«الفيب» في أيدي طلاب المدارس.. موضة خادعة تهدد الشباب
أصبحت السجائر الإلكترونية أو ما يُعرف بـ«الفيب» من الظواهر السلبية المتنامية في المجتمع، لا سيما بين طلاب المدارس، حيث يتعامل معها البعض باعتبارها «موضة» عصرية.
وبينما يقبل عدد متزايد من الطلاب على استخدامها، تظل التساؤلات قائمة: هل هو مجرد هوس مؤقت؟ أم أن «الفَيْب» يخفي وراء مظهره الجذاب مخاطر صحية ونفسية حقيقية تستدعي تحركا عاجلا؟
وفي هذا السياق، أطلقت «الوطن» حملة توعوية تهدف إلى تسليط الضوء على أضرار الفيب، ورفع الوعي المجتمعي بمخاطره، خاصة بين فئة الشباب.
انتشار السجائر الإلكترونية بين الشباب
دراسات عديدة تشير إلى انتشار استخدام الفيب «السجائر الإلكترونية» بين طلاب المدارس، حيث في عام 2016 أجريت دراسة استقصائية وطنية للشباب عن التبغ التي تفيد باستخدام السجائر الإلكترونية، ووجدت أن الأكثر شيوعًا للاستخدام من قبل «صديق أو أحد أفراد العائلة» بنسبة (39%)، وتوافر «نكهات مثل النعناع أو الحلوى أو الفاكهة أو الشوكولاتة» بنسبة (31%)، والاعتقاد بأنها «أقل ضررا من أشكال التبغ الأخرى مثل السجائر» كان بنسبة (17%).
وكانت أقل الأسباب التي تم اختيارها هي «أنها أسهل في الحصول على منتجات التبغ الأخرى، مثل السجائر» وذلك بنسبة (5%)، و«أنها تكلف أقل من غيرها من منتجات التبغ مثل السجائر» وذلك بنسبة (3%)، وأيضا أن الناس الشهيرة على شاشة التلفزيون أو في الأفلام استخدامها وذلك كان بنسبة «2%»، وفقا الجمعية الدولية لمحترفي تعاطي المخدرات issup.
وفي عام 2021 وجدت دراسة أن الطلاب الذين بدأوا في استخدام السجائر الإلكترونية فاتتهم واجباتهم المدرسية، وتخطوا الفصول الدراسية، وأبلغوا عن معدلات تراكمية أقل من أولئك الذين لم يستخدموا منتجات التبغ، وفقا لموقع «verkada».
ومع تزايد استخدام الشباب للسجائر الإلكترونية، يجرب طلاب المرحلة الإعدادية السجائر الإلكترونية في أعمار أصغر فأصغر، حيث تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن 550 ألف طالب في المرحلة الإعدادية يستخدمون السجائر الإلكترونية، وهذا العدد في ازدياد مستمر.
وفي عام 2024 أظهرت دراسة أيضا أن هناك صلة بين استخدام السجائر الإلكترونية بين طلاب المدارس الثانوية الأسترالية وأعراض الاكتئاب، حيث وجد الباحثون أن الطلاب الذين يعانون من أعراض اكتئابية شديدة هم أكثر عرضة بمرتين لاستخدام هذه السجائر مقارنة بزملائهم الذين لم يبلغوا عن مثل هذه الأعراض.
الاستطلاع أظهر أن استخدام السجائر الإلكترونية أعلى بنسبة 74% بين الطلاب الذين أبلغوا عن مستويات معتدلة من التوتر، و64% بين الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر، بينما قفزت النسبة إلى 105% بين الطلاب الذين أبلغوا عن انخفاض في مستوى المعنويات.
وقال الدكتور رشاد عبد اللطيف استاذ علم الاجتماع في تصريحات خاصة لـ«الوطن» إن السجائر الإلكترونية أصبحت في الفترة الأخيرة ظاهرة اجتماعية منتشرة بين العديد من الشباب خاصة طلاب المرحلة الثانوة، اعتقادا منهم أنها نوع من أنواع «الموضة»، دون معرفة مدى مخاطرها الصحية.
مخاطر السجائر الإلكترونية
وقدم استاذ علم الاجتماع عدة لنصائح لأولياء الأمور للتوعية أبنائهم بمخاطر السجائر الإلكترونية سواء الإلكترونية أو الاجتماعية، مشيرا إلى أن يجب عليهم التحدث معهم بكل هدوء وشرح مخاطر هذه الظاهرة الإجتماعية، ومدى تكاليفها المادية، أما في حال اكتشاف الإمهات أن أبنائهم بالفعل يتنالوا هذه السجائر الإلكترونية يجب التحدث معهم بكل هدوء، وإخبار والدهم حتى يتعامل معهم.
وأطلقت مؤسسة «الوطن» حملة توعوية للإقلاع عن التدخين الإلكتروني والتي جاءت باسم «ماتموتش نفسك بالبطئ»؛ بهدف نشر الوعي للمدخنين وتقديم الإرشادات اللازمة لحثهم على التوقف عن تلك العادة السيئة، حفاظًا على الصحة العامة، ومحاولة حمايتهم من الإصابة بالأمراض المزمنة التي قد تتم الإصابة بها نتيجة التدخين المستمر، والتي يأتي على رأسها سرطان الرئة والساركويد.