قـائـد الـخـدمـات الـطبـيـة الـملـكية:
مركز صحة المرأة يشكل نموذجا وطنيا للرعاية المتكاملة ويقدم أحدث تقنيات التشخيص والعلاج والجراحة الترميمية
الرئيس التنفيذي لمركز البحرين للأورام:
تكامل الجهود بين مركز البحرين للأورام ومركز صحة المرأة يعزز جودة الخدمات ويرتقي بنتائج العلاج
رئيس مركز صحة المرأة بالخدمات الطبية الملكية:
ليست جميع الطفرات المسببة لسرطان الثدي ذات منشأ وراثي
كتبت: لمياء إبراهيم
صرّح العميد طبيب الشيخ فهد بن خليفة بن سلمان آل خليفة قائد الخدمات الطبية الملكية، أن مركز صحة المرأة يُعد من المراكز الرائدة في مملكة البحرين في مجال الكشف المبكر والعلاج المتكامل لسرطان الثدي، مشيرا إلى أن المركز يجري سنويا أكثر من 350 عملية جراحية تشمل جراحات الأورام والترميم والتجميل، ويقدّم خدمات تشخيصية وعلاجية متقدمة وفق أحدث المعايير العالمية.
وأكد أن الخدمات الطبية الملكية تعمل باستمرار على تطوير خدمات صحة المرأة من خلال إدخال التقنيات الحديثة وتبني برامج الفحص المبكر ونشر الوعي المجتمعي، مشيرا إلى أن مركز صحة المرأة يُعد شاملا للرعاية المتكاملة يجمع بين الخبرة الطبية والتكنولوجيا الحديثة والدعم النفسي والاجتماعي.
وأوضح أن الحملات التوعوية السنوية التي ينفذها المركز بالتزامن مع الشهر العالمي لسرطان الثدي تعكس التزام الخدمات الطبية الملكية بدعم الجهود الوطنية لتعزيز الوقاية والاكتشاف المبكر، مشددا على أهمية الدعم الأسري والطبي في رحلة التعافي، انسجاما مع شعار منظمة الصحة العالمية لهذا العام «لا يجب أن تواجه أي امرأة سرطان الثدي بمفردها».
وأضاف أن حملة هذا العام التي تُقام تحت شعار «ندعم الداعمين» تهدف إلى تسليط الضوء على الدور المحوري الذي يقوم به المساندون من العائلة والأصدقاء والفريق الطبي في مسيرة العلاج، مؤكدا أن دعم الداعمين هو امتداد طبيعي لدعم المريضة نفسها.
تكامل الجهود ينعكس إيجابا
على المخرجات العلاجية
من جانبه، أوضح الدكتور إدوارد رولاند رئيس مركز البحرين للأورام أن التعاون الوثيق بين مركز البحرين للأورام ومركز صحة المرأة بالخدمات الطبية الملكية يمثل نموذجا فريدا للتكامل الطبي الوطني الذي يجمع التخصصات الدقيقة في التشخيص والعلاج والرعاية اللاحقة.
وقال الدكتور إدوارد: «إن هذا التكامل يعزز جودة الخدمات المقدمة للمريضات ويضمن وضع خطة علاجية دقيقة لكل حالة، من خلال لجان الأورام متعددة التخصصات التي تضم نخبة من الجراحين والأطباء الاستشاريين في الأورام الإشعاعية والدوائية والجراحة الترميمية، مضيفا أن النتائج الإيجابية التي تم التوصل إليها في نسب الشفاء وارتفاع الوعي المجتمعي تمثل ثمرة هذا التعاون، الذي يهدف إلى توفير أفضل سبل الرعاية داخل مملكة البحرين من دون الحاجة إلى العلاج في الخارج».
وأكد الدكتور إدوارد أن مركز البحرين للأورام يعمل جنبا إلى جنب مع مركز صحة المرأة على تبني أحدث البروتوكولات العلاجية العالمية، وإدخال العلاجات المناعية والموجهة التي ترفع من نسب الاستجابة وتقلل المضاعفات، بما يعزز مكانة الخدمات الطبية الملكية كمؤسسة رائدة في الطب التخصصي.
