في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الدولة للنهوض بالثروة الحيوانية وتحقيق الأمن الغذائي، تشهد محافظة أسيوط طفرة حقيقية في تطوير مزارع الإنتاج الحيواني، لا سيما في مناطق عرب مطير وعرب العوامر، وذلك بالتعاون المثمر مع هيئة تنمية الصعيد، وبدعم مباشر من اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط.
تحديث شامل لمزارع الإنتاج الحيواني
تقوم المحافظة حاليًا بتنفيذ خطة طموحة لتطوير ورفع كفاءة مزرعة الألبان بعرب مطير، والتي تقام على مساحة 10 أفدنة، ومزرعة التسمين بعرب العوامر على مساحة 11 فدانًا، بإجمالي تكلفة بلغت 55 مليون جنيه، وذلك ضمن مشروعات تنموية بالشراكة مع هيئة تنمية الصعيد.
يهدف هذا المشروع إلى تحديث البنية التحتية، وتعظيم كفاءة التشغيل، وتحسين جودة المنتجات الحيوانية، بما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد المحلي ويحقق عائدًا ماديًا مستدامًا.
اهتمام الدولة ومتابعة المحافظ
أولى اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، اهتمامًا خاصًا بمشروعات الإنتاج الحيواني، وحرص على متابعة الأعمال ميدانيًا، حيث تفقد المحافظ مؤخرًا المزارع الجاري تطويرها، واطلع على مراحل التنفيذ والتجهيزات الجديدة التي تشمل المباني الإدارية والعنابر وشبكات الكهرباء والمياه، إلى جانب إنشاء مجازر حديثة وتانكات تبريد وتصنيع للألبان.
وأكد اللواء هشام أن هذه المشروعات تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون بين المحافظة وهيئة تنمية الصعيد، وأنها تأتي ضمن استراتيجية الدولة لتنمية الصعيد وتحقيق التنمية المستدامة، مشددًا على أهمية الإدارة الاقتصادية للمزارع واستغلال الموارد بشكل مبتكر، بما يجعلها نموذجًا يحتذى في إنتاج اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان.
مردود اقتصادي وفرص عمل
تعتبر مزارع الإنتاج الحيواني أحد الروافد الاقتصادية المهمة التي يمكن أن تدر دخلاً كبيرًا على المحافظات، خاصة في ظل ما تشهده مصر من جهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم والألبان.
ويُتوقع أن تسهم المشروعات الجديدة في أسيوط في استيعاب ما يصل إلى 10 آلاف رأس ماشية، مما يعني زيادة كبيرة في الإنتاج المحلي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، فضلًا عن توفير فرص عمل حقيقية للشباب وأبناء القرى المحيطة،و تنشيط الاقتصاد المحلي، ليس فقط من خلال الإنتاج، بل عبر الصناعات المكملة مثل الأعلاف، وتصنيع الألبان، والتسويق الزراعي، وهو ما يخلق دورة اقتصادية متكاملة تعود بالنفع على المجتمع.
تطوير مستدام ومعايير حديثة
لم تقتصر أعمال التطوير على البنية الإنشائية فقط، بل شملت تحسين الكفاءة التشغيلية من خلال تحديث شبكات الكهرباء واستخدام كابلات نحاسية عالية القدرة، وإنشاء مصانع أعلاف ومعامل ألبان، مع الالتزام الكامل بمعايير السلامة والصحة المهنية، ما يعكس التوجه نحو استدامة المشروع.
كما أوصى المحافظ باستخدام موارد المياه بحكمة، مثل تقليص مساحة النجيلة بالمزارع واستخدام بلاط الإنترلوك بدلاً منها، في خطوة تهدف إلى ترشيد الاستهلاك والموارد.
دور هيئة تنمية الصعيد
تعد هيئة تنمية الصعيد شريكًا رئيسيًا في هذا النجاح، إذ ساهمت في تنفيذ العديد من المشروعات التنموية في محافظة أسيوط، منها ما يرتبط بالثروة الحيوانية، ومنها ما يرتبط بالبنية التحتية والتعليم الفني.
وقد أشاد محافظ أسيوط بدور الهيئة، مؤكدًا أنها تمثل ركيزة مهمة في تنفيذ خطط التنمية المتكاملة، وتحقيق طموحات المواطنين، خاصة في المناطق الريفية والمحرومة.
الهدف: نموذج يُحتذى به
في تصريحاته، شدد اللواء هشام أبو النصر على أهمية تحويل مزارع عرب مطير والعوامر إلى نماذج تحتذى على مستوى الجمهورية، سواء من حيث الإدارة أو الإنتاج أو التنوع في المنتجات، خاصة وأن هذه المزارع مؤهلة لإنتاج اللحوم والألبان بمواصفات عالية الجودة، إضافة إلى إمكانيات التصنيع المحلي.
التحديات والطموحات
ورغم أن المشروع ما يزال في طور التنفيذ، إلا أن المحافظة تسابق الزمن لإنهائه في أقرب وقت ممكن، وسط تحديات تتعلق بتوفير الإمكانيات الفنية والبشرية، وضمان التشغيل الكامل للمزارع بعد تطويرها، إلا أن الطموحات كبيرة، خاصة مع الدعم الحكومي الواضح، والاهتمام المباشر من القيادة التنفيذية في أسيوط.
خطوة نحو الاكتفاء الذاتي
إن ما تشهده محافظة أسيوط من تطوير في مجال الإنتاج الحيواني ليس مجرد مشروع، بل هو جزء من رؤية وطنية لتحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز الاقتصاد المحلي، وتمكين الفئات الأكثر احتياجًا من فرص عمل مستدامة.
الثروة الحيوانية

الماشية

المحافظ يتابع المشاريع

جولة محافظ اسيوط بمشروع رفع كفاءة الثروة الحيوانية

محافظ اسيوط والعاملين

محافظ اسيوط يستمع لتفاصيل المشاريع

مشروع رفع كفاءة الثروة الحيوانية