أخبار حياة – في حفل الذكرى السنوية الـ110 لغرفة التجارة الأمريكية في شنغهاي خلال وقت مبكر من هذا الشهر، لم تكن هناك مؤشرات واضحة في البداية إلى أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة تلقي بظلالها على مجريات الحدث. غير أن الأجواء تغيّرت فجأة عندما صعد القنصل الأمريكي العام، سكوت ووكر، إلى المنصة.
وبعد كلمة ألقاها نجم كرة السلة المعتزل، ياو مينغ، استعرض ووكر قائمة طويلة من الشكاوى المتعلقة ببيئة الأعمال في الصين، شملت انتهاك حقوق الملكية الفكرية، وتقديم الدعم الحكومي غير العادل، والفائض التجاري الصيني مع العالم الذي يقترب من تريليون دولار، إضافة إلى «التطبيق التعسفي للقوانين»، والقيود المفروضة على الاستثمارات الأجنبية، أو حظرها بالكامل في بعض الحالات.
وقال ووكر إن الصين لا تزال واحداً من أكثر الاقتصادات الكبرى انغلاقاً في العالم، سواء من حيث التجارة أو الاستثمار، مضيفاً إن الولايات المتحدة تطالب بكين بالانفتاح «بطريقة عادلة»، لكن المتحدث التالي، تشين جينغ، رئيس جمعية شنغهاي الشعبية للصداقة مع الدول الأجنبية، وهي هيئة تابعة للحكومة، لم يتمالك نفسه.
وقال: «من المهم الرد على التصريحات الخاطئة التي أدلى بها القنصل العام بشأن التجارة الصينية الأمريكية». وقبل أن يتمكن المترجم من نقل ما قاله إلى اللغة الإنجليزية، كان التصفيق قد عم القاعة، التي ضمت العديد من المتحدثين الأصليين بالصينية العاملين في شركات أمريكية.
وأوضح تشين أنه تلقى إشادة كبيرة بمشروع ديزني لاند في شنغهاي خلال زيارته لمقر شركة ديزني في لوس أنجلوس قبل عامين. وأضاف: «عندما ذهبت إلى سان فرانسيسكو حيث مصنع تسلا العملاق، قالوا لي إن أفضل مصنع لتسلا في العالم موجود في شنغهاي. لذا، أود أن أسأل القنصل العام.. هل هذا يعني حقاً أن التجارة غير متكافئة، أو أن بيئة الأعمال في الصين غير مناسبة، وأن شنغهاي لا توفر شروطاً متساوية لتطور الشركات الأمريكية؟».
ومقارنة بالصدامات الخطابية في أمريكا عام 2025، قد يبدو هذا الجدل هادئ النبرة لكن في الصين، حيث يتم إعداد الخطاب العام بعناية شديدة، مثّل ذلك النقاش جدالاً غير مألوف في صراحته. وهو يعكس التحديات المتزايدة التي تواجهها المجموعات الممثلة للشركات الدولية العاملة في الصين. وعلى مدى عقود، كانت غرف التجارة الأجنبية في طليعة حركة العولمة منذ انفتاح البلاد، حيث دافعت عن الإصلاح وسعت إلى تعزيز التجارة عبر الحوار والتشاور.
وكان من المعتاد أن تُصدر هذه الغرف تقارير سنوية معمقة نيابةً عن أعضائها، تتضمن مطالب محددة للإصلاح، متماشية مع آمال التقدم نحو مزيد من الانفتاح الدولي، لكن هذه الغرف باتت تواجه اليوم بيئة مختلفة تماماً، تتسم بانغلاق أكبر وحرب تجارية تُهدد بترك الشركات الأجنبية في منطقة رمادية. وعلى الرغم من استمرار تقديم المطالب للإصلاح، إلا أن مؤشرات التقارب العام بين الصين والغرب باتت ضئيلة جداً.
كما أصبحت عملية «التواصل» بحد ذاتها أكثر تعقيداً. صحيح أن تأثير هذه القنوات كان دائماً محدوداً، لكن العقبات أصبحت أكثر وضوحاً اليوم. مع ذلك، يقول كارلو داندريا، رئيس غرفة التجارة التابعة للاتحاد الأوروبي في شنغهاي، إن الحوار لا يزال يُجدي نفعاً في بعض الحالات. وأشار إلى مثال على ذلك يتمثل في القواعد «الملتبسة» المتعلقة بنقل البيانات عبر الحدود، والتي ساعدت اللقاءات بين غرفة التجارة الأوروبية والحكومات المعنية على معالجتها جزئياً.
التقى وفد الغرفة التجارية للاتحاد الأوروبي مع عمدة شنغهاي وعدد من مسؤولي أهم ثلاثة أحياء في المدينة. ومع ذلك، لم تحظ أي من الغرفتين الأوروبية أو الأمريكية بلقاء مباشر مع تشين جينينغ، أمين الحزب القوي في شنغهاي وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني المكون من 24 عضواً والمتمركز في بكين.
وفي بيان لها، قالت غرفة التجارة الأمريكية إن هذا الغياب لا يُعد مؤشراً إلى ضعف التواصل، موضحةً أنها عادةً ما تعقد اجتماعات مع مسؤولين حكوميين آخرين. وكان مسؤولو غرفة التجارة الدنماركية التقوا تشين في أغسطس الماضي. وصرح رئيسها، سايمون ليشتنبرغ، بأن الغرفة لا «تُعلن» عن مطالبها بشكل علني، بل تسعى لعقد اجتماعات مع المسؤولين الذين تقع ضمن اختصاصهم القضايا التي ترغب في معالجتها.
من جانبه، فإنه عندما سُئل جيفري ليهمان، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في شنغهاي، عن مدى فعالية لقاءات الغرفة مع المسؤولين، أجاب قائلاً: «نحن لا نستطيع الجزم بما إذا كان الأشخاص الذين نتحاور معهم يملكون السلطة والنفوذ، لكن من الممكن أن يكونوا كذلك، وهذه الاحتمالية وحدها كافية لنواصل ما نقوم به».
اكتشاف المزيد من أخبار حياة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
نسخ الرابط