حوار – حمد الكعبي
– المسابقة قصة جماعية نكتبها معاً من أجل حاضر ومستقبل الوطن- هدفنا أن تجسد الإبداعات المشاركة رؤية صادقة وحقيقية للمجتمع الإماراتي
اعتبر وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن «عام المجتمع» مبادرة وطنية مهمّة تسعى لتعزيز قيم المجتمع الإماراتي المتمثلة في التسامح والتعايش والمرونة والطموح والانفتاح، وتمكين هذا المجتمع ودعم وحدته بتشجيع السلوكيات التي تقوي الروابط الأسرية والاجتماعية، وتتبنى المسؤولية من خلال تعزيز الروابط والحفاظ على التراث والهوية، والإسهام الفاعل في دعم المجتمع من خلال التطوع والمبادرات المؤثرة.
وأكّد في مقابلة حصرية مع «الاتحاد»، أن «الهويّة الوطنية» و«التسامح» ليسا مجرد شعارات.. بل أفعال مترابطة، تبدأ بالتوعية، وتنتهي ببناء مجتمع متلاحم، يعتز بتاريخه، ويحتضن تنوعه.
وقال: «هكذا تعلمنا من المؤسس العظيم المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن تكون القيم جزءاً من حياتنا اليومية»، معتبراً أن أبرز ما يميز المجتمع الإماراتي هو منظومته الأخلاقية والقيمية، فضلاً عن تنوعه وثرائه، الأمر الذي يمكنه من مواجهة التحديات كافة بثقة وكفاءة، بل وتحفزه على العمل المشترك من أجل التنمية والاستقرار والازدهار.
وأوضح أن الوزارة تعمل من خلال برامجها كافة، من أجل الحفاظ على هذه اللُحمة، كي تكون الإمارات، بقيادتها ومجتمعها المتلاحم من مواطنين ومقيمين، نموذجاً عالمياً في التعايش، مشدداً على أن الحفاظ على هذا النموذج الناجح وتطويره مسؤوليتنا جميعاً، منوهاً إلى مساعي الوزارة و«صندوق الوطن» لتعزيز الهوية الوطنية عبر ربط أبناء وبنات الوطن بلغتهم الخالدة وتراثهم وتاريخهم الممتد.
وأشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إلى عدد من المبادرات التي أطلقتها الوزارة و«صندوق الوطن» لتعزيز التسامح والتعايش والهوية الوطنية، لافتاً إلى «مسابقة حياتنا في الإمارات»، التي تواكب «عام المجتمع»، موضحاً أنها مبادرة مجتمعية شاملة ترسخ قيم التعايش والانتماء وتعزيز الهوية الوطنية، وتسلط الضوء على القصص الملهمة، والممارسات المجتمعية الإيجابية، والإنجازات التي تعبّر عن روح وقيم هذا المجتمع، وصور التعاون بين مكوناته.
وقال: «إيماننا عميق بأن لكل فرد في هذا الوطن قصة تستحق أن تُروى، وأن هذه القصص، مهما بدت بسيطة، تعكس روح الاتحاد، وتبرز قيم الدولة»، منوهاً إلى أن «حياتنا في الإمارات» تتيح لكل فرد في المجتمع التعبير عن تجربته الإنسانية والمعيشية في الإمارات. وفيما يلي الحوار:
في إطار احتفاء الإمارات بعام المجتمع، ما الذي يمكن للوزارة وصندوق الوطن تقديمه خلال هذا العام؟
– بدايةً أسعد دائماً بالحوار مع جريدة الاتحاد وقرائها الأعزاء، أرجو أن يكون هذا الحوار مثمراً ومفيداً للجميع، وإذا كانت البداية بعام المجتمع فهي بداية رائعة، وأشكركم على اختيار عام المجتمع ليكون بداية مهمة لهذا الحوار، حيث كانت الانطلاقة بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بأن يكون عام 2025 هو “عام المجتمع “، وهي مبادرة وطنية مهمة لأنها تسعى لتعزيز قيم المجتمع الإماراتي المتمثلة في التسامح والتعايش والمرونة والطموح والانفتاح، وتمكين المجتمع ودعم وحدته بتشجيع السلوكيات التي تقوي الروابط الأسرية والاجتماعية، وتتبنى المسؤولية من خلال تعزيز الروابط المجتمعية والحفاظ على التراث الثقافي ، والإسهام الفاعل في دعم المجتمع من خلال التطوع والمبادرات المؤثرة.
