يوصف متحف الفن الحديث في البرازيل، بأنه عالم لا يعرف فيه الإبداع حدودا، حيث لا تعلق الأعمال الفنية على الجدران فقط، بل تروي قصصا نابضة بالحياة عن الثقافة البرازيلية، والمشاعر الإنسانية، وروح ريو المتألقة.
ويحظى متحف الفن الحديث (MAM) في ريو باهتمام كبير هذه الأيام كونه يستضيف قمة بريكس 2025، وهو مكان يعكس روح المدينة: عصري، جريء، ومفعم بالحيوية الثقافية. وتشهد القمة مشاركة الدول الأعضاء، إلى جانب عدد من الدول المدعوة، في نقاشات استراتيجية حول مستقبل النظام العالمي.
متحف الفن الحديث في ريو دي جانيرو (MAM Rio)، هو الجوهرة المعمارية والثقافية التي تقع بين منتزه أثيرو دو فلامينغو الأخضر وخليج غوانابارا المتلألئ.
يشكّل المتحف وجهة مثالية بعيدًا عن الوجهات السياحية التقليدية، ويُعد تجربة لا تُنسى لكل من يهتم بالفن أو يسعى لاكتشاف النسيج الثقافي للبرازيل.
أُعيد افتتاح المتحف في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2024 بعد تجديدات كبرى استعدادًا لقمة مجموعة العشرين، ويستقبل الزوار الآن بعرض افتتاحي جديد يحمل عنوان: “تاريخ الفن البرازيلي”. إلى جانب هذا المعرض، تنتشر تركيبات فنية نابضة وأجواء مجددة تُلهم كل من يدخل هذا الفضاء الفني.
تأسس المتحف عام 1948، ويُعد رمزًا ثقافيًا ومعماريًا في ريو. وتم تصميم المتحف من قبل المهندس المعماري البرازيلي الشهير أفونسو إدواردو رييدي، ويعكس المبنى بأناقته البسيطة جوهر الحداثة البرازيلية. ويضم أعمالًا لعمالقة الفن البرازيلي مثل هيليو أوتيشيكا، ليجيا كلارك، وأميلكار دي كاسترو، التي تنقلك إلى عمق الروح البرازيلية.
تصميم رييدي لا يبرز الفن فقط، بل يؤطر المناظر الطبيعية المحيطة، ما يجعل من المتحف تجربة بصرية وفنية متكاملة. تُضفي الجدران الزجاجية والإضاءة الطبيعية إحساسًا بالسكينة والانفتاح، فتجعل الزائر يشعر وكأنه جزء من العمل الفني.
هنا، لا تكتفي بمشاهدة الأعمال الفنية، بل تعيشها. قد تجد نفسك مبتسمًا أمام الألوان الجريئة، أو متأملًا في الأشكال الحركية، أو حتى مندمجًا بإيقاع داخلي أثناء التجوّل بين المعروضات. وفي حال رغبت بتجربة أعمق، يمكنك الالتحاق بدورة لتعلم البرتغالية مع “Rio & Learn”، حيث تدمج بين تعلم اللغة وتقدير الفن في آن واحد.
يقع المتحف في المنطقة الجنوبية من ريو، وسط منتزه فلامينغو، ويمكن الوصول إليه بسهولة، بالمترو، فمحطة سينيلانديا تبعد 15 دقيقة مشيًا، أو بالحافلة فالعديد من الخطوط تمر على شارع إنفانتي دوم هنريكي، أو بالتاكسي أو أوبر، حيث يمكن إنزالك مباشرة أمام المتحف، أو بالدراجة، في رحلة مريحة عبر المنتزه توفر طريقًا طبيعيًا وممتعًا وصولًا إلى المتحف.
أما رسوم الدخول فهي مجانية، مع إمكانية تقديم تبرع اختياري (20 ريالا برازيليا للبالغين، 10 ريالات للطلاب والأطفال وكبار السن).
أفضل الأنشطة داخل المتحف
استكشاف المعارض:
المعارض الدائمة والمؤقتة تجمع بين الفن البرازيلي والعالمي. لا تفوّت مجموعة جيلبرتو شاتوبريان الشهيرة.
الحديقة النحتية:
فسحة في الهواء الطلق تدمج بين الفن والطبيعة. يمكنك الجلوس تحت الأشجار وتأمل المناظر الخلابة.
التقاط الصور:
مزيج العمارة والطبيعة يقدم مشاهد مثالية لمحبي التصوير.
الورش الإبداعية:
يُنظم المتحف ورشًا فنية وعروضًا إرشادية، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، وتناسب جميع الأعمار.
لمسة تاريخية
شهد المتحف حادثًا مأساويًا في عام 1978 حين دمر حريق أجزاء كبيرة من مجموعته، بما في ذلك أعمال لـبيكاسو ودالي وميرو. ومع ذلك، نهض المتحف من جديد، وأعاد بناء مجموعته ليظل منارة للفن والثقافة.
متحف الفن الحديث في ريو دي جانيرو ليس مجرد وجهة سياحية، بل تجربة فنية وإنسانية وثقافية متكاملة. سواء كنت عاشقًا للفن، أو متعلمًا للغة البرتغالية، أو مستكشفًا لروح البرازيل.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDoyNzoyMDA1OjA6MzBmMTplNGM3OjEg
جزيرة ام اند امز
