اعداد: Joelle Tamer
في خطوة تُجسّد التقاء الحرفية الإيطالية الراقية برؤية الكوتور المتفرّدة، تعاونت علامة “مارينا رينالدي” Marina Rinaldi، التابعة لمجموعة Max Mara، مع مصمم الأزياء اللبناني العالمي جورج شقرا، لإطلاق تشكيلة محدودة لموسم خريف وشتاء 2025. تحت عنوان Marina Rinaldi by Georges Chakra، تأتي هذه الشراكة الاستثنائية احتفاء بالأنوثة والثقة والتنوع، عبر 12 قطعة تتميز بتدرجات لونية مشرقة تحاكي المجوهرات، وتنسج من الأناقة الكلاسيكية والتفاصيل المعاصرة لحنا بصريا يخاطب كل امرأة تسعى للتمّيز.
تُجسّد مجموعة Marina Rinaldi by Georges Chakra نموذجا يُحتذى به في التعاونات الإبداعية التي تتخطى حدود الشكل والمقاس، لتصل إلى جوهر الأناقة الحقيقية. في كل طيّة وثنية، تنبض التصاميم بروح امرأة قوية، وحرة، وأنيقة، تماما كما أرادها شقرا، وكما عهدناها في هُوية الدار الإيطالية العريقة.
في حديث خاص مع المصمم جورج شقرا، كشف لـ”هي” عن هذا التعاون قائلا: “عندما تواصلوا معي من “مارينا رينالدي”، شعرت بأن الوقت قد حان لدمج خبرتي في تصميم الكوتور مع علامة عريقة بحجم هذه الدار. هي فرصة لربط إرث الكوتور بعالم الملابس الجاهزة الفاخرة، ولابتكار تصاميم راقية تعبّر عن التميّز والأناقة المتاحة لجميع النساء”. وأضاف: “أسعدني التعاون مع مارينا رينالدي على تصميم هذه التشكيلة، ضمن رحلة إبداعية تجمع بين الفن والمهارة الحرفية، وتعكس التناغم التام بين قيمنا المشتركة، التي تتمحور حول التصميم الدقيق والاهتمام بالتفاصيل والالتزام الراسخ بأرفع معايير الأناقة والرقي”.
تصاميم تحتفي بالأنوثة من خلال الماضي والحاضر
تسـتوحي التشكيلة طابعها من تزاوج فني بين روح العشـــريــنــيــــات عصــر الــجـــرأة الفنــيـــــة الخارجة عن المألوف، وزمن الأناقة الكلاسيكية التي ميّزت رؤية الفن اليوناني الروماني للمرأة، وهو مزيج استطاع جورج شقرا ترجمته ببراعة إلى قطع تحمل بصمته المميزة. وفي هذا الإطار، لفت شقرا الى أن “فترة العشرينيات لـــطـــالـــمـــا ألهــمــتــــني بتفـــاصيـــلــهــــا الهندسية وأسلوب الـArt Deco، وهو ما يتـــقـــاطــــع مع خلــفــيـــــتي في الهندسة المعمارية. دمجت هذه الروح مع قصّات غير متماثلة ودريبنغ راقٍ لإضفاء لمسة من الحداثة، خصوصا أنها تتخطى حدود الشكل والمقاس، وهو أمر يشكّل تحديا جميلا ومهما لي كمصمم”.
تضم التشكيلة تصاميم انسيابية تعبّر عن أناقة الأنثى وشخصيتها الواثقة. وتتميز القطع بخطوط فنية جريئة وياقات غير متماثلة وأكمام تحاكي الكاب، تمت صناعتها جميعا وفق لمسة متقنة تراعي أدق التفاصيل. وتصوّر التشكيلة مشاهد إبــداعــيـــة نابـــضـــة توازن بين الأقــمــشــــة المنــســـدلــــة والأقمشة الغنية والتفاصيل الفاخرة، لتتيح توليفة مذهـــلة تعكس الجــــــــــوهر الحقيــــقي لهذا الإصدار التعاوني بكل محتوياته، من الفساتين الطويلة التي تصل حد الأرض والقفاطين الأنيقة، إلى سراويل البدلات المصنوعة من أقمشة فاخرة مثل الساتان والكادي والشيفون والتول.
بين الشمولية والتمكين
عن قيمة الشمولية، وهي إحدى ركائز “مارينا رينالدي”، علّق شقرا: ن”حن في الكوتور نعتاد العمل مع مقاسات نموذجية، لكن مع هذه المجموعة كان التحدي عكسيا. صممتُ القطع بمقاسات كبيرة لكن يمكن تصغيرها، وهو ما يمنحها مرونة عالية. والهدف أن تكون التصاميم قابلة للارتداء من كل النساء، بغض النظر عن قياسهن، وأن تعزز ثقتهن بأنفسهن دون التنازل عن الأناقة”.
الموضة بالنسبة لجورج شقرا ليست مجرد قطع تُرتدى، بل أداة للتعبير والتمكين، اذ شدد على أن “هذه المجموعة صُمّمت لتعطي المرأة ثقة بنفسها. فيها لمسة من الحداثة والتقاليد في آن، تماما كما هو الواقع في مجتمعاتنا العربية. أردت أن تشعر المرأة بأنها أيقونة بحد ذاتها، سواء على السجادة الحمراء أو في أمسية خاصة”.
دبي وجهة الانطلاق.. والشرق الأوسط في القلب
تُعتبر منطقة الشرق الأوسط أحد أهم الأسواق لعلامة “مارينا رينالدي”، لأنها تنطوي على إمكانات واسعة تضمن لها مواصلة النمو والتطور. ولذلك خصصت العلامة الكثير من استثماراتها وجهودها الحالية والمستقبلية لتوسيع حضورها في هذه المنطقة والاستفادة من الفرص التي توفرها، بدءا بإطلاق تشكيلة Georges Chakra المصغّرة في دبي”.
إذا إطلاق المجموعة في دبي لم يكن قرارا عشوائيا، بل كان خطوة مدروسة ومهمة أيضا لجورج شقرا، حيث قال: “منذ بداياتي كانت عميلاتي الوفيات من هذه المنطقة. لطالما شعرت بأن هذا السوق يقدّر الإبداع والجودة، واليوم أكثر من أي وقت مضى، هناك هجرة واضحة من الذوق الأوروبي نحو الذوق العربي في الموضة”.
وحول رؤيته لمستقبل دار “جورج شقرا”، عبّر المصمم عن تفاؤله قائلا: “نشعر اليوم في لبنان بمناخ إيجابي يسمح لنا بإعادة إطلاق خططنا وتوسيع آفاقنا الإبداعية من جديد. هناك الكثير من المشاريع والتعاونات قيد الدراسة حاليا، ونأمل أن تبصر النور قريبا”.
