ارتفع عدد مشروعات الهيدروجين الملغاة حول العالم خلال عام 2025، خاصة في الولايات المتحدة وأستراليا، وسط مخاوف من ارتفاع التكاليف، وضعف الجدوى الاقتصادية.
وبحسب تقرير حديث صادر عن منظمة أوابك -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- فقد ألغى المطورون 7 مشروعات رئيسة للهيدروجين حول العالم خلال عام 2025 وحتى شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وجاء أغلب مشروعات الهيدروجين الملغاة في الولايات المتحدة (3 مشروعات)، وأستراليا (3 مشروعات) والمملكة المتحدة (مشروع واحد)، بحسب التقرير، الذي أعدّه خبير الصناعات الغازية والهيدروجين المهندس وائل حامد عبدالمعطي.
على الجانب الآخر، تعرّضت 5 مشروعات أخرى للتأجيل في ألمانيا وكندا وأستراليا لأسباب مختلفة، من بينها ضعف اقتصادات المشروع، أو سحب التمويل الحكومي، أو خروج مستثمر رئيس من المشروع، بسبب مخاطر اقتصادية أو قيود السوق.
مشروعات الهيدروجين الملغاة في أميركا 2025
كان مشروع “ماسينا غرين هيدروجين” (Massena Green Hydrogen Plant) من أوائل مشروعات الهيدروجين الملغاة في 2025، وهو مشروع أميركي تنفذه شركة آير برودكتس (Air Products).
وكان هذا المشروع مصممًا لإنتاج 35 طنًا يوميًا من الهيدروجين المسال، لكنه تعرّض للإلغاء في فبراير/شباط 2025، بسبب تغير إستراتيجية الشركة، وتراجع السياسات الداعمة لإنتاج الهيدروجين النظيف في الولايات المتحدة.
كما ألغت شركة وودسايد إنرجي الأسترالية في يوليو/تموز 2025، مشروعًا مماثلًا (H2OK) لإنتاج الهيدروجين المسال بقدرة 60 طنًا يوميًا، بسبب ارتفاع التكلفة وضعف الطلب.
على الجانب الآخر، اضطرت شركة فورتسكيو فيوتشر إندستريز (Fortescue Future Industries) إلى إلغاء مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 11 ألف طن سنويًا في يوليو/تموز الماضي، عبر أجهزة تحليل كهربائي بقدرة 80 ميغاواط.
وعزت الشركة هذا القرار إلى عدة أسباب، أبرزها عدم وضوح السياسات الأميركية في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وانخفاض الدعم الفيدرالي، ومخاطر التمويل، وتغير أولويات الشركات المستثمرة في القطاع.
مشروعات الهيدروجين الملغاة في أستراليا والمملكة المتحدة
امتدت مشروعات الهيدروجين الملغاة من الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة، ففي مارس/آذار 2025، أعلنت شركة النفط البريطانية بي بي إلغاء مشروع “هاي غرين تيسيد” (HyGreen Teesside) لإنتاج الهيدروجين الأخضر عبر قدرة تحليل كهربائي تصل إلى 500 ميغاواط.
وخلال الشهر نفسه، انتقلت عدوى الإلغاء إلى أستراليا، حيث قررت شركة “بروفاريس” (Provaris) إلغاء مشروع “بورت بيري” (Port Pirie) لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة تحليل كهربائي تصل إلى 0.44 غيغاواط.
وعزت الشركة المطورة قرار الإلغاء إلى ضعف الجدوى الاقتصادية للمشروع، بحسب الأسباب المعلنة التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
ولم تمر أشهر قليلة (يوليو/تموز 2025)، حتى أعلنت شركة ترافيغورا (Trafigura) إلغاء مشروع أضخم لإنتاج الهيدروجين الأخضر (Tiwi) بطاقة تصل إلى 100 ألف طن سنويًا.
وأرجعت الشركة السبب في هذا القرار إلى ضعف الطلب والفشل في تأمين صفقات شراء مستقبلية للإنتاج المحتمل من المشروع.
وخلال الشهر نفسه، أعلنت شركة فورتسكيو فيوتشر إندستريز، إلغاء مشروع مماثل (PEM50) لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بقدرة تحليل كهربائية تصل إلى 50 ميغاواط، بسبب ارتفاع التكلفة وضعف الطلب المحتمل.
ويُستخلص الهيدروجين الأخضر من الماء، إذ تُفصل ذرات الهيدروجين عن الأكسجين عبر أجهزة التحليل الكهربائي، وهو نوع نظيف لكنه عالي التكلفة، ولا يتجاوز إنتاجها العالمي 0.5% من إجمالي إنتاج الهيدروجين المتداول في العالم -حاليًا- بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
مشروعات الهيدروجين المؤجلة
إلى جانب مشروعات الهيدروجين الملغاة، تعرضت 5 مشروعات أخرى للتأجيل، منها مشروع “MIXT” في كندا، خلال مارس/آذار الماضي، وهو عبارة عن مجمع تصدير للهيدروجين والأمونيا باستثمارات تصل إلى 5 مليارات دولار، وقد أُجّل بسبب عدم وجود بنية تحتية أو مصدر للكهرباء.
كما أُجّل مشروع مصنع لإنتاج الصلب الأخضر في ألمانيا (يونيو/حزيران 2025) باستثمارات تصل إلى 2.5 مليار يورو (2.9 مليار دولار)، بسبب ضعف اقتصادات المشروع، رغم حصوله على دعم حكومي بقيمة 1.3 مليار يورو (1.5 مليار دولار).
وخلال الشهر نفسه، تعرّض مشروع آخر في ألمانيا للتأجيل بقدرة تحليل كهربائي (2 غيغاواط)، ويحمل اسم “LEAG Green Energy Hub”.
كما تعرض مشروعان آخران للتأجيل في أستراليا خلال يوليو/تموز الماضي، أحدهما بقدرة 200 طن يوميًا، ويحمل اسم “Queensland LH2″، وقد تأجل بسبب سحب التمويل الحكومي، وخروج المستثمر الياباني منه.
أما المشروع الآخر فيحمل اسم “Australian Renewable Energy Hub” باستثمارات تصل إلى 36 مليار دولار، وقد أُجّل بسبب تخارج شركة بي بي منه لأسباب اقتصادية وقيود السوق.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
بيانات مشروعات الهيدروجين الملغاة في عام 2025 من تقرير منظمة أوابك.
