تحت رعاية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، توّج الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فريق نادي الاتحاد بلقب كأس الملك، وذلك بعد فوزه في المباراة النهائية على نظيره القادسية 3-1، في محفل كروي بامتياز، احتضنه ملعب الجوهرة المشعة «الإنماء» بجدة، أمام مدرجات كاملة العدد.
وسلّم الأمير محمد بن سلمان قائد فريق الاتحاد كريم بنزيمة كأس البطولة، وتقلد اللاعبون الميداليات الذهبية، بينما تسلم لاعبو القادسية ميداليات المركز الثاني.
واستُقبل ولي العهد السعودي بعاصفة من التصفيق لدى وصوله المقصورة الملكية في ملعب الإنماء، وهو النهائي الرابع الذي يتوج فيه الفريق الفائز باللقب.
ورسمت آلاف الجماهير الحاضرة بداية الليلة الكرنفالية من خلال تيفو عملاق، بعنوان «شعب طويق» وهي الجملة الشهيرة التي أطلقها ولي العهد السعودي في إحدى المناسبات الدولية التي احتضنتها المملكة.
وبتحقيقه لقب البطولة، يكون الاتحاد قد أحرز الثنائية التاريخية «الدوري والكأس» للمرة السادسة في تاريخه.
وبهذا الإنجاز، رفع الاتحاد رصيده من ألقاب، تحمل مسمى كأس الملك إلى 10 ألقاب، ويُعدّ هذا التتويج هو الأول للنادي في المسابقة منذ عام 2018، حين ظفر باللقب على حساب الفيصلي، قبل أن يدخل في دوامة من التذبذب الفني والإداري استمرت لسنوات، ليعود اليوم إلى منصات الذهب من جديد، بقيادة المدرب الفرنسي لوران بلان.
ويمنح هذا الإنجاز العميد أسبقية تاريخية كأكثر نادٍ سعودي جمعاً بين لقب الدوري والكأس في موسم واحد، بواقع 6 مرات متفوقاً على جميع منافسيه، وعلى رأسهم الهلال الذي حقّق الثنائية 5 مرات.
ولم يمهل الفريقان الجماهير فرصة التقاط أنفاسهما حتى وضعاها في قلب معركة كروية منذ الثواني الأولى.
وفي الدقيقة الـ28، طالب الاتحاديون بضربة جزاء بدعوى لمس القائد القدساوي ناتشو الكرة بيده داخل منطقة الجزاء بعد لمسة كعب عكسية من حسام عوار، إلا أن الحكم الإيطالي ماوريتسيو مارياني رفض احتساب أي قرار بعد العودة إلى تقنية الفار.
وفي الدقيقة الـ34، تمكن الفرنسي بنزيمة من إشعال المدرجات الصفراء بتسجيله الهدف الأول بعد تلقيه عرضية ماكرة من بيرغوين من الجهة اليمنى، استقبلها القائد الاتحادي بصدره إلى داخل الشباك، مسجلاً أحد أجمل أهداف الموسم السعودي.
حقائق
بتحقيقه لقب البطولة، يكون الاتحاد قد أحرز الثنائية التاريخية «الدوري والكأس» للمرة السادسة في تاريخه
وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين، أضاف حسام عوار هدف الاتحاد الثاني، بعدما أكمل رأسية بنزيمة إلى داخل الشباك، على إثر عرضية متقنة من الفرنسي ديابي. وفي الوقت بدل الضائع، احتسب الحكم الإيطالي ضربة جزاء لصالح القادسية بدعوى تدخل عنيف من المدافع مهند الشنقيطي ضد اللاعب كاميرون، وتولى أوباميانغ المهمة ليضع الكرة في الشباك هدفاً أول للقادسية.
وفي الشوط الثاني، استمرت السيطرة الاتحادية على النتيجة وسط محاولات حمراء لانتزاع التعادل، لكن الأمور ساءت بالنسبة للقادسية بعد طرد لاعبه فرنانديز بالبطاقة الحمراء، ما وضع فريقه تحت ضغط كبير في الشقين الهجومي والدفاعي.

وفي الوقت بدل الضائع، احتفلت المدرجات الاتحادية رسمياً بثنائية الموسم بعد تسجيل بنزيمة الهدف الثالث عقب تلقيه تمريرة رائعة من ديابي في الجهة اليسرى، ليضعها النجم الفرنسي في الشباك.
وبعد سنوات طويلة من التنافس في دوري المحترفين السعودي والمواجهات التقليدية، كتب الاتحاد والقادسية هذا الموسم صفحة جديدة في سجل الكرة السعودية، وهما يلتقيان لأول مرة في التاريخ في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.
ولم يسبق للفريقين أن جمعهما هذا المشهد الحاسم من قبل، لتتحوّل هذه المواجهة إلى أكثر من مجرد مباراة، بل إلى قصّة لم تُكتب من قبل.
بالنسبة لفريق الاتحاد، فالنهائيات ليست جديدة عليه. فهو فريق يعرف طريق الذهب، وسبق له التتويج بالكأس الأغلى مراراً، أما القادسية، فكان المشهد مختلفاً بالنسبة له تماماً.
وخاض القادسية، نهائي كأس الملك لأول مرة منذ 5 عقود، لكن الفريق سبق له أن لعب عدة نهائيات، من بينها نهائي كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وحقّق لقبها، كما وصل إلى نهائي كأس ولي العهد في أكثر من مرة، وتوّج بلقبها مرة واحدة.

أما على الصعيد العربي، فقد صعد القادسية إلى نهائي بطولة الأندية العربية، لكنه خسر اللقب، فيما كان من أوائل الأندية السعودية التي حقّقت بطولة كأس الكؤوس الآسيوية، وهو اللقب الأغلى للنادي طوال مسيرته.
وكان مشوار الاتحاد في البطولة انطلق بانتصاره على العين، أحد فرق الدرجة الأولى، وكسب اللقاء بثلاثية نظيفة دون ردّ. وواصل الاتحاد رحلته، وعبر دور الستة عشر بانتصاره على الجندل، مفاجأة البطولة الذي أقصى الأهلي في الدور الأول، لكنَّ الاتحاد عبر بنجاح، وبشباك نظيفة نحو دور الثمانية.
وعبر الاتحاد من عنق الزجاجة في الدور ربع النهائي، عقب انتصاره على الهلال عن طريق ركلات الترجيح، بعد أن استمر التعادل بينهما، حتى نهاية الأشواط الإضافية بنتيجة 2-2. ثم تجاوز الشباب بنتيجة 3-2، وكان هدف الحسم خلال لحظات عن طريق المدافع دانيلو بيريرا، ليضمن الفريق موقعه في المباراة النهائية.
أما القادسية، فكانت بداية رحلته بلقاء العروبة الصاعد رفقته في الموسم الماضي من دوري الدرجة الأولى، وكسب القادسية المباراة برباعية مقابل هدف، ليعبر بعدها المباراة التالية، ويتجاوز الوحدة بهدفين لهدف في دور الستة عشر.
رحلة القادسية مضت بسلام في ربع النهائي، إذ نجح الفريق في تجاوز التعاون بثلاثية نظيفة، وفي دور نصف النهائي عبر القادسية نحو النهائي، بانتصاره أمام الرائد بهدف وحيد دون ردّ.