ترنمت الموسيقى الإيطالية في حفل «رحلة موسيقية عبر الألحان الإيطالية الكلاسيكية والمعاصرة»، وأنعشت المقطوعات الحضور، من خلال تقديم توليفة رائعة من الغناء والعزف.
في أمسية فنية جميلة أُقيمت على مسرح الجامعة الأمريكية بمنطقة السالمية، استمتع الحضور بعرض موسيقي مميز بعنوان «رحلة موسيقية عبر الألحان الإيطالية الكلاسيكية والمعاصرة»، برعاية السفارة الإيطالية، وبالتعاون مع الجامعة الأمريكية.
التراث الموسيقي الإيطالي
حضر الحفل السفير الإيطالي لدى الكويت لورينزو موريني، إلى جانب عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي، وجمهور غفير من عشاق الموسيقى، الذين تفاعلوا بحماسٍ كبير مع الفقرات المقدَّمة، وسط أجواء تفيض بالإبداع والإعجاب.
وتأتي هذه الأمسية في إطار تعزيز التبادل الثقافي والفني بين إيطاليا والكويت، وتسليط الضوء على التراث الموسيقي الإيطالي الغني والمتجدد.
عوالم الأوبرا
وقد أحيا الأمسية ثلاثة فنانين إيطاليين، حيث تألقت السوبرانو ميكيلا سبورلاتي بصوتها العذب، فيما قدَّم التينور باولو بيرناردي أداءً لافتاً جمع بين الإحساس القوي والإتقان الفني، ورافقتهم على آلة البيانو العازفة روزالبا لا برزنتاتسيوني.
وأمام جمهور متعطش لخوض رحلة في عوالم الأوبرا والعزف الراقي، انسابت أنامل العازفة روزالبا على مفاتيح البيانو، تواكبها أصوات السوبرانو ميكيلا سبورلاتي، والتينور باولو بيرناردي، في أداء ساحر لامس الوجدان وأيقظ الخيال.
امتزجت النغمات بالأحاسيس، فحلَّقت بالجمهور إلى عالم من السحر الموسيقي والأوبرالي، وشكَّل الثلاثي توليفة موسيقية متناغمة دمجت بين روائع الغناء الأوبرالي والألحان الإيطالية المتنوعة، القديمة والمعاصرة.
روائع الفن الموسيقي
وفي كلمة للسفير الإيطالي موريني، عبَّر عن شكره للجامعة الأمريكية على استضافتها للحفل على مسرحها، موضحاً أن الأمسية ثرية في مضمونها الموسيقي، حيث سيقدِّم الثلاثي، سبورلاتي، وبيرناردي، وروزالبا، رحلة رائعة إلى روائع الفن الموسيقي الإيطالي وأصالته التي تعكس جمال وتنوع التراث الموسيقي الإيطالي.
وذكر موريني أن من بين الأعمال الذي سيستمع إليها الجمهور «La Bandiera italiana» لملحن النشيد الوطني الإيطالي ميكيلي نوفارو، مبيناً أنها ذات أهمية كبيرة بالنسبة لهم ولتراثهم.
وأكد أن هذه الأغاني تُعد جزءاً جوهرياً من التراث الإيطالي، ومعظمها معروف أيضاً في الخارج، و»ستستمعون إلى الكثير من القطع الموسيقية الشهيرة، بما في ذلك بعض الأعمال من الموسيقى المعاصرة، مما يجعلها بمنزلة جسر مثالي يربط بين إيطاليا وبقية أنحاء العالم». وأضاف موريني: «تلعب الموسيقى من خلال هذه الأغاني دوراً محورياً في بناء وتعزيز الروابط الثقافية والإنسانية بين الشعب الإيطالي وشعوب العالم، كما الحال في العلاقة الوثيقة التي تجمع بين إيطاليا والكويت».
السفير الإيطالي: الموسيقى تلعب دوراً محورياً في بناء وتعزيز الروابط الثقافية والإنسانية
الكوميديا والدراما
من ناحية أخرى، لم تكن الأمسية اعتيادية، فقد جاء البرنامج الفني مُختاراً بعناية فائقة، عكس احترافية الأداء وعُمق التقديم، فقد تألَّقت الأمسية بأعمال رموز الموسيقى الإيطالية، فغنت السوبرانو سبورلاتي «la Serenata» للملحن فرانشيسكو باولو توستي المشهور بأغانيه الرومانسية. أما التينور بيرناردي، فغنى للملحن الإيطالي الشهير رُجيرو ليونكافالو «Mattinata»، وهي أغنية رومانسية كتبها ليونكافالو، وتُعد من أشهر أعماله خارج الأوبرا، ولا تزال تُؤدى حتى اليوم في الحفلات والمناسبات.
أما عازفة البيانو برزنتاتسيوني، فعزفت للملحن جواكينو روسيني «Tarantella»، الذي اشتهر بأسلوبه المرح، وألحانه الحيوية، وبراعته في المزج بين الطابع الكوميدي والدرامي في أعماله، ولُقب أحياناً بـ «موزارت الإيطالي»، بسبب موهبته الفذة وسرعته في التلحين.
الحياة اليومية
واستمرت الأمسية بأداء ثنائي مشترك للسوبرانو سبورلاتي والتينور بيرناردي بأغنية للملحن الإيطالي لويجي ريتشي بعنوان «Con quanto si contenta un lazzarone». وعُرف ريتشي بأعماله الأوبرالية الكوميدية، التي تمثل جزءاً مهماً من التراث الأوبرالي الإيطالي الذي يعكس روح الحياة اليومية بإبداع موسيقي ساخر وخفيف الظل.
وواصل بيرناردي إبهار الحضور بأغنية «Tu vuo fa l’ americano» للمغني والملحن يناتو كاروسوني، الذي عُرف بأغانيه المليئة بالحيوية، وعرفت هذه الأغنية عالمياً، وأُعيد غناؤها بلغات وأساليب مختلفة.
وغنت بعدها السوبرانو سبورلاتي للملحن فنشينتسو دانيبالي «O Paese d’o Sole»، وهذه الأغنية تُعد من الكلاسيكيات، وهي مشبَّعة بالعاطفة والحنين، وكتب كلماتها الشاعر Libero Bovio، أحد رموز الشعر الغنائي في نابولي. والأغنية تمجِّد جمال نابولي، وتعكس الحنين إليها.
الصداقة العميقة
وعلى هامش الأمسية، أعربت السوبرانو سبورلاتي عن سعادتها الكبيرة بزيارتها الأولى للكويت، مؤكدة أن مشاركتها في هذا الحفل برفقة التينور باولو بيرناردي وعازفة البيانو روزالبا لا برزنتاتسيوني كانت تجربة مميزة. وقالت سبورلاتي: «أُعجبت بالكويت كثيراً، فهي بلد جميل، وهذه الأمسية تمثل تجسيداً حقيقياً لروابط الصداقة العميقة بين الكويت وإيطاليا».
وأضافت أن البرنامج الموسيقي للأمسية تم اختياره بعناية، ليتماشى مع ذائقة الجمهور الكويتي المُحب للموسيقى الأوبرالية والعزف الكلاسيكي الراقي.