أطلق الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) والاتحاد الأوروبي، اتفاقية تعاون ورعاية جديدة تمتد لثلاث سنوات، تستهدف دعم برامج الشباب، وتعزيز التعليم من خلال الرياضة، وتوفير بيئة آمنة ودامجة لملايين الفتيات والفتيان في مختلف أنحاء أفريقيا.
ووقع الاتفاق كل من جوزيف سيكيلا، مفوض الشراكات الدولية بالاتحاد الأوروبي، وباتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بحضور رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر أنجلينا إيخهورست، وذلك على هامش حضورهما نهائي كأس الأمم الأفريقية للشباب تحت 20 عامًا، والذي يقام في القاهرة.
ويأتي هذا التعاون في وقت يكثف فيه الاتحاد الأوروبي دعمه لمشروعات رياضية في إفريقيا، تتنوع بين أكاديميات تدريب كرة القدم الشاملة وبرامج تمكين الشباب، التي تدمج بين تطوير المهارات الرياضية والدعم التعليمي، وتهدف هذه المشروعات إلى إبقاء الشباب في المدارس، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتأهيلهم بالمهارات اللازمة لمستقبل أكثر استدامة.
رئيس كاف: نستهدف إبقاء الشباب في المدارس
وأكد باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، أن هذه الشراكة تمثل رسالة أمل وقوة لأطفال أفريقيا، قائلاً: كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل قوة توحيدية قادرة على بناء المستقبل وتعزيز الروابط بين القارتين الشقيقتين أفريقيا وأوروبا، مضيفًا: نحن في الكاف لا ندعم كرة القدم فقط من أجل الترفيه، بل من أجل التعليم والتنمية والمسؤولية الاجتماعية، كاشفًا عن التبرع بـ10 ملايين دولار لدعم تطوير ونمو كرة القدم في المدارس في القارة، ضمن رؤية تستهدف إعادة الأمل لملايين الأطفال.
وأشار موتسيبي، إلى أن إفريقيا تضم ما بين 400 إلى 500 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، مؤكدًا أن استثمار هذه الطاقة الشبابية هو ضرورة حيوية لتجنب الاضطرابات الاجتماعية، ولتحقيق التقدم المستدام في القارة.
وشكر موتسيبي بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر وسفيرة الاتحاد أنجلينا إيخهورست على دعمهم الكامل، كما أعرب عن فخره بالقيادات الكروية المصرية الحاضرة، قائلًا: مصر كانت ولا تزال بلدًا غنيًا بالمواهب الكروية، وأشعر بالفخر الكبير برؤية قيادات مصرية تمثل القارة على أعلى المستويات داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
مفوض الاتحاد الاوروبى للشراكات الدولية:الشراكة مع الكاف تجسد جوهر استراتيجية “البوابة العالمية” للاستثمار فى الإنسان
بدروه، قال جوزيف سيكيلا، مفوض الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية، إن أفريقيا هي القارة الأصغر سنًا في العالم، وهي مليئة بالطموح والطاقات التي تحتاج إلى تحويلها إلى فرص حقيقية من خلال التعليم والرياضة والتأهيل، مضيفًا أن الشراكة مع الكاف تجسد جوهر استراتيجية “البوابة العالمية” التي أطلقها الاتحاد الأوروبي، وتهدف إلى الاستثمار في الإنسان، وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة .
وأوضح سيكيلا، أن أوروبا وإفريقيا تتشاركان حب كرة القدم، التي أثبتت قدرتها الفريدة على توحيد الشعوب، مشيرًا إلى أن كأس الأمم الإفريقية الأخيرة جذبت أكثر من 2.4 مليار مشاهد من 180 دولة حول العالم. وأردف: من خلال هذه الشراكة، سنوسع بطولة المدارس الإفريقية لتشمل 33,000 مدرسة، مع التركيز على الدمج بين التعليم وكرة القدم، وتنمية المهارات القيادية والشخصية لدى الطلاب”.