ومن هذا المنطلق قامت وزارة التسامح والتعايش وصندوق الوطن بعدد من المبادرات المهمة التي تعزز التسامح والتعايش والهوية الوطنية، وتأتي على رأسها مسابقة “حياتنا في الإمارات”، التي تؤكد، وبرؤية واضحة على مواكبة هذا العام، لأنها تمثل في مجملها مبادرة مجتمعية شاملة ترسخ قيم التعايش والانتماء وتعزيز الهوية الوطنية، وتسلط الضوء على القصص الملهمة، والممارسات المجتمعية الإيجابية، والإنجازات التي تعبّر عن روح وقيم هذا المجتمع، وصور التعاون بين مكوناته، وتتعاون مع المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية، إضافة إلى المؤسسات الاتحادية والمحلية والخاصة لكي تنجح هذه المبادرة في تعزيز هذه القيم بين النشء والشباب، إضافة إلى تمكين أفراد المجتمع، ودعم المواهب والمبادرات المجتمعية التي تنبثق من الناس وإليهم، ليكونوا شركاء حقيقيين في مسيرة التنمية المجتمعية الشاملة.
كما تقوم الوزارة والصندوق كذلك بتنفيذ برنامج مكثف في المراكز الثقافية ومراكز الشباب بالدولة وأماكن التجمع الأخرى بالتنسيق مع وزارتي الثقافة والشباب، بهدف تعميق مبدأ المشاركة وحب الوطن ومن أجل توثيق أواصر التعاون والعمل المشترك بين الجميع لما فيه خير الجميع في هذا الوطن العزيز.
تركزون في مبادراتكم على تعزيز الهوية الوطنية، فكيف يمكن أن تصل رسالتكم إلى المجتمع، وما أهمية ذلك؟
– نؤمن إيماناً راسخاً بأن تعزيز الهوية الوطنية، وثقافة التسامح ليسا مجرد شعارات، بل هما أفعال مترابطة، تبدأ بالتوعية وتنتهي ببناء مجتمع متلاحم يعتز بتاريخه ويحتضن تنوعه، هكذا تعلمنا من المؤسس العظيم المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولذا فإننا في الوزارة، وكذلك في صندوق الوطن نعتقد بأن أفضل وسيلة لإيصال رسالتنا إلى المجتمع هي أن نكون جزءاً منه، نتحاور مع جميع فئاته ، نستمع إليهم ونتفاعل مع تطلعاتهم، ونستخدم كافة القنوات المتاحة لإيصال الرسالة، سواء من خلال المدارس والجامعات، أو عبر الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والوطنية وغيرها، وصولاً إلى المنصات الرقمية ووسائل الإعلام، كما نحرص على إشراك الشباب والأسر والمبدعين، وكافة فئات المجتمع دون أدنى تفريق، حتى تكون هذه القيم جزءاً من الحياة اليومية.
ولعل المجتمع الإماراتي بتنوعه وثرائه، يتفرد بمنظومته الأخلاقية والقيمية، التي تميزه عالمياً، وتمكنه من مواجهة كافة التحديات بثقة وكفاءة، بل وتحفزه على العمل المشترك من أجل التنمية والاستقرار والازدهار، ووزارة التسامح والتعايش تعمل من خلال كافة برامجها من أجل الحفاظ على هذه اللحمة، كي تكون الإمارات، بقيادتنا الرشيدة، ومجتمعها المتلاحم “مواطنين ومقيمين” نموذجاً عالمياً في التعايش، ومسؤوليتنا جميعاً هي الحفاظ على هذا النموذج الناجح وتطويره عبر الأجيال، وكذلك فإن صندوق الوطن يسعى في كل برامجه إلى أن يعزز الهوية الوطنية من خلال ربط أبناء وبنات الوطن بلغتهم الخالدة وتراثهم المرموق وتاريخهم الممتد عبر الزمان.
أطلقتم مسابقة “حياتنا في الإمارات” باللغتين العربية والإنجليزية، فما الهدف منها؟ وماذا تتوقعون لها ؟
– تعتبر مسابقة “حياتنا في الإمارات”، صورة نابضة بالحياة لمجتمع مُتلاحم يعتز بالهوية الوطنية ويجسد أفضل المبادئ الإنسانية، وجاءت انطلاقاً من إيمانناً العميق بأن لكل فرد في هذا الوطن قصة تستحق أن تُروى، وأن هذه القصص، مهما بدت بسيطة، تعكس روح الاتحاد وتبرز القيم التي بُنيت عليها دولة الإمارات: التسام ، الاحترام، الانفتاح، والاعتزاز بالهوية.
