موسم الصيف الذي يوحي بالبهجة والعطلات والبحر، سيبدو مثالياً للفرح والاسترخاء لولا موجات الحر، التي تكون مؤذية على الصحة في غالب الأحيان.
تُعدّ الحرارة خطراً بيئياً ومهنياً بالغ الأهمية على الصحة. والإجهاد الحراري هو السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالطقس، ويمكن أن يُفاقم الأمراض الكامنة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري، والصحة النفسية، والربو، كما يُمكن أن يزيد من خطر الحوادث وانتقال بعض الأمراض المعدية.
شاهد أيضاً: وجود الأشجار في المدن يعمل على خفض درجات الحرارة والحد من الوفيات بنسبة 40%!
وفق منظمة الصحة العالمية، تُعدّ ضربة الشمس حالة طبية طارئة ذات معدل وفيات مرتفع. يتزايد عدد الأشخاص المُعرّضين للحرارة الشديدة بشكل كبير بسبب تغيّر المناخ في جميع مناطق العالم. وقد ارتفعت الوفيات المرتبطة بالحرارة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً بنسبة تقارب 85% بين عامي 2000 و2004 و2017-2021.
بهذه المخاطر الصحية من الضرورة تعلم كيفية المحافظة على سلامة الصحة مع ارتفاع درجات الحرارة والتعرّض لأشعة الشمس.
في الأجواء الحارة، هناك ما يُسمى مؤشر الحرارة Heat Index، الذي يوضح كيف يؤثر مستوى رطوبة الهواء على درجة الحرارة التي نشعر بها وتأثر أجسامنا بها، عند الوجود في مناطق الطقس الحار.
كلما زادت الرطوبة، أحست أجسامنا بدرجة حرارة أعلى من مقدار درجة الحرارة بوصفه رقماً، وبالتالي زادت صعوبة القيام بالأنشطة الخارجية وارتفعت احتمالات معاناة أجسامنا من تداعيات ارتفاع كل من درجة الرطوبة ودرجة حرارة الطقس.
أمراض الحرارة
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن “اكتساب الحرارة في جسم الإنسان يكون بسبب مزيج من الحرارة الخارجية من البيئة المحيطة، وحرارة الجسم الداخلية الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي”.
وأيضاً، يؤدي الارتفاع السريع في اكتساب الحرارة، بسبب التعرض لظروف أكثر سخونة من المتوسط، إلى إضعاف قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة الداخلية فيه، ويمكن أن يؤدي إلى سلسلة من الأمراض.
والأمراض المرتبطة بالحرارة هي:
-ضربة الشمس Heatstroke، وهي مرض يهدد الحياة، حيث ترتفع درجة حرارة الجسم فوق 40 درجة مئوية في دقائق. وتشمل الأعراض جفاف الجلد وتسارع نبض القلب والشعور بالدوخة.
-الإرهاق الحراري Heat Exhaustion، وهو مرض يمكن أن يسبق ضربة الشمس. وتشمل أعراضه التعرق الكثيف والتنفس السريع وسرعة النبض وضعف النبض القلبي.
-تشنجات الحرارة Heat Cramps، وهي آلام العضلات أو التشنجات التي تحدث أثناء ممارسة التمارين الرياضية أو المجهود البدني الشديد في تلك الأجواء الحارة.
-الطفح الحراري Heat Rash، وهو تهيج في الجلد نتيجة حصول التعرّق المفرط.
لكن الأخطر هو الإجهاد الصحي Health Stress الناجم عن ارتفاع درجات حرارة الأجواء، الذي يؤثر على حالات الأمراض المزمنة التي يُعاني منها كبار السن ومتوسطو العمر، وذلك مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وضعف الكلى وضعف الكبد وغيرها.
في تقريرها تحت عنوان الحرارة والصحة تقول منظمة الصحة العالمية إن الآثار الصحية السلبية للحرارة يمكن التنبؤ بها، ويمكن الوقاية منها إلى حد كبير، من خلال إجراءات محددة حول التعامل مع درجات الحرارة الشديدة.
ولا يزال الوعي غير كافٍ بالمخاطر الصحية التي تسببها موجات الحر والتعرض المطول لدرجات الحرارة المرتفعة، بحسب ما تلفت المنظمة.
موجات الحرارة Heatwaves، وبخاصة في المدن الكبرى، قد تؤدي إلى مزيد من الوفيات، لا سيما بين المسنين. مما يؤدي إلى تفاقم الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي، والسكري، وأمراض الكلى.
اقرأ أيضاً: كيف تحافظ على ترطيب جسمك؟.. 6 أطعمة ومشروبات مفيدة لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة
وتؤدي الفترات الطويلة من درجات الحرارة المرتفعة في النهار والليل إلى إجهاد فسيولوجي تراكمي على جسم الإنسان مما يؤدي إلى تفاقم الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم.
ما هي الخطوات الواجب اتباعها في الأجواء الحارة؟
تلخص منظمة الصحة العالمية الإجراءات الاحترازية الواجب اتباعها لتلافي تأثيرات موجات الحر الصحية على الشكل التالي:
-الحفاظ على برودة المنزل، وأهمها غرف النوم. ويجب أن تكون درجة حرارة الغرفة أقل من 32 درجة مئوية أثناء النهار، و24 درجة مئوية أثناء الليل.
-الاستفادة من هواء الليل والصباح الباكر لتهوية وتبريد البيت، عندما تكون درجة الحرارة الخارجية منخفضة.
-إغلاق النوافذ التي تواجه الشمس أثناء النهار، وإيقاف تشغيل الإضاءة الاصطناعية وأكبر عدد ممكن من الأجهزة الكهربائية، لتقليل الحمل الحراري داخل الشقة أو المنزل.
-في حال توفر التكييف، يجب إغلاق الأبواب والنوافذ والتقنين في الكهرباء التي لا تحتاج إليها لتبقيك بارداً، لضمان بقاء الطاقة متاحة وتقليل فرصة الانقطاع على مستوى المجتمع.
-قد توفر المراوح الكهربائية الراحة، ولكن عندما تزيد درجة الحرارة على 35 درجة مئوية، فإنها قد لا تمنع الأمراض المرتبطة بالحرارة.
-من المهم شرب السوائل.
-تجنب الخروج في أشد أوقات اليوم حرارة.
-ارتد ملابس خفيفة وفضفاضة مصنوعة من مواد طبيعية.
-في حال الخروج من البيت، ضع قبعة ونظارات شمسية.
-عدم ترك الأطفال أو الحيوانات في السيارات المتوقفة.
-تجنب النشاط البدني الشاق إذا استطعت، وإذا كان يجب عليك القيام بذلك، فقم به خلال أبرد جزء من اليوم.
-البقاء في الظل وليس تحت الشمس مباشرة.
-حافظ على برودة الجسم ورطوبته.
-خذ حماماً بارداً.
-استخدم أغطية السرير والشراشف الخفيفة لتجنب ازدياد الحرارة.
-تجنب تناول وجبات طعام كبيرة ودسمة، وتناول وجبات خفيفة وصغيرة الحجم، أكثر من مرة في اليوم. وتجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين.