بدأ الزمالك مرحلة جديدة ومختلفة شهدت تغييرات شاملة، على أمل العودة للمنافسة على الألقاب في مصر وإفريقيا.
الزمالك أعلن تعيين المدرب البلجيكي يانيك فيريرا، وعيّن مديراً رياضياً لأول مرة بعد اختيار جون إدوارد، ومنحه صلاحيات واسعة، كما استعان بمدير كرة القدم عبد الناصر محمد من نادي إنبي.
وأنهى القائد التاريخي للفريق محمود عبد الرازق “شيكابالا” مشواره بإعلان اعتزاله رغم تكهنات استمراره في الموسم المقبل، بينما توصل الزمالك لاتفاق مع لاعب الوسط المخضرم عبد الله السعيد للاستمرار لموسمين.
ويرى حسام المندوه عضو مجلس إدارة الزمالك في تصريحات لـ”الشرق” أن هذه الخطوات تأتي في إطار استراتيجية جديدة، متوقعاً نجاح التجربة في جلب الاستقرار والمزيد من الألقاب.
وقال المندوه، أمين صندوق النادي، “تعيين فيريرا جاء ضمن استراتيجية يطبقها النادي لأول مرة، بعد تعيين مدير رياضي (جون إدوارد) لإدارة ملف كرة القدم برمّته، من الفريق الأول وحتى قطاع الناشئين، ويدير الملف بمنتهى الجدية والانضباط والسرية”.
وأجرى إدوارد تغييرات جذرية بعد الاستغناء عن الطاقم الفني السابق بقيادة أيمن الرمادي رغم الفوز بكأس مصر.
وأضاف المندوه: “في آخر عامين حصد النادي 3 ألقاب، لكن من الطبيعي أن نطمح للمزيد، ومجلس الإدارة يعمل على إنجاح عملية الهيكلة الجديدة”.
تقلبات وتراجع
شهد الموسم الماضي تقلبات فنية بتعيين 4 مدربين، بدءاً بجوزيه غوميز ثم كريستيان غروس وجوزيه بيسيرو وأخيراً الرمادي.
ورغم تحقيق ألقاب على فترات متباعدة، عانى الزمالك من تراجع كبير في السنوات الأخيرة بسبب عدم الاستقرار الفني والإداري والأزمات المالية، بينما سيطر غريمه الأزلي الأهلي على معظم الألقاب الكبرى المحلية والقارية، كما ازداد نفوذ بيراميدز الذي توج بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه هذا العام.
وكان اللقب الأخير للزمالك بالدوري المصري في موسم 2021-2022، وكان لقبه الثالث بالمسابقة في 10 سنوات، مقابل 7 ألقاب للأهلي.
أما آخر لقب للزمالك بدوري الأبطال فكان عام 2002، مكتفياً بخمسة ألقاب بالمسابقة، مقابل 12 لقباً للأهلي صاحب الرقم القياسي، ولم يتمكن الفريق الأبيض من التأهل للمسابقة الأغلى بالقارة في السنوات الماضية، ليشارك في الكونفيدرالية بطولة المستوى الثاني التي حصد لقبها مرتين في السنوات الأخيرة.
أزمة مالية واستبعاد أبناء النادي
يرى المندوه أن إضافة المزيد من الموارد المالية هي العقبة الرئيسية أمام النادي حالياً.
وأكد: “يعول الزمالك كثيراً على فرع النادي الجديد بمنطقة السادس من أكتوبر للارتقاء بموارده المالية، إذ يشكل الفرع نموذجا لاستثمار فريد في التطوير العقاري للأندية”.
وأثارت التعيينات الجديدة غضباً لدى البعض من رموز الزمالك بعد الاستعانة بمسؤولين من خارج دائرة “أبناء النادي” مثل جون إدوارد وعبد الناصر محمد.
ودعا المندوه رموز النادي “لدعم الفكرة الجديدة والوقوف خلف النادي لتحقيق المصلحة العليا”.
ويقول الصحفي محمد البرمي للشرق: “تجربة الزمالك الجديدة مختلفة تماماً، ربما تكون المرة الأولى في التاريخ التي يستبعد فيها أبناء النادي مقابل الاعتماد على عناصر خبرة من خارج أسواره”.
وأضاف: “جون إدوارد يعمل بجدية، نسمع أن العديد من اللاعبين سيغادرون لعدم تقديم مردود جيد رغم تقاضي مبالغ ضخمة، ومنهم مصطفى شلبي وأحمد فتوح ومحمد صبحي، وربما يكون وراء اعتزال شيكابالا”.
تفاؤل بفيريرا
تسود حالة من التفاؤل في الزمالك بتعيين فيريرا (44 عاماً) نظراً لبعض العوامل، مثل صغر سنه، مقارنة بمدربين سابقين للفريق، كما تشمل سيرته الذاتية الفوز بألقاب في بلجيكا.
يقول الناقد الرياضي هيثم الطويل لـ”الشرق”: “الزمالك أحسن اختيار فيريرا، فهو مدرب شاب ولديه مشروع ويتمتع بشخصية قوية، الزمالك يحتاج لمدرب بهذه المواصفات”.
وتابع: “لا تزال لديه رغبة وطموح في إثبات الذات بسبب سنه، كما أنه للمرة الأولى منذ فترة طويلة يعين الزمالك مدرباً قبل فترة الإعداد للموسم الجديد، ما سيساعد الفريق على استيعاب خطة اللعب، كما أن فيريرا درس علم النفس ويمكنه التعامل مع اللاعبين وشحن طاقاتهم”.
فيريرا فاز بدوري الدرجة الثانية البلجيكي مع سينت ترويدن، حين كان يبلغ 34 عاماً، كما توج بكأس بلجيكا مع ستاندر لياج في 2016، ودرب الفتح والرياض بالسعودية.
وخلال الإعلان عن التعاقد معه قدّم الزمالك مدربه الجديد في زي محارب يمسك بسيف وبالقوس والسهم، شعار النادي، ورحب به، قائلاً “الملك فيريرا هنا”.
وقال البرمي عن تعيين فيريرا: “لا يملك اسماً كبيراً، تنازل عن جزء كبير من راتبه لتدريب الزمالك، ربما يعتبرها فرصة جيدة للنجاح وبناء فريق قوي وبالتالي رفع أسهمه بين المدربين”.
وواصل: “إفريقيا لم تعد تستقبل مدربين أجانب بجودة عالية نتيجة ضعف الرواتب مقارنة بدول الخليج، وبالتالي اختيار مدرب أجنبي في مصر مغامرة له وللفريق”.