هدفنا من هذه المسابقة، أن نتيح لكل أفراد المجتمع فرصة التعبير عن تجربتهم الإنسانية والمعيشية في دولة الإمارات، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين. نريد أن نسمع من الطلاب، والأمهات، والمهنيين، والمبدعين، وكل من أسهم في بناء هذه الأرض أو تأثر بها.
نتوقع أن تلقى هذه المبادرة تفاعلًا واسعاً، نظراً لما تمثله من مساحة حرة للتعبير، وما تحمله من أبعاد وجدانية ووطنية. نأمل أن تشكل هذه المشاركات أرشيفاً حياً ومتنوعاً لصورة الإمارات في عيون سكانها، وأن تسهم في ترسيخ معاني الفخر والانتماء، وتكون مصدر إلهام لبعضنا البعض وللأجيال القادمة كذلك.
المبادرة عمل مشترك بين الوزارة والصندوق، فهل هناك شراكات أخرى في عملية التنظيم ؟
– بكل تأكيد، فمبادرة بهذا الحجم والطموح لا يمكن أن تقوم فقط على جهد جهة واحدة أو حتى عدة جهات، فمنذ اللحظة الأولى، حرصنا على أن تكون مسابقة “حياتنا في الإمارات” مبادرة مجتمعية شاملة، ولذلك عملنا على بناء شراكات فاعلة مع عدد من المؤسسات الوطنية في مختلف القطاعات، وسوف نتعاون مع كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية والمؤسسات المجتمعية والقطاع الخاص.
وسوف تجدون أثر ذلك خلال المرحلة المقبلة، كما نسعى إلى إشراك الهيئات المحلية في كل إمارة، والجمعيات الأهلية، والمؤسسات الإبداعية والفنية، لأننا نؤمن أن هذه المبادرة تعني الجميع، ويجب أن تصل إلى الجميع، ونحن نفتح الباب أمام كل مؤسسة لأن يكونوا جزءاً من مبادرة “حياتنا في الإمارات” سواء عبر الدعم، أو المشاركة، أو الترويج.
كيف تتسق مبادرة “حياتنا في الإمارات” مع رؤية قيادتنا في عام المجتمع؟
قيادتنا، ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أولت عام المجتمع أهمية بالغة، باعتباره فرصة لترسيخ القيم الإنسانية والاجتماعية التي تشكل أساس قوة الإمارات ووحدتها، بل إننا فهمناها على أنها دعوة لنا جميعاً لكي يكون لكل واحد منا دوره ومسؤوليته التي تحقق هذه الأهداف السامية.
ومن هذا المنطلق ولدت المسابقة، كي تكون تجسيداً حياً لهذه الرؤية ، وكي تنسجم تماماً مع غايتها النبيلة ، لأنها تستهدف كل أفراد وفئات المجتمع، وتسعى إلى تسليط الضوء على تجاربهم ومساهماتهم وتوثيق لحظات العيش المشترك بين الجميع دون استثنا .
وتمثل “حياتنا في الإمارات”، منصة تسع الجميع، وتسعى لإشراك كافة الفئات، ومنحهم الفرصة للتعبير عن تجاربهم الخاصة ونجاحاتهم ورؤيتهم للحياة على أرض هذا الوطن، وتعزيز شعورهم بالانتماء والمسؤولية، والمسابقة لا تقتصر على التوثيق فحسب، بل تفتح الباب للحوار المجتمعي البناء، وتحفز الإبداع في التعبير عن الهوية والتنوع.
هذا يتماشى تماماً مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، رئيس الدولة، التي تؤكد على أن المجتمع هو ركيزة المستقبل، وأن وحدة الصف وقوة النسيج الاجتماعي هما مصدر الفخر والاستقرار لنا في الإمارات.
ما هي الفئات المجتمعية التي يمكنها المشاركة في مسابقة “حياتنا في الإمارات”؟
– المبادرة مفتوحة أمام الجميع دون استثناء، ونرحب بمشاركة المواطنين والمقيمين من مختلف الجنسيات، كباراً وصغاراً، طلبة ومعلمون، موظفون وعاملون، فنانون وأدباء، وحتى من لم يسبق له المشاركة في أي نشاط ثقافي.
