يتزايد الاهتمام والتكهنات حول الحالة الصحية للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، البالغ من العمر 86 عاماً، وسط تقارير متضاربة وادعاءات حول تدهور صحته. وقد شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً في هذه التكهنات، خاصة بعد غيابه عن الظهور العلني لعدة أيام خلال الأحداث الحالية في المنطقة.
التقارير المتضاربة والادعاءات الجديدة
تشهد وسائل الإعلام انتشاراً لمزاعم حول تقرير مزعوم صادر عن “معهد دراسات النظام العالمي في ألمانيا” يدعي استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل الحالة الجسدية لخامنئي وتحديد علامات تدهور عصبي ومنهجي. ومع ذلك، فإن البحث المكثف لم يكشف عن وجود معهد بهذا الاسم المحدد في ألمانيا، مما يثير تساؤلات حول مصداقية هذا التقرير المزعوم.
توجد في ألمانيا عدة معاهد بحثية مرموقة تعمل في مجال الدراسات الدولية والأمنية، مثل المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية والمعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية (GIGA)، لكن لا يوجد معهد بالاسم المذكور في التقرير المزعوم.
السجل الصحي الموثق لخامنئي
كانت هناك تقارير مؤكدة عن مشاكل صحية لخامنئي في السابق، خاصة في سبتمبر 2022، عندما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً استناداً إلى أربعة مصادر مطلعة أفادت بأن خامنئي ألغى جميع اجتماعاته الأسبوع الماضي بعد إصابته بوعكة صحية خطيرة.
وأشارت التقارير إلى أن خامنئي خضع لعملية جراحية لعلاج انسداد في الأمعاء بعد معاناته من آلام شديدة في المعدة وارتفاع في درجة الحرارة. وقد تم إجراء العملية في عيادة أقيمت في منزله، وظل تحت المراقبة الطبية المستمرة.
الظهور العلني الأخير
رغم هذه التقارير، ظهر خامنئي علناً في سبتمبر 2022 لأول مرة بعد تقارير تدهور صحته، حيث شارك في مراسم دينية لمناسبة الأربعين. وقد ظهر مرتدياً قناعاً واقياً وهو يحيي الحشود، مما أثار جدلاً حول طبيعة هذه التقارير.
وشهدت الأيام الأخيرة من يونيو 2025 تزايد التكهنات حول صحة خامنئي بعد غيابه عن الظهور العلني خلال أحداث مهمة في المنطقة. وأشارت تقارير إلى أنه كان يحتمي في مخبأ محصن ويتجنب التواصل الإلكتروني لمنع محاولات اغتياله.
العودة للظهور العلني
في 26 يونيو 2025، ظهر خامنئي في خطاب مسجل بثته وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، مما أنهى التكهنات حول غيابه. في هذا الخطاب، تحدث خامنئي عن الأحداث الجارية في المنطقة وأكد على قوة إيران، نافياً بذلك الادعاءات حول تدهور حالته الصحية.
ولم يقدم الفيديو أدلة قاطعة حول تاريخ تسجيله، لكن ظهر خامنئي أمام ستارة بيجية مع علم إيراني وصورة للخميني في الخلفية، وهو نفس الإعداد المستخدم في رسائله المسجلة السابقة. ولم تظهر عليه علامات واضحة لتدهور صحي خطر كما ادعت التقارير غير الموثقة.
التأثير السياسي للتكهنات الصحية
يحتل خامنئي موقعاً محورياً في النظام السياسي الإيراني بصفته المرشد الأعلى والقائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث يُتوقع منه الموافقة على أي قرار عسكري مهم. لذلك، فإن أي تكهنات حول صحته تثير قلقاً واسعاً داخل إيران وخارجها.
وأشارت التقارير إلى أن مسؤولي الأمن الإيرانيين يعتقدون أن إسرائيل قد تحاول اغتيال خامنئي، مما يفسر الإجراءات الأمنية المشددة المطبقة حوله، بما في ذلك تقييد التواصل مع العالم الخارجي.
التوقيت المثير للريبة
يثير التوقيت الذي ظهرت فيه هذه الادعاءات، والذي تزامن مع الأحداث الجارية في المنطقة وغياب خامنئي المؤقت عن الظهور العلني، تساؤلات حول الدوافع وراء نشر مثل هذه المعلومات غير الموثقة.
ورغم التكهنات المستمرة حول صحة المرشد الإيراني علي خامنئي، فإن ظهوره الأخير في يونيو 2025 يشير إلى أن حالته الصحية لا تزال تسمح له بأداء مهامه القيادية. أما الادعاءات حول تقرير ألماني يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل صحته، فتفتقر إلى الأدلة الموثقة وتثير تساؤلات حول مصداقيتها.
من المهم التعامل مع هذه التقارير بحذر شديد والاعتماد على المصادر الموثقة فقط، خاصة عند التعامل مع معلومات تتعلق بقادة عالميين مؤثرين. كما يُنصح بالتحقق من وجود المؤسسات البحثية المزعومة قبل نقل تقاريرها، لتجنب نشر معلومات مضللة قد تؤثر على الاستقرار الإقليمي والدولي.
تبقى مسألة صحة خامنئي موضوعاً حساساً يتطلب مراقبة دقيقة من مصادر موثوقة، دون الاعتماد على ادعاءات غير مؤكدة أو تقارير من جهات مجهولة أو غير موجودة.
Post Views: 21

