أحمد رزق فنان تزداد موهبته خبرة وتمكن من عمل إلى آخر فاصبح اسمه دليلا على قوة وجوده ، أى عمل يشارك فيه يحرص فى اختيار أعماله ، منذ ظهوره استطاع ان يجعل لنفسه أداء لا يشبه أحدا فصعب ان نحدده فى لون فنى واحد فرغم ما يمتلكه من مقومات النجم الكوميدى إلا أنه لم يحبس نفسه فى هذا اللون فقدم التراجيديا والوطنى محققا تميزاً فى كل دور.
الأمر الذى رشحه بقوة للعديد من الجوائز والتكريمات فى الفترة الأخيرة فخلال أيام يكرم لمسيرته الفنية المتميزة فى مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى لدول حوض البحر الأبيض المتوسط والذى يكرمه لتميز أعماله السينمائية ومنها أفلام مافيا وفيلم ثقافى والتوربينى وزهايمر والممر والكنز و200 جنيه كما حصد مؤخرا جائزة أحسن ممثل فى مهرجان همسة عن دوره فى مسلسل «حرب الجبالي» والذى لقى استحساناً كبيراً حين عرضه.
> فى البداية كيف تستقبل تكريمك من مهرجان الإسكندرية، وهى المدينة التى ولدت ونشأت فيها؟
>> بكل تأكيد سعيد جدا بتكريمى الأيام القادمة فى مهرجان كبير وعريق وله تاريخ وهو من أكبر المهرجانات المصرية مهرجان الإسكندرية وأنا من أبناء الإسكندرية وطفولتى وذكرياتى كلها فيها ولذلك هذا التكريم له معزة خاصة، أولا لمكانة المهرجان الكبيرة وثانيا لأنى اشعر بالفرحة والسعادة والحنين لأهلى بالإسكندرية وهذا التكريم وسام وتتويج كبير على صدرى وأنا ولدت فى الإسكندرية وظللت بيها حتى الثانوية العامة وبعدها التحقت بمعهد التمثيل الذى عشقته منذ الصغر لأن والدى مخرج مسرحى بالإسكندرية وكنت أذهب معه دائما إلى المسرح وأحفظ كل الروايات التى أخرجها فأنا تقريبا تربيت بالمسرح ووقفت على خشبته وعمرى ست سنوات فالإسكندرية هى معشوقتى الجميلة الساحرة من فينا لا يعشق البحر والتمشية على الكورنيش.. إسكندرية عايشة فى وجدانى لذلك هذا التكريم له مذاق خاص جدا واشكر كل القائمين عليه وفى مقدمتهم رئيس المهرجان الأمير أباظة اشكره على هذا التكريم الذى يشرفنى ويسعدني، كما اشكر القائمين على مهرجان همسة على ترشيحى كأفضل ممثل عن مسلسل حرب الجبالي.
> وماذا تعنى التكريمات لك؟
>> التكريمات لها طعم حلو والنجاح ورد فعل الجمهور هو هدف الفنان لذلك أنا بكون حريصاً جداً اعرف رد فعل الجمهور إيه وأشكره لأن بدونه لن يكون هناك فنان.. جمهورى ساعدنى وساندني وتابع أعمالي، وأشاد بها فإذا كنت احصل على جائزة أو تكريم فذلك من حرصى ان ارضى جمهورى فى أعمال تحترمه وأنال عليها التكريمات ولا شك أن التكريم مسئولية كبيرة وأى دور نقدمه وينجح مسئولية كبيرة تجاه ماذا نقدم بعد ذلك.
> وماذا عن رد الفعل القوى الذى حققه مسلسل حرب الجبالى رغم أنه لم يعرض فى رمضان؟!
>> المسلسل لم يعرض فى رمضان لكنه حقق نسبة مشاهدة عالية جدا والعمل الجيد يفرض نفسه فى أى وقت وهذا المسلسل بالذات أنا سعدت به جدا رغم انى كنت قلقاً وخائفاً من فكرة أنه 50 حلقة لكن الكاتبة سماح الحريرى كتبته باحترافية شديدة وبوعى كبير الموضوع شدنى منذ أن قرأته لأننى رأيت من خلاله المنطقة الشعبية الطيبة فهو دراما شعبية صادقة وليس كالأعمال الشعبية التى تركز على السلبيات بالعكس العمل اظهر الطيبة اللى موجودة بين أهالينا فى هذه المناطق والعمل مبذول فيه مجهود كبير جدا سواء فى الكتابة أو الإخراج أو التمثيل ويكفى ان فيه العباقرة فردوس عبدالحميد وسوسن بدر ورياض الخولى وصلاح عبدالله ومعانا أيضا الأساتذة انتصار ونسرين أمين وهبة مجدى وبصراحة رد فعل الجمهور أدهشنى خصوصا فى المناطق الشعبية وشخصية حرب الجبالى كانت من الشخصيات الثرية جدا والتى تعرضت لظروف نفسية صعبة من أجل التمسك بمبادئها ودخلت صراعات نفسية كثيرة ولكن كان أصعبها هى حربه ضد نفسه فصراع النفس هو أصعب الصراعات التى يمكن ان يعيشها الإنسان وأنا كنت سعيداً جداً بالحالة الموجودة فى المسلسل والصدق الموجود سواء فى الكتابة أو فى الإخراج أو فى التمثيل كانت كبيرة جدا ورد الفعل الكبير لدى المشاهد وفى المناطق الشعبية كانت فوق كل توقعاتي.