ريد أن تكون هذه المبادرة مرآة تعكس تنوع مجتمع الإمارات بكل أطيافه ، فلدينا ببساطة 5 فئات عمرية من الطفولة المبكرة إلى من تجاوزوا الستين عاماً، ونحن حريصون جداً على ألا تكون هناك قيود عمرية أو مهنية أو لغوية ، ولذلك تم تصميم المسابقة لتستقبل المشاركات باللغتين العربية والإنجليزية، وحتى بأشكال مختلفة من التعبير الإبداعية عبر الكتابة، والهدف من ذلك أن يجد كل فرد طريقته الخاصة في التعبير عن “حياته في الإمارات”، سواءً كانت تجربة شخصية، أو قصة إنسانية مؤثرة ، أو لحظة فخر واعتزاز عاشها هنا.
ما أهم الموضوعات التي تتناولها “حياتنا في الإمارات”؟ وكيف يمكن للجميع المشاركة بها؟ وهل هناك آلية محددة للمشاركة؟
– “حياتنا في الإمارات” تتناول طيفاً واسعاً من الموضوعات، تتصل جميعها بالقيم الراسخة في مجتمعنا، والتجارب الإنسانية الملهمة، وعلاقة الإنسان بالمكان، والإنجازات الفردية والجماعية، واللحظات التي تجسد التعايش والتعاون والوحدة. نركز على موضوعات مثل: قصص النجاح، قيم التسامح والانفتاح، تاريخ العائلة في الإمارات، يوميات الحياة في الأحياء والمدارس وأماكن العمل، التأثير الإيجابي للثقافات المختلفة، والمواقف التي تعكس طبيعة المجتمع الإماراتي المتلاحم، وذلك من خلال الخاطرة أو المقال أو القصة القصيرة أو الشعر أو غير ذلك من أساليب التعبير المختلفة باللغتين العربية والإنجليزية كما ذكرنا سابقاً.
أما المشاركة، فقد جعلناها ميسّرة ومتنوعة، حيث يمكن للأفراد التقديم عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بالمبادرة، من خلال تقديم نص مكتوب ، وضعنا معايير واضحة لضمان جودة المشاركات، مع التأكيد على الأصالة والالتزام بالقيم الأخلاقية.
كما خصصنا فرقاً للدعم الفني والمجتمعي لمساعدة الراغبين في المشاركة، خاصة من فئات الطلبة وكبار المواطنين، وغيرهم، كما أطلقنا موقعاً إلكترونياً يحتوي على كافة التفاصيل ويجيب على كافة الاستفسارات ، فالهدف هو مشاركة الجميع قبل أي شيء آخر.
أطلقتم شعار “أن وزارة التسامح والتعايش تعمل مع الجميع من أجل الجميع”، وكذلك توجهكم في صندوق الوطن أنه يعمل مع الجميع لصالح المجتمع، فما هو الدور المتوقع للمؤسسات الحكومية والخاصة في دعم المسابقة؟
– نحن نؤمن إيماناً راسخاً بأن المسؤولية المجتمعية ليست حكراً على جهة بعينها، بل هي منظومة تكاملية يعمل فيها الجميع مع الجميع من أجل الجميع.
ومن هنا، فإن دور المؤسسات الحكومية يتمثل في توجيه الطاقات المجتمعية نحو التفاعل مع “حياتنا في الإمارات”، وتوفير الموارد والفرص للمشاركة، وهو ما نقوم به بالتعاون مع المؤسسات الحكومية ، أما القطاع الخاص، فهو شريك رئيسي يمكنه دعم المبادرة من خلال الرعاية، والترويج لها بين موظفيه ومجتمعاته، وكذلك المؤسسات التعليمية سواء التعليم الجامعي أو ما قبل الجامعي، فلها دور محوري في إشراك الطلبة والهيئات التدريسية، وتحويل المسابقة إلى مشروع تربوي يعزز الانتماء والهوية.
أما الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية، فهي نقاط إلتقاء مجتمعية يمكن أن تكون منصات مثالية لعرض التجارب والمشاركات وتحفيز التفاعل الشعبي، وندعو من خلال صحيفتكم المحترمة كل هذه الجهات لأن تكون جزءاً فاعلاً في المبادرة، لأن مسابقة “حياتنا في الإمارات” هي قصة جماعية نكتبها معاً، من أجل الحاضر والمستقبل لهذا الوطن العزيز الذي يحتضن الجميع ويقدم لهم كل الفرص للنجاح والتميز في مختلف المجالات .
هل هناك دور لوسائل الإعلام التقليدية والحديثة في هذه المبادرة؟
– وسائل الإعلام، سواء التقليدية أو الرقمي، شريك أساس في المسابقة، ليس فقط في نقل الأخبار والتغطيات، بل في تحفيز التفاعل الشعبي والمجتمعي.
