حذّر استشاري أمراض السكري وطب الأسرة الدكتور يوسف آل زاهب من عادة غذائية شائعة بين الأطفال تتمثل في تناول الخبز الصامولي بشكل متكرر، واصفًا إياها بأنها من العادات غير الصحية التي قد تؤدي إلى أضرار جسيمة على المدى البعيد.
وأوضح الدكتور آل زاهب، في تصريحات أدلى بها عبر قناة “الإخبارية”، أن الخبز الصامولي يحتوي على نسب عالية من الكربوهيدرات والنشويات البسيطة التي تسهم في رفع مستويات السكر في الدم بشكل مفاجئ، وهو ما يؤثر سلبًا على صحة الأطفال.
وأضاف أن الاستهلاك المتكرر لهذا النوع من الخبز لا يقتصر ضرره على السكر فقط، بل يؤدي كذلك إلى تراكم الدهون الحشوية في الجسم، والتي تُعد من أخطر أنواع الدهون، لارتباطها المباشر بارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة.
وأشار إلى أن هذه الدهون تتجمع في محيط البطن والأعضاء الحيوية، وتُعتبر مؤشرًا على خلل في النظام الغذائي، كما أنها ترفع من مخاطر مقاومة الأنسولين، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، ومشكلات التمثيل الغذائي المختلفة.
وشدد على أهمية توعية أولياء الأمور بالعادات الغذائية السليمة، والتقليل من الاعتماد على الأطعمة الجاهزة أو الخبز المكرر، خاصة في وجبات المدارس أو الإفطار اليومي، لافتًا إلى أن صحة الطفل تبدأ من نمط تغذيته منذ الصغر.
ونصح الدكتور آل زاهب بضرورة البحث عن بدائل صحية للخبز الصامولي، مثل تناول السلطات الغنية بالخضروات الورقية، والبيض المسلوق، والأفوكادو، وكلها خيارات تساهم في إشباع الطفل دون التسبب في ارتفاع مفاجئ للسكر أو الدهون.
وأشار إلى أن الإفراط في استهلاك الخبز الصامولي يرتبط أيضًا بأضرار بعيدة المدى، حيث ربطت بعض الدراسات بين الاستهلاك المفرط للسكريات والنشويات البسيطة وبين احتمالات الإصابة ببعض أنواع السرطان، نتيجة لزيادة الالتهابات المزمنة في الجسم.
وبيّن أن النظام الغذائي المتوازن يجب أن يكون متنوعًا ويحتوي على عناصر مغذية تساهم في بناء الجسم وتعزيز المناعة، مؤكدًا أن استهلاك النشويات يجب أن يكون محدودًا، لا سيما تلك التي تخلو من الألياف أو العناصر الغذائية الأخرى.
وأوضح أن البدائل المقترحة لا تقتصر فقط على الأطعمة الصحية، بل تشمل أيضًا تعزيز الوعي بأهمية تقليل استهلاك المأكولات المصنعة، والتوجه نحو الغذاء الطبيعي المتكامل، الذي يعزز النمو السليم ويحمي من السمنة وأمراض العصر.
وأكد الدكتور آل زاهب أن الوقاية تبدأ من المائدة، وأن إعادة تشكيل العادات الغذائية لدى الأطفال مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة، مع أهمية دعم الجهود التوعوية التي تسلط الضوء على أضرار بعض المأكولات المتداولة بشكل يومي.
وأضاف أن الطفولة مرحلة حرجة في بناء العادات الصحية، وأي إهمال في نوعية الغذاء المقدم للطفل قد يترتب عليه مشكلات صحية مزمنة تمتد لسنوات، مما يستوجب تدخلًا مبكرًا لتصحيح السلوك الغذائي لدى هذه الفئة.
ونبّه إلى أن بعض الأطعمة الجاهزة قد تكون جذابة للأطفال لكنها تخفي أضرارًا صامتة، لا تظهر آثارها مباشرة، وإنما تتراكم ببطء، مما يضاعف من أهمية استبدالها بأطعمة طبيعية وآمنة تحقق الشبع دون الإضرار بالجسم.
كما دعا الجهات المختصة إلى دعم خيارات التغذية الصحية في المدارس والمراكز التعليمية، وتوفير بيئة داعمة تساعد أولياء الأمور على اتخاذ قرارات غذائية صحيحة لأبنائهم، بما يتماشى مع توجهات الصحة العامة في المملكة.
واختتم الدكتور يوسف آل زاهب حديثه بالتأكيد على أن الغذاء الصحي هو خط الدفاع الأول في مواجهة الأمراض المزمنة، وأن إدراك خطورة بعض العادات الغذائية كالإفراط في تناول الخبز الصامولي يُعد بداية الطريق نحو تغيير صحي مستدام.

