إشراقة جديدة للرياضة النسائية في ليبيا.. بداية واعدة رغم الصعوبات
طرابلس – بوابة الوسط الجمعة 16 مايو 2025, 07:38 صباحا
في ظل الحراك الرياضي المتزايد داخل ليبيا، بدأ الأمل يلوح في الأفق لعودة منتخب كرة القدم النسائية إلى الساحة، بعد سنوات من الغياب والتحديات التي واجهت اللعبة بسبب الظروف الاجتماعية والرياضية والسياسية التي مرّت بها البلاد، وعلى الرغم من انطلاق النشاطات بوتيرة بطيئة، إلا أن الخطوات المتخذة في هذا الإطار تبدو مدروسة بعناية، في محاولة لإعادة بناء الأساس الذي يمكن أن يُطلق منه مشروع منتخب وطني قادر على تمثيل ليبيا مستقبلاً في البطولات الإقليمية والدولية.
وعلى الرغم من الحماس الكبير لدى بعض اللاعبات والمدربات، إلا أن المشروع لا يخلو من التحديات. فقلة الملاعب المخصصة للنساء، وضعف الدعم الإعلامي، إلى جانب محدودية الموارد المالية، كلها عوامل تؤثر في سرعة التنفيذ، إلا أن القائمين على المشروع يعولون على الشغف الموجود لدى الفتيات، والدعم التدريجي من المجتمع المحلي، في دفع عجلة التطوير إلى الأمام.
– للاطلاع على العدد «495» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا
تأسس المنتخب الليبي لكرة القدم النسائية العام 1997، وبدأ انطلاقة جيدة ولكن بعد فترة بدأ يتراجع الاهتمام به حتى تلاشت جميع الفرق النسائية، والآن بدأت هناك نشاطات تسير بخطوات بطيئة لكن مدروسة لإعادة إحيائها من جديد.
أيضا لاقت الرياضات المختلفة إقبالاً واسعاً من قبل النساء في مختلف أشكالها، وهناك بطلات على رأسهن رتاج سالم السائح صاحبة الميدالية الذهبية في منافسات البطولة العربية لألعاب القوى فرع رمي الجلة والتي أقيمت بالجزائر، بعد منافسة قوية مع لاعبات من تونس ومصر والجزائر، حيث توّجت بالذهب برمية وصلت إلى 51.9 متر، كما تتواجد بقوة بطلة العرب وأفريقيا في الكاراتيه سالمة المعداني، بعد أن انتشرت المنتديات والأكاديميات الرياضية التي تدرب الفنون القتالية، وبدأ المجتمع في تقبلهن.
هنادي السنوسي تبرز الظهور المتذبذب
تظل كرة القدم النسائية لم تنل حظها من الاهتمام والقبول من المجتمع، فهي الرياضة الوحيدة التي كان ظهورها متذبذباً، لكن كان لمنسقة لجنة كرة القدم النسائية هنادي السنوسي رأي آخر فهي المكافحة والمثابرة من أجل إخراج الرياضة إلى حيز الوجود، وفرض تقبلها على المجتمع، فمنذ خوضها لأول مباراة العام 2018، حاولت كثيراً لعودة هذه الرياضة من جديد، والآن بدأت خطواتها الأولى في تدريب الفتيات الصغيرات استعداداً لخوض المباريات ومواجهة المجتمع.
وعن حبها وشغفها بتلك الرياضة تقول هنادي السنوسي في تصريحات لموقع «وكالة أنباء المرأة»: «أحب جداً كرة قدم وكنت أهتم بممارستها منذ صغر سني، وكانت تقام مباريات للفتيات منذ العام 1997، لم أتوقف عن ممارسة اللعبة، لأي ظرف كان، وشاركت في أكاديميات خاصة بها، وبطولات في الجامعات المصرية، وظل حلمي أن ألعب ضمن المنتخب الليبي».
وأضافت «لم أكن على دراية بأن هناك منتخباً في ليبيا في تلك الفترة، حيث التقيت بشخص أخبرني أن هناك منتخباً لكرة القدم النسائية في ليبيا جرى تأسيسه العام 1997، تواصلت مع المسؤولة عن المنتخب سعاد الشيباني، وأخبرتني أنه لا مانع من انضمامي للمنتخب، ولكن بعد معرفة مهارتي في اللعبة جرى اختياري وشاركت في بطولة العام 2018، وكانت هذه أول مشاركة لي، وعدت إلى بنغازي لمعرفة إذا ما كانت هناك استمرارية للعبة، ولكن لم أجد شئياً فأخذت زمام المبادرة، وجرى اختياري أن أكون المندوبة في البداية، وقمنا بعمل دوري مع مكتب النشاط المدرسي بمدينة بنغازي، وكانت هناك فتيات كثيرات لديهن الرغبة في لعب كرة القدم».