لقد صممنا هذه المبادرة لتكون حاضرة في المشهد الإعلامي اليومي، من خلال بث القصص المشاركة وتنظيم اللقاءات، وعرض الفيديوهات والصور التي تعبر عن قيم ومبادئ المجتمع الإماراتي، فالمسابقة هي إلتقاء لكافة عناصر هذا المجتمع لنلتقط معاً صورة تجسد تلاحمنا جميعاً، وتعبر عن عواطفنا جميعاً، وترصد نجاحاتنا وقصصنا التي احتضنتها الإمارات منذ اليوم الأول لتأسيسها.
ولذا فإننا نعول كثيراً على زملائنا في الإعلام فهم شركاء في هذه المبادرة، بل هم من أهم الشركاء والداعمين، وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والتلفزيون والإذاعة لها دور مهم في الوصول إلى الفئات غير النشطة رقمياً، أما المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي ، فهي القنوات التي نعتمد عليها للوصول إلى فئة الشباب والمبدعين ، وتحفيزهم على المشاركة والتفاعل.
ونحن نعمل دائماً على تطوير شراكات مع مؤسساتنا الإعلامية الوطنية لتقديم محتوى خاص بالمسابقة، من واقع إيماننا بأن الإعلام شريك في ترسيخ الرسالة المجتمعية التي تحملها المسابقة، وفي تحويلها إلى حراك وطني شامل.
“حياتنا في الإمارات ” بمثابة شهادة كل فرد في المجتمع الإماراتي، فهل خططتم للاستفادة من هذه الشهادة؟
– بالتأكيد، فنحن لا ننظر إلى المشاركات في المسابقة على أنها مجرد مواد آنية أو كتابة إبداعية تعتمد التكلف والصنعة، بل نعتبرها وثائق حية، وشهادات إنسانية وتاريخية، تمثل مرآة لطبيعة المجتمع الإماراتي وأخلاقه وسلوك أبنائه وقصصه الحقيقية، وخطتنا تتضمن جمع هذه المشاركات وتصنيفها موضوعياً وزمنياً وجغرافياً، لتكون أساساً لإنتاج عمل إبداعي ووطني سواء عبر إصدارات وكتب متنوعة أو عبر الإصدار الرقمي الشامل، ليس لتجسد اللحظة الحالية فقط ولكن ليُعتمد عليها في مجالات البحث، والتعليم، والتوثيق الثقافي.
كما نعتزم تحويل أفضل المشاركات إلى مشاريع ثقافية، وأفلام وثائقية قصيرة، ونرجو أن تكون المشاركات مصدر إلهام للأجيال القادمة، وستعكس صورة الإمارات كما يراها أهلها وسكانها، مما يُعزز الهوية والانتماء.
وسيظل هدفنا هو أن تجسد الإبداعات المشاركة رؤية صادقة وحقيقية للمجتمع الإماراتي بلسان كافة فئاته من مواطنين ومقيمين .
فالمسابقة تفتح ذراعيها للجميع دون استثناء، وكل المطلوب أن يعبر كل مشارك عن تجربته في الإمارات بالشكل الذي يناسبه بصدق ومسؤولية ومشاعر إيجابية.
إذا كانت المسابقة احتفاء بعام المجتمع، فهل ستكون لهذا العام فقط؟ أم يمكن استمرارها لأعوام قادمة؟
– “حياتنا في الإمارات” أُطلقت بالفعل كاحتفاء من وزارة التسامح والتعايش ومن صندوق الوطن، بعام المجتمع 2025، ولكن جوهرها العميق يجعلها قابلة للاستمرار والتطور في السنوات القادمة. فقط نرجو أن تلمس هذه المبادرة وجدان الجميع، لأننا حريصون على منحهم فرصة غير مسبوقة للتعبير عن تجاربهم وهويتهم، وهذا النوع من التفاعل المجتمعي لا يجب أن يكون مؤقتاً. نرى فيها مشروعاً وطنياً مستداماً يمكن أن يتطور ليكون جزءاً من البرامج السنوية لوزارة التسامح والتعايش وصندوق الوطن.
وسوف نقوم بوضع خطة استراتيجية لتحويل المسابقة إلى منصة دائمة لتوثيق الحياة المجتمعية في الإمارات، تتجدد سنوياً بموضوعات وقوالب جديدة، بحيث تصبح مرجعاً حياً لتطور الهوية الوطنية وتعابير العيش المشترك، وهذا يتوقف على نجاح الدورة الأولى للمسابقة، لأنه سيعمق تأثيرها ويجعلها جزءاً لا يتجزأ من صورة الإمارات الحديثة.