منذ طفولته وداخله إيمان بأنه سيصبح يومًا ما فنانًا تشكيليًا له بصمته الخاصة، مشاركته في ورش “بيت التشكيليين” نقطة تحول حقيقية في مشواره، يمتلك موهبة فطرية، وحبه للرسم لم ينطفئ، وهدفه تقديم فن حقيقي يحمل رسالة وقيمة كبيرة، وقد كون مخزونًا بصريًا وثقافيًا واسعًا، فيما حرص على أن تكون بصمته الفنية والفكرية واضحة في أعماله من دون التأثر بأسلوب فنان معين، بينما يركز في لوحاته على التراث السعودي، ويقدم بأسلوبه مزيجًا من عدة مدارس فنية، حيث يعشق الهوية السعودية ويستلهم أفكاره من التراث والتاريخ.
إنه الفنان التشكيلي صالح الشهري، الذي كان لمنصة “الرجل” معه هذا الحوار.
كيف بدأت رحلتك مع الفن التشكيلي؟
منذ طفولتي وأنا أحمل هذا الشغف، وداخلي إيمان بأني سأصبح يومًا ما فنانًا تشكيليًا له بصمته الخاصة، واسم كبير في هذا المجال.
بدأت مشاركاتي من خلال المدرسة في مختلف المراحل، لكن نقطة التحول الحقيقية كانت بعد مشاركتي في الورش الفنية التي أقيمت في “بيت التشكيليين”، حيث نلت إشادة من فنانين كبار مثل عبد الله إدريس، وفهد الحجيلان، وضياء عزيز، وطه الصبان، وغيرهم من رموز الفن التشكيلي.
ما الذي ألهمك لاختيار هذا المجال منذ البداية؟
حلمت منذ الصغر أن أكون فنانًا له اسم كبير في مجال الفن التشكيلي، فالإلهام كان داخلي دائمًا، وكنت أمتلك موهبة فطرية كبيرة، فحبي للرسم لم ينطفئ، وهدفي كان تقديم فن حقيقي يحمل رسالة وقيمة كبيرة، لذلك كل مرحلة مررت بها جددت هذا الإلهام بداخلي.
من هم الفنانون الذين تأثرت بهم؟
تختلف مراحل التأثير، فقد جاءت عبر ما أسميه “المشاهدة البصرية” لأعمال الكثير من الفنانين، فلم أقتصر على فنان أو اثنين أو ثلاثة، بل كوّنت مخزونًا بصريًا وثقافيًا واسعًا، لكنني أحرص في النهاية على أن تكون بصمتي الفنية والفكرية واضحة في أعمالي، من دون التأثر بأسلوب فنان معين، فأعمالي نابعة من بصمتي الخاصة، دون تقليد أو تأثر مباشر.
كيف تصف أسلوبك الفني؟ وهل تطور مع الوقت؟
أسلوبي مزيج من عدة مدارس فنية، وأحرص على تطويره في كل مرحلة من مراحلي الفنية باستمرار.
نعم، أرى أنه تطور بشكل يُرضيني، لكنني لا أزال في مرحلة التجريب والممارسة التي لا تنتهي.

ما الموضوعات والقضايا التي تحرص على التعبير عنها من خلال لوحاتك؟
موضوعات كثيرة ومختلفة، ولكن مؤخرًا ركزت في لوحاتي بشكل كبير على التراث السعودي، بما يحمله من عمق ثقافي وهوية مميزة، حيث أرسم مشاهد من حياة تاريخية تمثل موروثنا الثقافي.
ما دور الهوية السعودية في أعمالك الفنية؟
في الفترة الأخيرة أصبحت الهوية السعودية هي كل شيء في أعمالي الفنية، أستلهم من التراث، ومن التاريخ، ومن تفاصيل الحياة القديمة، وأعبر عنها بأسلوبي الخاص، لتصل إلى الناس بمذاق بصري فريد.
حدثنا عن أبرز المعارض التي شاركت فيها؟ وأيها الأقرب لقلبك؟
شاركت في العديد من المعارض الداخلية والخارجية منذ عام 2002، ويصعب على حصرها، ولكن الأقرب إلى قلبي هو معرضي الشخصي الأول “مراويح السحاب”، لأنه كان بداية حقيقية لصوتي الفني الخاص.
اقرأ أيضًا: المخرج منصور أسد لـ”الرجل”: حرية التفكير ثيمة أفلامي.. والسينما شغفٌ كبير لا يتوقف
هل هناك لوحة تعتز بها أكثر من غيرها؟
كل أعمالي قريبة من قلبي ومهمة بالنسبة لي، فكل لوحة أعتبرها جزءًا مني، ولكل واحدة قصة وشعور مختلف، لذلك يصعب أن أميز بينها، فجميعها في مرتبة واحدة تقريبًا.
كيف كان تفاعل الجمهور المحلي والعالمي مع أعمالك؟
ردود الفعل كانت إيجابية جدًا، وما زالت تصلني رسائل من أشخاص يراسلوني أُعجبوا بأعمالي، وشاهدوا إحدى لوحاتي في مكان ما، وهذا الشعور بالنسبة لي لا يوصف.

