بدأت أذربيجان اتخاذ خطوات ملموسة بتنفيذ خطة طموحة لزيادة احتياطيات النفط والغاز الطبيعي والتصدير، بهدف تعويض التراجع الطبيعي في إنتاج الحقول.
إذ أبرمت شركة الطاقة المملوكة للدولة “سوكار” (SOCAR) اتفاقيتين جديدتين مع شركة إكسون موبيل الأميركية وشركة النفط البريطانية “بي بي”.
وبحسب موسوعة النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تحتضن أراضي الدولة الواقعة على مفترق الطرق بين جنوب شرق أوروبا وغرب آسيا 7 مليارات برميل من احتياطيات النفط الخام، علاوة على 1.7 تريليون متر مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة.
يأتي ذلك في إطار خطط كشفها رئيس أذربيجان إلهام علييف، لزيادة صادرات الغاز الطبيعي بمقدار 8 مليارات متر مكعب بحلول عام 2030، وذلك بعد تصدير 25 مليار متر مكعب في 2024.
إنتاج النفط والغاز في أذربيجان
جاءت اتفاقيات التنقيب عن النفط والغاز في أذربيجان بين “سوكار” و”إكسون موبيل” و”بي بي” خلال أسبوع باكو للطاقة المنعقد بالعاصمة اليوم الإثنين (2 يونيو/حزيران).
وقّع الاتفاقية رئيس سوكار روفشان نجف، ونائب رئيس إكسون موبيل جون أرديل، وفق وكالة ترند المحلية (trend).
ودون تحديد الحجم الدقيق للموارد المحتملة، قال أرديل -في تصريحات سابقة-، إن شركة إكسون موبيل تعتزم تطوير حقول غير تقليدية في أذربيجان، بالاستفادة من تجاربها في حافظة مشروعاتها العالمية.
وكان من أبرز ملامح تراجع إنتاج النفط في أذربيجان منذ سنوات عديدة هو تجاوز مرحلة ذروة الإنتاج بمشروع “آذري-تشيراغ-غونشلي” (ACG) العملاق عند مليون برميل يوميًا في عام 2010.
وشركة بي بي هي المشغّلة للمشروع في بحر قزوين، إلى جانب إكسون موبيل و”سوكار” و”إنبكس” اليابانية و”إم أو إل” المجرية (MOL) و”تباو” التركية (TPAO) وأخرى.
وبحلول نهاية العام الماضي (2024)، وصل إنتاج المشروع من النفط إلى 342 ألف برميل يوميًا من خلال 148 بئرًا منتجة و46 لحقن الماء و7 لضخّ الغاز.
وأضاف المشروع نحو 7 ملايين متر مكعب يوميًا من الغاز المصاحب، بحسب المعلومات المنشورة في موقع “بي بي”، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
إنتاج حقول النفط والغاز في أذربيجان
في ضوء تراجع إنتاج حقول النفط والغاز في أذربيجان، أُطلقت إستراتيجية موسّعة لزيادة الموارد؛ إذ تسعى باكو إلى زيادة صادرات الغاز الطبيعي بمقدار 8 مليارات متر مكعب بحلول نهاية العقد الجاري، كما من المتوقع زيادة الإنتاج من 5 حقول منتجة بالإضافة لحفر حقول جديدة.
وفي تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة، قال الرئيس إلهام علييف في أبريل/نيسان (2025)، إن بلاده تسعى لضمان تحقيق أمن الطاقة، ليس لأذربيجان فحسب، بل لجيرانها وشركائها أيضًا، وعلى نحو خاص أوروبا.
وتزوّد أذربيجان الغاز الطبيعي لـ12 دولة، 10 منها في أوروبا و8 منها من دول الاتحاد الأوروبي، ويربطها بالقارة العجوز ممر الغاز الجنوبي بقطاعاته الثلاثة خط أنابيب جنوب القوقاز وخط أنابيب “تاب” وخط “تاناب” (TANAP).
وكانت أذربيجان أحد أكبر مصدري الغاز المنقول عبر الأنابيب إلى أوروبا خلال أول أربعة أشهر من هذا العام 2025، رغم انخفاض الإمدادات بنسبة 9% على أساس سنوي.
ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب خلال الربع الأول (2025):
شركة بي بي في أذربيجان
قررت شركة بي بي زيادة حجم الإنفاق لمشروعات النفط والغاز في أذربيجان، على حساب خفض الإنفاق لمشروعات وحدتها التابعة “لايت سورس بي بي” (Lightsource bp)، المتخصصة في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.
كما تسعى لبيع 50% من حصتها في الشركة إلى شريك إستراتيجي نقدًا، ضمن سياسة أكبر لزيادة الإيرادات من القطاعات الأكثر ربحًا، وعلى رأسها الغاز الطبيعي، وإلى ذلك، تعمل الشركة البريطانية على وقف تراجع إنتاج الحقول المنتجة في بحر قزوين.
وكشف رئيس قطاع الإنتاج بالشركة غوردون بيريل خططًا للتنقيب عن النفط في أذربيجان، بحفر آبار جديدة في القطاع الأذري من بحر قزوين.
وفي العام الماضي (2024)، وقّعت الشركة مذكرة تفاهم مع شركة سوكار الحكومية بشأن إمكان الانضمام لمطوري حقل النفط “قرة باغ” (Karabagh) ومنطقة التنقيب “أشرفي- دان أولدوزو- أيبارا”.
وعلى صعيد إنتاج الكهرباء، اتخذت قرار الاستثمار النهائي لبناء محطة طاقة شمسية بقدرة 240 ميغاواط، بالتعاون مع سوكار وصندوق تنمية الأعمال المحلي بتكلفة 200 مليون دولار.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
اتفاقيات بين أذربيجان وإكسون موبيل وبي بي من وكالة رويترز
