتركة بين مختلف قطاعات الدولة وتقديم الأفضل لمجتمعنا. ولتفعيل مبدأ الشراكة المجتمعية بين مختلف قطاعات الدولة.
والجدير بالذكر بأن مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي (أمان) يسعى إلى نشر الوعي والتثقيف بشأن تعزيز حماية وتأهيل النساء والأطفال في دولة قطر، حيث تم تأسيسه في عام 2013، بهدف حماية وتأهيل ضحايا العنف والتفكك الأسري من النساء والأطفال وإعادة دمجهم في المجتمع.