صعوبات في التدريبات وغياب الاهتمام
وعن الصعوبات التي واجهتها، تقول «كانت هناك صعوبة في الحصول على مكان للتدرب وعلى معدات اللعب، بالإضافة إلى أن الاتحاد العام لم تدعمه الفيفا منذ العام 2011، ولا يوجد اهتمام بالكرة النسائية على الرغم من جميع المحاولات، وعلى الرغم من تلك الصعوبات لم نشعر باليأس حيث قمنا في العام 2021 بعمل دوري كرة قدم لمدارس البنات، وكان هناك إقبال كبير من قبل الفتيات أكثر من العام 2018».
ولفتت إلى أن نظرة الأهالي تغيرت نحو كرة القدم فأصبحوا يبحثون عن أمكنة لتدريب بناتهم على اللعبة، وعندما جرى تعيينها كمنسقة بدأت في العمل على تدريب البنات، والبحث عن مكان مناسب لتدريبهن، وبعد الدوري الذي أقيم الفترة الماضية حصلوا على مجموعة جيدة من الفتيات ماهرات في اللعبة، وجرى اختيارهن لتشكلن منتخب بنغازي، وسيجري اختيار مجموعة منهن لتشاركن في تشكيلة المنتخب الليبي لكرة القدم النسائية. وتتمنى هنادي السنوسي أن تفتح الأندية الليبية المعروفة أبوابها للفتيات من أجل المشاركة في لعب كرة القدم، وأن تكون هناك منافسة بين الأندية في كرة القدم النسائية، مؤكدة أنه ستكون هناك مجموعات جيدة من الفتيات اللواتي سيعملون بجد واجتهاد من أجل تحضيرهن لمنافسات كرة القدم النسائية.
– للاطلاع على العدد «495» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا
وحول إمكانية إقامة ناد خاص بالمرأة تقول «لا نستطيع فعل ذلك لأن المشاركات تأتي أما عن طريق الانتساب للأندية المعروفة لدى الاتحاد العام والفيفا، أو المشاركة عن طريق المنتخب النسائي، على الرغم من أن اتحاد كرة القدم معترف بنا كفريق نسائي، وحتى الفيفا كانت متخوفة من أن اللعبة انتهت بسبب الحرب، ولكن عندما جاءت لجنة منهم ورأت محاولاتنا طلبوا منا بعض الأمور بناءً عليها سيتم الاعتراف رسمياً بنا من قبلهم».
دور المجتمع في تقبل الكرة النسائية
وأكدت هنادي أن لاعبات كرة القدم هن أكثر فئة مضطهدة في المجتمع لعدم تقبل ظهورهن في كرة القدم ونشر ما يقمنَّ به من تدريب وعمل لهن إعلامياً بسبب بيئة المجتمع الليبي، موضحةً أنها حاولت من خلال طموحها وخبرتها أن تحقق لهؤلاء الفتيات طموحهن، والتحرك والسعي للاستمرار فيه حتى تحقق النتيجة المرجوة.
وحول عدم تقبل المجتمع للعب كرة القدم النسائية على الرغم من أنها الرياضة الأقل عنفاً بين الألعاب الأخرى مثل الألعاب القتالية التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة، قالت «ربما هذه اللعبة الوحيدة التي يحبها الرجال وعدد جمهورها كبير، وتعتبر المرأة منافسة خطيرة لهم فيها، على الرغم من أنها رياضة مثلها مثل غيرها، ولا أدري ما هو العيب الذي يرونه في كرة القدم النسائية».
تتويج سالمة المعداني مع زميلاتها في الكاراتيه. (أرشيفية: الإنترنت)
رتاج تحمل علم ليبيا على منصة التتويج. (أرشيفية: الإنترنت)
مشاركة نسائية في منافسات تنس الطاولة. (أرشيفية: الإنترنت)
تجمع سابق للاعبات في منتخب ليبيا لكرة القدم النسائية. (أرشيفية: الإنترنت)
هنادي السنوسي. (أرشيفية: الإنترنت)