نداء الوطن
في لائحة “بيروت تجمعنا” يحرص القائمون عليها وفي مقدمهم النائب فؤاد مخزومي على اختيار نخبة من المرشحين الـ 24 برئاسة المهندس إبراهيم زيدان ونائبه إيلي اندريا، حيث ينطلق جميعهم من روح التلاقي الإسلامي- المسيحي لتمثيل العاصمة بصورة وطنية صادقة، من دون أي التفافات أو الدخول في حسابات ضيقة بعد تقديمهم مشروعاً للنهوض ببيروت في أكثر من حقل، يقوم على ركائز الحوكمة في الإدارة في كل القطاعات وخصوصاً في الصحة والبيئة والسياحة. وإذا كانت هذه اللائحة تحظى بدعم حزبي فهذا ليس عيباً، علماً أن توليفة المرشحين لا تحمل بطاقات حزبية، إنهم من الوجوه المستقلة والناشطة في مناطقها التي التقت على عاتقها جمع أفكارها في قواسم مشتركة حقيقية، لتتوج في خطة تطبق على الأرض لا أن تبقى على الورق والخرائط من دون أن تأخذ طريقها إلى التنفيذ.
واذا كانت المعركة الانتخابية مشرعة أمام الجميع بحسب ما يكفله الدستور، إلا أن جهات بـ “لبوس تغييرية” تتخطى هذه القواعد من خلال إطلاق نيران التصريحات بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي، والغرق في سيل من تغريدات فارغة المضمون والمنطق، لا تعبر عن فروسية يجب أن يتمتع بها أي من المرشحين ورؤساء اللوائح الذين يرفعون لواء النهوض بالعاصمة.
وعندما تنادي “بيروت تجمعنا” بالحفاظ على المناصفة هو فعل إيمان للإبقاء على وحدة البيروتيين وانصهارهم للحفاظ على التلاقي بين المصيطبة ورأس بيروت والمزرعة والأشرفية والمرفأ والمدور، وكل الأحياء التي تحتاج بالفعل إلى مشاريع ورش تنموية وبيئية بعيدة من سياسة الزواريب والتجارة باسم بيروت والتلاعب بعواطف الناخبين، وبيعهم لحظة الإدلاء بأصواتهم.
وما تريده “بيروت تجمعنا” هو التوصل إلى “حكومة بيروت” لتجسيد مجلس بلدي يقوم على الجمع وليس التفرقة ورفض إدخال معادلات التقسيم بين أبناء العاصمة الذين لا يحبذون هذا النوع من الطروحات، التي تحركها أصابع مشبوهة لا تكترث لمكانة بيروت ومستقبل أجيالها.
وسيتم الرد على هؤلاء في صناديق الاقتراع لانتخاب كامل أعضاء “بيروت تجمعنا” الـ 24 وتفويت طموحات مرشحين على لوائح أخرى وهم يمنّون النفس بحصول تشطيب، لكن إرادة القائمين والغيارى على “بيروت تجمعنا” ستتصدى لهذا النوع من السماسرة في السياسة وزواريبها، الذين ينشطون في موسم الانتخابات في محاولة للتسلل إلى بلدية بيروت ولو بطرق ملتوية، وإطلاق حملات مدفوعة ضد الداعمين لـ “بيروت تجمعنا”.
وإذا كان من حق الأفراد اختيار من يريدون من الأسماء المرشحة في لعبة ديموقراطية كاملة الأوصاف، إلا أنه ليس من حق المشرفين على جمعيات خيرية استثمارها في انتخابات بلدية والطلب من الأعضاء أو المستفيدين من هذه الجمعية أو تلك، حصر أصواتهم عند هذا المرشح أو تلك المرشحة وحرمان آخر!
تحتاج بيروت إلى عناصر فاعلة في المجلس البلدي وفق البرنامج الذي قدمه أعضاء “بيروت تجمعنا” بالاسم والفعل، وهم لا يتعاطون مع البلدية على شكل “ضيوف شرف” من نوع الذين لا يشاركون إلا في المناسبات والاكتفاء بفلاشات التصوير، في وقت يعبر أعضاء “بيروت تجمعنا” عن روح وطنية وعزيمة عالية للعمل من أجل كل العاصمة ومن دون استثناء، أي من مكوناتها. وعندما يعملون على المناصفة ينسجون خيوط الوحدة بين أبناء بيروت، لأن السقوط في امتحان المناصفة لا سمح الله ستكون له ارتدادات على بيروت وكل لبنان.
وتبقى صرخة أبناء بيروت:
حذار التلاعب بقلب عاصمة الوطن.