الجينات والطفرات المسببة للمرض
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة نوف الشيباني رئيس مركز صحة المرأة بالخدمات الطبية الملكية استشاري الجراحة العامة والجراحة الترميمية بمركز البحرين للأورام أن هناك جينات معروفة تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي؛ مثل BRCA1 وBRCA2 وPALB2 وTP53 وCHEK2 وATM، إلا أنه ليست جميع الطفرات المسببة للمرض ذات منشأ وراثي.
وذكرت الدكتورة نوف أنه بينما تمثل الطفرات الموروثة في جينات مثل BRCA1 وBRCA2 عامل خطر واضح لدى العائلات ذات التاريخ المرضي القوي فإن نسبة كبيرة من الطفرات تكون مكتسبة (Somatic Mutations) تحدث خلال الحياة بفعل الشيخوخة أو العوامل البيئية مثل التعرض للإشعاع، ولا تنتقل إلى الأجيال التالية.
وأضافت أن مركز صحة الثدي يوفر الاستشارة والفحص الجيني ضمن برامج متكاملة لتمكين المرأة من معرفة المخاطر الوراثية واتخاذ خطوات وقائية مبكرة.
برامج المتابعة والوقاية
وبيّنت الدكتورة نوف أن المركز يقدم للسيدات ذوات التاريخ العائلي مع سرطان الثدي برامج متابعة مخصّصة؛ تشمل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الماموغرام في عمر أبكر وبشكل متكرر، إلى جانب اختبارات جينية دقيقة لتحديد مستوى الخطورة، واستراتيجيات وقائية تشمل نمط حياة صحيا وجراحة وقائية في بعض الحالات، مؤكدة أن المركز هو المكان الأكثر أمانا في مملكة البحرين لتحويل القلق من التاريخ العائلي إلى خطة صحية عملية.
رحلة العلاج والدعم الأسري
وأضافت الدكتورة نوف أن العلاج لا يقتصر على الجانب الطبي فقط، بل هو تجربة إنسانية متكاملة تبدأ من لحظة التشخيص وتمتد طوال رحلة العلاج، وتشمل الجراحة والعلاج الدوائي والترميم والمتابعة.
وأكدت أن المركز يجري أكثر من 350 عملية سنويا لسرطان الثدي، ويولي اهتماما كبيرا للجوانب النفسية والاجتماعية، مشيرة إلى أن الدعم الأسري والمجتمعي يلعب دورا محوريا في تعزيز فرص الشفاء.
أحدث العلاجات والتقنيات
يقدم المركز أحدث ما توصّل إليه الطب العالمي إلى جانب العلاجات الإشعاعية والكيميائية، من أبرزها:
* العلاج المناعي لبعض الحالات المتقدمة.
* العلاج الموجّه مثل HER2.
* تشخيص دقيق ضمن المجلس الوطني للأورام لوضع خطة علاجية تفصيلية لكل مريضة.
وأكدت أن مركز صحة المرأة يُعد المرجع الأول في مملكة البحرين لتشخيص وجراحات سرطان الثدي الدقيقة والعلاجات المكملة، ما يجعله نموذجا للرعاية المتكاملة التي تجمع بين الدقة الطبية والرعاية الإنسانية.
الجراحة الترميمية ورسالة المركز
مركز صحة الثدي يعتبر الرائد في مجال الجراحة الترميمية والتجميلية للثدي في البحرين، ويتم توفير خيارات ترميم فوري أو مؤجل بحسب حالة المريضة، باستخدام الحشوات أو الأنسجة الذاتية وفق خطط علاجية وجمالية متوازنة.
يجدر بالذكر أن مركز صحة المرأة هو أكثر من مجرد منشأة طبية، إذ إنه يجمع بين الأمل والشفاء تحت سقف واحد من خلال الخبرة الطبية، والتكنولوجيا الحديثة، والرعاية النفسية والتأهيل البدني، ليقدم للمرأة كل ما تحتاج إليه لصحتها من دون الحاجة إلى السفر إلى الخارج.