> لك مواقف واضحة فى أعمالك الوطنية أو الاجتماعية تجاه المتاجرة بالدين والترويج للأفكار الإرهابية شاهدنا ذلك فى فيلم الممر ومسلسل القاهره كابول ومسلسل سيد الناس!؟
>> أنا مؤمن جدا بدور القوى الناعمة وتأثير الفن الكبير على المشاهد فالفنان عليه دور كبير فى تشكيل وعى المشاهد خاصة نحن نشاهد شباباً وأناساً كثيراً من البسطاء يتعرضون لغسيل مخ والترويج لأفكار متطرفة تدفعهم وتجعلهم فريسة للإرهاب والتطرف الدينى وبالتالى كان على القوى الناعمة ان تواجه من خلال الفن لأن أحيانا الحوار المباشر لا يأتى بالنتيجة المرجوة لكن بالفن نتغلغل وندخل داخل عقولهم ونعمل على نشر الوعى والأفكار السوية والفن لعب دورا كبيرا فى ذلك سواء فى مسلسل الاختيار الذى رد على تساؤلات كثيرة كان الشباب والبسطاء يسألونها وكشف لهم الوجه القبيح للجماعة الإرهابية كذلك مسلسل القاهرة كابول ومسلسل هجمة مرتدة وفيلم الممر هذه الأعمال لها دور كبير جدا فى تشكيل وعى المشاهد لمواجهة جماعات الشر كذلك فى مسلسل سيد الناس كان عفيفى أبوالعباس وهو الرجل الذى يدعى الدين ويتاجر به من خلال قناته الفضائية التى أنشأها على النت هذا الدور كشف القناع المزيف لبعض الشخصيات التى تتاجر بالدين ولم نقدمها بشكل متجهم وانما بطريقة كوميدية لذيذة اوصلنا الرسالة إلى المشاهد هذه الشخصية استمتعت جدا بأدائها بل إن عفيفى استطاع ان يعيدنى إلى الكوميديا ،والدور كان تحدياً كبيراً لأنه المفروض شخصية خفيفة الظل وهو رجل مزواج يدعى المبادئ والقيم ومتطاول على أمه وضعيف الشخصية ومتناقض مع نفسه وللأسف هذه النماذج موجودة بالفعل وفى نفس الوقت تحمل أفكاراً خطيرة جدا نريد ان تصل للمشاهد ويتفاعل معه واعتقد ان الرسالة وصلت بنجاح كذلك فيلم الممر ولعبت فيه دور صحفى ذهب إلى الجبهة وتغيرت شخصيته تماما وحارب مع الجيش.
> قدمت ضمن أعمالك التليفزيونية مسلسلين العار والكيف وهم عن تكرار لأهم الأفلام المصرية لكبار النجوم فهل تعتبر ذلك مخاطرة ولم تخش من فشل المقارنة بين أبطال المسلسل وأبطال الفيلم؟!
>> اطلاقا لأن المسلسلات كانت تأخذ نفس فكرة الفيلم لكن المعالجة مختلفة تماما والأحداث بها معالجات جديدة وأحداث جديدة وشخصيات جديدة الفيلم ساعتان أو ساعة ونصف المسلسل 30 حلقة فطبيعى فى تغيير كبير جدا واعتقد ان العملين نجحا.
> بدايتك كانت فى المسرح مع الجميلة والوحشين مع ليلى علوى ولكن أعمالك المسرحية قليلة جدا؟
>> أنا بحب المسرح جدا وهو عشقى منذ الطفولة ،وقفت على المسرح وعمرى ست سنوات وحافظ الروايات اللى أخرجها والدى عن ظهر قلب فأنا تربية المسرح وقدمت فى السنوات الماضية مسرحيتين مسرحية مع منى زكى بعنوان الوش الثانى والأخرى ميمو مع أحمد حلمى وأنا أتمنى طبعاً أن اقف على المسرح فى عمل يناسبنى عندما أجده لن أتأخر.
> كيف تختار أدوارك السينمائية؟
>> اختار أدوارى بعناية جداً فى السينما قد تكون الأدوار قليلة لكنها لها بصمة وقدمت للسينما أعمالا كثيرة حمادة يلعب والممر والمافيا وفيلم ثقافى وأوعى وشك وزهايمر مع الزعيم عادل إمام والتوربينى وفيلم الكنز والورقة 200 أنا بكون حريصاً جداً فى اختيار أعمالى السينمائية ان تكون لها بصمة مش مهم عندى الدور كبير أو صغير المهم أن تظل أعمالاً يتذكرها ويقدرها الجمهور.
