اتَّحد عالم كرة القدم، الثلاثاء، في تضامنه مع ليفربول بعد حادثة الدهس التي حصلت خلال احتفاله بلقبه العشرين في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، مما أسفر عن نقل 27 شخصاً إلى المستشفى.
كان من المفترض أن يكون يوم الاثنين يوماً مميزاً وسعيداً جداً لليفربول الذي جال لاعبوه وطواقمه الشوارع على متن حافلة مفتوحة، احتفالاً بلقب الدوري، لكن الحادثة عكَّرت الأجواء.
وقالت الشرطة إنها تلقت اتصالاً بُعيد الساعة السادسة مساءً (الخامسة مساءً بتوقيت غرينتش)، «عقب ورود أنباء عن اصطدام سيارة بعدد من المشاة» في وسط المدينة، مضيفاً أنها أوقفت رجلاً في المكان.
وأفادت بأنها لا تتعامل مع الحادثة على أنها «عمل إرهابي»، مضيفةً على لسان مساعدة قائد شرطة ميرسيسايد، جيني سيمز: «نعتقد أن هذه حادثة منفصلة، ولا نبحث حالياً عن أي شخص آخر على صلة بها».
وكشفت سيمز في مؤتمرها الصحافي عن أنه جرى توقيف رجل بريطاني يبلغ 53 عاماً، وأن «الحادثة لا يتم التعامل معها بوصفها عملاً إرهابياً».
كان أربعة أطفال من بين المصابين، أحدهم في حالة خطيرة، بعد أن انحرفت سيارة داكنة اللون عبر الحشد بعد دقائق من مرور حافلة اللاعبين.
وصُدِّر عدد من الصحف البريطانية، الثلاثاء، بعنوان «رعب في الموكب» الاحتفالي للفريق الذي حسم لقبه العشرين، وعادل الرقم القياسي المسجل باسم غريمه مانشستر يونايتد قبل أربع مراحل على نهاية الموسم بفوزه الكاسح على توتنهام 5-1، لكنه تسلم الكأس واحتفل بين جماهيره الأحد، بعد المرحلة الثامنة والثلاثين الأخيرة التي تعادل فيها مع كريستال بالاس 1-1.
وحمل هذا التتويج نكهة خاصة، خلافاً لعام 2020 حين وضع ليفربول حداً لصيام عن اللقب منذ 1990، إذ أُقيمت المباريات خلف أبواب موصدة بسبب جائحة كوفيد ولم يتمكن من الاحتفال مع جمهوره العريض.
وتوجه مئات آلاف الأشخاص إلى شوارع المدينة، الاثنين، للاحتفال باللقب قبل أن تعكره الحادثة.
ووصفت صحيفة «ديلي ميل» ما حصل بأنه «مذبحة»، وتحدثت صحيفة «آي بيبر» عن «حادثة مروعة»، فيما رأت صحيفة «ذي غارديان» أن احتفالات النادي «غرقت في حالة من الفوضى» بسبب الحادثة.

بالنسبة إلى صحيفة «ذي صن»، فما حصل كان «كابوساً» أرخى بظلاله على المدينة الشمالية وناديها العريق الذي كتب على موقع «إكس»: «أفكارنا وصلواتنا مع عائلات ضحايا هذا الحادثة الخطيرة».
وتضامن كثير من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليفربول وكتب غريمه اللدود مانشستر يونايتد: «أفكارنا مع نادي ليفربول ومدينة ليفربول بعد الحادثة المروعة التي وقعت اليوم».
وعلى الجانب الأزرق من ميرسيسايد، قال الجار اللدود إيفرتون: «أفكارنا مع جميع المتضررين من هذه الحادثة الخطيرة في مدينتنا»، فيما كتب مانشستر سيتي الذي تنازل عن لقب الدوري لصالح ليفربول، إن «أفكار جميع مَن في مانشستر سيتي مع المصابين أو المتضررين من الحادثة التي وقعت في موكب احتفال ليفربول باللقب في وقت سابق من اليوم».

ونشر قائد ليفربول السابق ستيفن جيرارد، صورة على «إنستغرام» للمدينة مع قلب أحمر، فيما كتب مدافع «الحمر» السابق جايمي كاراغر على «إكس»: «نهاية محزنة جداً لهذا اليوم… أدعو الله أن يكون الجميع بخير».
وكتب رئيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، السويسري جياني إنفانتينو: «أفكاري ودعواتي مع جميع المتضررين»، مضيفاً، في بيان: «تقف كرة القدم مع نادي ليفربول وجميع مشجعيه في أعقاب الحادثة المروعة التي وقعت خلال الاحتفال باللقب».
ومباشرةً بعد الحادثة، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، على «إكس»: «المشاهد في ليفربول مروِّعة -قلوبنا مع المصابين أو المتضررين»، وتحدث عن واقعة «صادمة».
وأظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي سيارة داكنة اللون تقتحم حشداً كثيفاً وتصدم عدة أشخاص. ويظهر في الفيديو أشخاص يسقطون من جانبي السيارة وعلى غطاء محركها، ثم عشرات الأشخاص يهاجمون السيارة، ربما لوقفها أو لتوقيف السائق.
وقال شاهد العيان هاري رشيد، البالغ 48 عاماً، الذي حضر العرض برفقة زوجته وابنتيهما، لوكالة «بي إيه» البريطانية للأنباء، إنه رأى «أشخاصاً ممددين أرضاً فاقدي الوعي. كان الأمر رهيباً جداً».
وأكد أنه رأى السيارة تصدم الحشود، موضحاً أنها «كانت سريعة جداً».

وقال مات كول، الصحافي في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الذي كان برفقة عائلته، إنه رأى «سيارة زرقاء داكنة تتجه نحو الحشد».
وأضاف: «لم تتوقف. تمكنت من الإمساك بابنتي التي كانت معي وألقيت بنفسي جانباً»، مشيراً إلى أن رجالاً طاردوا السيارة لمحاولة وقفها.
وأظهرت لقطات صُوِّرت بعد الحادثة طوقاً أمنياً ضربته الشرطة على طول الطريق مع وجود سيارات إسعاف عدة وشاحنة إطفاء في المكان.
وقالت رابطة الدوري الممتاز على «إكس» إنها تشعر بـ«الصدمة من الأحداث المُروّعة»، مضيفةً: «مشاعرنا القلبية مع جميع المُصابين والمتضررين. لقد تواصلنا مع نادي ليفربول، وقدمنا دعمنا الكامل في أعقاب هذه الحادثة الخطيرة».