أعلنت دائرة الصحة في أبوظبي، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة، عن شراكة طموحة مع جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ومعهد الجينوم المبتكر، تهدف إلى بحث تأسيس أول مراكز من نوعها للجراحة الجينية في العالم ليكون مقرها في أبوظبي وكاليفورنيا.
جاء ذلك خلال زيارة استراتيجية قام بها وفد من منظومة الرعاية الصحية في أبوظبي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يهدف التعاون إلى تحفيز جهود الإمارة لتصدر مشهد الطب الجيني وتطوير العلاجات الجينية الشخصية، لتقديم خدمات رعاية صحية مبتكرة بأسلوب جديد كلياً يعود بالنفع على المجتمع العالمي.
وتعد الجراحة الجينية تقنية طبية تجريبية تهدف إلى تعديل أو استبدال الجينات المعيبة في الخلايا لعلاج الأمراض أو الوقاية منها، وذلك من خلال علاجات جينية شخصية أو باستخدام تقنيات رائدة مثل تقنية كريسبر، التي يمكن استخدامها وتصميمها خصيصاً لكل مريض حسب طفراته الجينية.
وستتيح المراكز الجديدة تشخيص وتصحيح الحالات الجينية المعقدة في مراحل مبكرة لتحسين النتائج العلاجية، وستستفيد من تقنيات كريسبر CRISPR، وستقدم إجراءات علاجية مخصصة مبنية على الملف الجيني للمريض قادرة على الارتقاء بالنتائج العلاجية، ما يُمهد لمستقبل واعد للرعاية الصحية.
وقالت الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة في أبوظبي: «يعكس هذا التعاون التزام أبوظبي بالابتكار في المجالات العلمية المتقدمة، حيث تأتي مع جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ومعهد الجينوم المبتكر، الذي يُعد أحد أبرز المؤسسات العالمية المعنية بالعلاج الجيني، للمساهمة بتعزيز إمكاناتنا على توظيف الرعاية المدعومة بعلوم الجينوم ضمن منظومتنا الصحية، بما يقدم فرصة استثنائية لتصحيح الحالات الجينية قبل الولادة، ويقي من الأمراض المزمنة ويحد من تكاليف الرعاية الصحية على المدى الطويل، بما يعزز صحة وسلامة أفراد المجتمع في أبوظبي وخارجها».
وقالت الدكتورة تيبي ماكنزي، مديرة مجلس إدارة مركز الخلايا الجذعية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: «يشهد القطاع الطبي تطوراً استثنائياً.
حيث تلوح في الأفق فرصة سانحة لتطوير علاجات تنقذ حياة المرضى الذين يعانون حالات وراثية معقدة، متطلعين إلى إمكانية تطوير برامج تجمع بين الخبرات متعددة التخصصات، وتُحقق ترابطاً في الخطوات العديدة ما بين تشخيص الأمراض الوراثية وتطوير وتنفيذ استراتيجية آمنة لجراحة الجينوم».
إنجاز
وقال الدكتور فيودور أورنوف، أستاذ العلاج الجزيئي بجامعة كاليفورنيا، بيركلي، ومدير علاجات «كريسبر» في مجلس معهد الجينوم المبتكر وداناهير: «يشهد هذا العام إنجازاً بارزاً في مجال العلوم والطب، وهو علاج لتحرير الجينات بتقنية كريسبر، صُمم وقُدّم عند الطلب لرضيع يعاني من خلل خلقي حاد في التمثيل الغذائي في وقت قياسي. تتمثل مهمة معهد الجينوم المبتكر.
كما حددتها مؤسسته، جينيفر دودنا، الحائزة على جائزة نوبل لعام 2020 لتحرير الجينات بتقنية كريسبر، في جعلها معياراً للرعاية الطبية، بغض النظر عن مكان ولادة هذا الطفل، وتوفر الشراكة الوثيقة بين المعهد وداناهير، والتي أسهمت في تحرير الجينات عند الطلب في وقت سابق من هذا العام، أساساً تكنولوجياً وتصنيعياً متميزاً لتوسيع نطاق هذه الأساليب العلاجية.
ويشرفنا التعاون مع الخبرات السريرية الرائدة عالمياً في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو لاستكشاف كيفية توسيع نطاق كريسبر ليشمل الأطفال الذين يعانون أمراضاً وراثية حادة في دولة الإمارات».
وتنسجم هذه الشراكة مع رؤية أبوظبي الرامية لتوظيف علوم الجينوم في مجالات الصحة العامة، ودفع عجلة التحول نحو الرعاية الشخصية والوقائية.
ويتصدر برنامج الجينوم الإماراتي هذه الجهود المبذولة في أبوظبي، إذ نجح بوضع التسلسل لأكثر من 800 ألف عينة جينية حتى اليوم، سعياً لإنشاء أحد أكثر قواعد البيانات الجينية الوطنية تنوعاً على مستوى العالم.
ودعم هذا البرنامج بالفعل العديد من المبادرات مثل النظام الوطني لتقارير الصيدلة الجينية، مع توافر أكثر من 160 ألف تقرير الآن للمساعدة في تصميم الخطط العلاجية بناءً على الملفات الجينية للأفراد. ومن الإنجازات الأخرى إدخال الاختبار الجيني ضمن برنامج فحوصات ما قبل الزواج، وإطلاق برنامج الفحص الجيني لحديثي الولادة، وتطوير منصة الجينوم المرجعي الإماراتي.