أنجلينا إيخهورست:الرياضة وسيلة للتنمية الاجتماعية وتمكين الشباب
من جانبها، أكدت أنجلينا إيخهورست، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر، أن هذه الشراكة تمثل لحظة فارقة في العلاقات الأوروبية الإفريقية، مشددة على أن الرياضة ليست هدفًا بحد ذاتها، بل وسيلة للتنمية الاجتماعية وتمكين الشباب وتعزيز المساواة بين الجنسين. وقالت: “للمرة الأولى يتعاون الكاف مع منظمة دولية بهذا الحجم، ما يعكس الثقة والرؤية المشتركة في بناء مستقبل أفضل”.
وأعلنت أنجلينا إيخهورست، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر، أن توقيع اتفاقية التعاون بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) يمثل لحظة تاريخية، موضحة أن هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يتعاون فيها الكاف مع منظمة دولية بهذا المستوى.
وقالت إيخهورست، إن هذه الشراكة ترسل رسالة قوية عن العلاقة المتينة بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا، وحرص الطرفين على بناء روابط حقيقية تهدف إلى تمكين الشباب والمجتمعات المحلية، والعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل للشباب في القارة.
وأضافت أن الرياضة، وخاصة كرة القدم، تمثل أحد أوجه هذا التعاون، لكنها ليست وحدها، مؤكدة أن العلاقة تتجاوز البعد الرياضي لتشمل التنمية، التعليم، والتأهيل المجتمعي، وهو ما يعكس رؤية الاتحاد الأوروبي لاعتبار الرياضة أداة للتغيير الاجتماعي الإيجابي.
أهداف اتفاقية الكاف والاتحاد لأوروبى لدعم وتمكين الشباب
وتشمل الاتفاقية دعم برنامج الحماية الذي أطلقه الكاف لضمان انتقال آمن واحترافي للاعبين الشباب، وحمايتهم من وكلاء مزيفين، إلى جانب التعاون مع الاتحاد الأوروبي في الترويج لبطولات الكاف داخل الجاليات الإفريقية المقيمة في أوروبا، مما يعزز البعد الثقافي والإنساني للعلاقات بين القارتين.
ويسعى الطرفان من خلال هذه الاتفاقية، إلى موائمة برامج كل منهما واستثماراتهما، خاصة أن الجانبين يتقاسمان قيماً مشتركة تتمثل في الاندماج، اللعب النظيف، وتكافؤ الفرص.
وستسهم الاتفاقية الجديدة في مضاعفة تأثير هذه القيم عبر ربطها ببطولات كرة القدم ذات الانتشار الواسع والتفاعل الشعبي الكبير، مثل بطولتي كأس الأمم الأفريقية للرجال والنساء (AFCON) المقررتين في عامي 2025 و2027.
وتعد بطولة المدارس الإفريقية التي ينظمها الكاف أحد الركائز الأساسية لهذه الشراكة، حيث تستهدف التأثير الإيجابي المباشر على الشباب داخل المدارس.
وتدعم مساهمة الاتحاد الأوروبي توسيع نطاق هذه البطولة لتشمل ما يصل إلى 33,000 مدرسة في أنحاء القارة، مع التركيز على الدمج بين كرة القدم والتعليم، وتنمية المهارات القيادية، والمشاركة المجتمعية. وقد شارك في نسخة 2023-2024 أكثر من 880 ألف طالب وطالبة في البطولة.
وتشمل الاتفاقية دعم برنامج الحماية الخاص بالكاف، والذي يهدف إلى توفير بيئة آمنة لتطوير كرة القدم في إفريقيا، مع التركيز على حماية اللاعبين من استغلال وكلاء مزيفين خلال مراحل انتقالهم إلى الاحتراف.
وبالإضافة إلى ذلك، ستتعاون المفوضية الأوروبية مع الكاف في الترويج لبطولة كأس الأمم الإفريقية بين أبناء الجاليات الإفريقية المقيمة في أوروبا.
يُذكر أن استراتيجية “البوابة العالمية”التي أطلقها الاتحاد الأوروبي تهدف إلى تعبئة 150 مليار يورو من الاستثمارات العامة والخاصة في إفريقيا بحلول عام 2027، لدعم النمو المستدام، وتعزيز البنية التحتية الرقمية والطاقة والنقل، إلى جانب تطوير قطاعات التعليم والبحث العلمي في القارة.
