سجّل إنتاج النفط في الأراضي الفيدرالية الأميركية طفرة غير مسبوقة خلال السنوات الماضية، مع تصاعُد عمليات الحفر وتوسُّع الاستثمارات في قلب الحقول البرية.
فقد تضاعف إجمالي إنتاج النفط الأميركي 3 مرات، ليصل إلى 13.2 مليون برميل يوميًا في عام 2024، مقارنة بـ5 ملايين برميل في عام 2008.
وكان من اللافت أن إنتاج النفط في الأراضي الفيدرالية الأميركية، وتحديدًا من المناطق البرية، قد ارتفع بوتيرة أسرع، إذ تضاعف 6 مرات خلال المدة ذاتها، ليسجل 1.7 مليون برميل يوميًا في 2024، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ورغم أن الإنتاج البحري من الأراضي الفيدرالية ظل متفوقًا بفارق طفيف على نظيره البري، مسجلًا 1.8 مليون برميل يوميًا خلال العام الماضي، فقد ظلت وتيرة نموه أبطأ.
نمو إنتاج النفط في الأراضي الفيدرالية الأميركية
كشف التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة -الإثنين 28 يوليو/تموز (2025)- أن ارتفاع إنتاج النفط في الأراضي الفيدرالية الأميركية من المناطق البرية يعود بالدرجة الأولى إلى النشاط المحموم في ولاية نيو مكسيكو، التي تحولت إلى نقطة ارتكاز رئيسة للإنتاج بفضل ثرواتها في حوض برميان.
وتعكس هذه القفزة ثمرة سنوات من التوسع في عمليات حفر الآبار، وزيادة عدد عقود الإيجار والموافقات على تصاريح الحفر.
وأظهرت بيانات مكتب إدارة الأراضي الأميركية أن نيو مكسيكو استحوذت بين العامين 2020 و2023 على الحصة الكبرى من تصاريح الحفر والآبار التي بدأ حفرها في الأراضي الفيدرالية.
واستقرت مساهمة الأراضي الفيدرالية البرية في إجمالي الإنتاج الأميركي عند 5% بين عامي 2005 و2015، ثم بدأت منحنى الصعود بحلول عام 2020، لتصل إلى 8%، قبل أن تصل إلى 13% في 2024.
إنتاج الغاز في الأراضي الفيدرالية
في الوقت نفسه، استعاد إنتاج الغاز في الأراضي الفيدرالية البرية زخمه بعد سنوات من التراجع.
وخلال المدة بين 2020 و2024، ارتفع إنتاج الغاز في هذه المناطق من 3.2 تريليون قدم مكعبة إلى 4.2 تريليون قدم مكعبة، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
وجاء ذلك مواكبًا للزيادة العامة في إنتاج الغاز الجاف بأميركا، الذي ارتفع من 33.8 تريليون قدم مكعبة إلى 37.8 تريليون قدم مكعبة خلال المدة نفسها.
وبذلك زادت مساهمة الأراضي الفيدرالية البرية في إجمالي الإنتاج الأميركي من 9.6% عام 2020 إلى 11% خلال العام الماضي.
وعلى عكس إنتاج النفط في الأراضي الفيدرالية الأميركية، هبط إنتاج الغاز من المناطق الفيدرالية البحرية ليصل إلى 0.8 تريليون قدم مكعبة خلال العام الماضي، أي أقل من ثلث مستويات الإنتاج في 2005.
مراجعة موارد النفط والغاز في الأراضي الفيدرالية
من جهة أخرى، أظهرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية قفزة ضخمة في تقديرات موارد النفط والغاز القابلة للاستخراج من الأراضي الفيدرالية.
وكشفت الهيئة في تقرير حديث -حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة ونشرته يونيو/حزيران الماضي- أن حجم هذه الموارد يبلغ نحو 29.4 مليار برميل من النفط، و391.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى 8.4 مليار برميل من سوائل الغاز، ويشمل ذلك الموارد التقليدية وغير التقليدية.
وتُمثّل هذه القفزة انعكاسًا لثورة النفط الصخري التي انطلقت في أميركا منذ عام 2010، والتي دفعت الهيئة إلى إعادة النظر في تقديراتها السابقة التي لم تكن تعر اهتمامًا للموارد غير التقليدية.
وفي عام 1998، لم تتجاوز التقديرات 7.86 مليار برميل من النفط و201.1 تريليون قدم مكعبة من الغاز.
وبحلول نهاية 2023، بلغت الاحتياطيات المؤكدة من النفط في الولايات المتحدة نحو 74.4 مليار برميل، في حين تجاوزت احتياطيات الغاز الطبيعي حاجز 615 تريليون قدم مكعبة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
إنتاج النفط في الأراضي الفيدرالية الأميركية، من إدارة معلومات الطاقة احتياطيات النفط والغاز في الأراضي الفيدرالية الأميركية، من وحدة أبحاث الطاقة