برأيك، ما الدور الذي يلعبه الفن التشكيلي في تشكيل وعي المجتمع؟
يلعب الفن التشكيلي دورًا مهمًا في رفع الذوق العام بالمجتمع، وينقل رسائل قد لا تستطيع الوسائل الأخرى إيصالها، فهو عبارة عن لغة مشاعر تستخدم الخطوط والألوان كأدوات، لتحويل تلك اللغة إلى ناتج حسي يستقبله المتلقي، ليعيش إحساسًا مختلفًا يقرأه كيفما يشاء.
هل تعتقد أن الفنان مسؤول عن إيصال رسائل معينة من خلال فنه أم أن الفن حر من القيود؟
الفن حر، لكنه قد يحمل رسالة أو قضية، فقد يهتم الفنان بإرسال رسائل معينه بحسب ما يرغب أن يعبر عنه، الأهم أن يكون نابعًا من إحساس صادق.
ما أبرز التحديات التي واجهتك كفنان تشكيلي؟
في البداية وقبل رؤية سيدي محمد بن سلمان، كنا نجد بعض الصعوبات في إيصال الفن وانتشاره، لكن الآن، مع هذا الدعم اللامحدود وغير المسبوق، كُسرت الحواجز وفُتحت الأبواب، وحُطمت جميع التحديات، فنحن نعيش في أعظم مرحلة ذهبية للفن في تاريخ مملكتنا الحبيبة السعودية.
كيف ترى واقع الفن التشكيلي في المملكة اليوم؟
نحن اليوم نعيش أجمل فترات الفن التشكيلي السعودي، ومع هذا الدعم الكبير أرى أن مستقبل الفن التشكيلي السعودي سيكون عالميًا، وسيتحول إلى واجهة مشرّفة للمملكة.

هل لديك تجارب فنية أخرى كالنحت أو الفن الرقمي؟
نعم، لدي تجارب في النحت، والفن الرقمي، والفن المفاهيمي، وحتى الرسوم المتحركة والكاريكاتير، فقد سبق وأن شكلت منحوتات وعرضتها، وكنت أول فنان سعودي يقيم معرضًا رقميًا مشتركًا مع عدة فنانين باستخدام الآيباد عام 2011.
اقرأ أيضًا: الرئيس التنفيذي بحر الحربي لـ الرجل: السعودية أرض الفرص.. وشغف الريادة أقوى من التحديات
كيف أثر الفن على حياتك الشخصية؟
جعلني الفن أكثر دقة في كل شيء، أرى الجمال في التفاصيل، وأُحلل كل مشهد يمر بي، لأعيش من خلاله إحساسًا مختلفًا.
ما النصيحة التي تقدمها للشباب الذين يرغبون في الالتحاق بعالم الفن التشكيلي؟
النصيحة أن يبدأوا بشكل سليم، وأن يأسسوا أنفسهم بشكل صحيح، يتعلمون أصول الرسم، وتكوين اللون، ويختارون الأسلوب الذي يناسبهم ويخوضون تجارب كثيرة، ولا ييأسوا، فالاستمرارية والممارسة هما سر النجاح.

ما حلمك الفني الذي تطمح إلى تحقيقه؟
أطمح أن يكون اسمي راسخًا في تاريخ الفن العالمي، وأن تصل أعمالي وأعمال الفنانين السعوديين إلى أهم المحافل والمتاحف حول العالم، ليشاهدها العالم أجمع ويعرفون من هو الفنان السعودي.