أثارت تصريحات حديثة حول النفط والغاز في المملكة المتحدة، أطلقها حزب المحافظين، غضب رئيس هيئة تحول بحر الشمال ستيوارت باين، الذي قال إن تصريحات زعيمة الحزب كيمي بادينوك الأخيرة، تُظهر أنها تعامل الهيئة بوصفها “كرة قدم سياسية”.
وقال باين، لـ”بي بي سي سكوتلاند نيوز”، إن عمليات تحول الطاقة تسير بخطى جيدة، وبدأت منذ عقود.
ووصفت بادينوك هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بأنه نوع من الخيال، واتهمت سياسة حزب العمال الحاكم حاليًا -المنحازة للطاقة المتجددة والمناهضة لاستمرار البحث والتنقيب عن النفط والغاز في المملكة المتحدة- بأنها سبب ارتفاع فواتير الطاقة البريطانية المرتقب.
وأعلنت هيئة تنظيم الطاقة “أوفغيم”، الأسبوع الماضي، أن الحد الأقصى لسقف أسعار فواتير الطاقة في المملكة المتحدة سيرتفع خلال شتاء 2026، رغم انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في سوق الجملة، وذلك بسبب زيادة في تكلفة النقل وتمويل دعم برامج حكومية أخرى.
ودعا ذلك بادينوك إلى قول إن أزمة الطاقة في البلاد التي تصاعدت مع غزو روسيا أوكرانيا، وتوقف إمدادات الغاز الروسي؛ أثبتت أن إمدادات الطاقة مسألة أمن قومي، ووعدت باستخراج كل نفط وغاز بحر الشمال.
مستثمرو النفط والغاز في المملكة المتحدة لن يخضعوا لنشطاء البيئة
قال قائد هيئة تحول بحر الشمال ستيوارت باين، إنه سيُضخ نصف المبلغ المتوقع استثماره في بحر الشمال البريطاني -وهو 100 مليار جنيه إسترليني (134 مليار دولار أميركي)- خلال السنوات القليلة المُقبلة، في مصادر الطاقة البديلة مثل: احتجاز الكربون وتخزينه ومزارع الرياح العائمة.
(الجنيه الإسترليني = 1.34 دولارًا أميركيًا).
وألقت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك كلمة في مؤتمر أوروبا الخارجية الضخم، الذي انطلق في أبردين يوم الثلاثاء 2 سبتمبر/أيلول 2025، إذ يجتمع نحو 35 ألف مندوب على مدار 4 أيام.
وقالت فيها: “المملكة المتحدة تدمر نفسها.. وعائلات ومجتمعات ومدن بأكملها قد تُباد”.
ووعدت بأن تلغي اختبار التوافق مع الحياد الكربوني المُرفقة بتصاريح النفط والغاز في المملكة المتحدة.
وأضافت: “سنحكم بناءً على معيار واحد فقط؛ هو الكمية التي يُنتجونها، ولن يكون هناك تجاوز قضائي لمجرد أن القاضي مُقتنع بجماعة ضغط، كما لن يخضع مستثمرو النفط والغاز في المملكة المتحدة لتنمر نشطاء البيئة، ولن يفرّطوا في مستقبل بريطانيا”.
ويُمثّل المؤتمر واجهة للقطاع، إذ تُبرم صفقات بملايين الجنيهات بين سلسلة التوريد والمُشغّلين، وقد تتجه خلال السنوات الأخيرة نحو الطاقات البديلة.
خفض الانبعاثات
قال قائد هيئة تحول بحر الشمال ستيوارت باين، إن التركيز على التقنيات الخضراء أسهم في خفض انبعاثات صناعة إنتاج النفط والغاز في المملكة المتحدة بنسبة 34%.
وأضاف: “الكلمات التي نستعملها مهمة، وكيفية الحديث عن الصناعة بكل أنواعها سواء الرياح أو احتجاز الكربون، أو حتى النفط والغاز، مهمة”.
وأكد أن المملكة المتحدة تعمل حاليًا على جذب الاستثمارات لكل قطاعات الطاقة، وذلك في تعليقه على تصريحات زعيمة حزب المحافظين، التي تهاجم فيها سياسة الحكومة الحالية المستهدفة تحول الطاقة.
وقال: “إنه ليس من الجيد للهيئة أن تُعامل بوصفها كرة قدم سياسية، وفرصة تحقيق الحياد الكربوني في المملكة المتحدة ليست مجرد كلام لا يعني شيئًا، ولكن هناك فوائد تجارية حقيقية ومهمة للبلاد من المشروعات المرتبطة بهذا الهدف”.
وكانت هيئة تحول بحر الشمال تُدعى قبل ذلك هيئة النفط والغاز، ثم أعادت حكومة حزب المحافظين تسميتها إلى الهيئة التنظيمية لبحر الشمال في 2022، لتعكس دورها في صناعة الطاقة الأوسع.
ويتركز دور الهيئة في تنظيم قطاع النفط والغاز والهيدروجين وتخزين الكربون، بالإضافة إلى محاسبة القطاع على خفض انبعاثات صناعة الطاقة.
غير أن بادينوك أكدت في تصريحات أعلنتها قبل أيام، أنها تعتزم تعديل الاسم إلى هيئة بحر الشمال، مع منح تفويض لها بتعظيم إنتاج النفط والغاز في المملكة المتحدة.
وبلغ إنتاج النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني ذروته في 1999، لذلك يشهد تراجعًا منذ ذلك الحين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
تحقيق الحياد الكربوني في قطاع النفط والغاز ليس شعارًا مبتذلًا.. هيئة تنظيمية من بي بي سي.
