شفا – التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، في بكين اليوم الجمعة، ملك مملكة تايلاند الزائر ماها فاجيرالونغكورن فرا فاجيراكلاوتشاويوهوا، حيث دعا إلى بذل جهود مشتركة لمواصلة دفع بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وتايلاند.
وقال شي إن الملك اتخذ من الصين أول دولة كبرى يقوم بزيارة دولة إليها، وهو أول ملك تايلاندي يزور الصين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، الأمر الذي يُظهر تماما الأهمية الكبيرة للعلاقات الصينية-التايلاندية والصداقة العميقة التي تجسد أن “الصين وتايلاند قريبتان كعائلة واحدة”.
فصل جديد من الصداقة الثنائية
وفي معرض إشارته إلى أن هذا العام يوافق الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية و”اليوبيل الذهبي للصداقة الصينية-التايلاندية”، قال شي إنه على مدى نصف القرن الماضي، وفي خضم مشهد دولي متغير بشكل مستمر، لطالما عملت الدولتان سويا ودعمتا بعضهما البعض، ما جعل البلدين قريبين جيدين وصديقين جيدين وشريكين جيدين.
وأعرب شي عن تعازيه في وفاة الملكة الأم سيريكيت مؤخرا، مشيرا إلى أن العائلة الملكية التايلاندية تربطها بالصين علاقات تاريخية عريقة، وقد قدمت إسهامات مهمة في تعزيز الصداقة بين البلدين، وهو ما تقدره الصين بشكل عميق.
وأضاف شي أنه عند نقطة انطلاقة تاريخية جديدة، يتطلع إلى العمل مع ملك تايلاند لمواصلة دفع بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وتايلاند على مدى السنوات الخمسين المقبلة، والعمل معا على كتابة فصل جديد في الصداقة الصينية-التايلاندية.
وقال ملك تايلاند إنه يشعر بسرور بالغ بزيارة الدولة هذه التي يقوم بها إلى الصين، لافتاً إلى أن الصين شهدت تغيرات عميقة منذ زيارته الأخيرة قبل سنوات عديدة، مهنئا الصين على إنجازاتها الكبيرة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن تايلاند والصين تتمتعان بعلاقات وثيقة ووديّة، في ظل تبادلات شعبية قوية وتعاون متبادل المنفعة على نحو واسع ومُعمّق.
قال بان يان شيان، وهو خبير في شؤون تايلاند والآسيان لدى جامعة قوانغشي مينتسو، إن لقاء زعيمي الدولتين يُمهّد الطريق أمام تعميق وترقية العلاقات الصينية-التايلاندية في المستقبل.
وأضاف الخبير أنه “في هذا الحدث المهم، فإن زيارة ملك تايلاند لا تشهد فقط على الأهمية الكبيرة التي توليها تايلاند لعلاقاتها مع الصين، ولكن تشهد أيضا على الأهمية الاستراتيجية العالية لهذه الشراكة”.
تعزيز التعاون
وأشار شي إلى تبنّي توصيات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لصياغة الخطة الخمسية الـ15 للتنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ20 للحزب، مشيرا إلى أن الصين ستعطي الأولوية لتعزيز التنمية عالية الجودة وتوسيع الانفتاح رفيع المستوى، في وقت تمرّ فيه تايلاند بمرحلة حاسمة من التنمية والنهوض على الصعيد الوطني.
وأعرب شي عن استعداد الصين لتعزيز تضافر الاستراتيجيات، وضمان تقدم مطرد في مشروع سكة حديد الصين-تايلاند وغيره من المشروعات الكبرى، وتوسيع واردات المنتجات الزراعية عالية الجودة من تايلاند، وتعزيز التعاون في المجالات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وصناعة الطيران، وذلك حتى يحصل الشعبان على مزيد من الفوائد الملموسة من التعاون الثنائي.
وقال شيوي لي بينغ، وهو باحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: “من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى إطلاق إمكانات تعاونية جديدة في القطاعات الناشئة، ومنها المدن الذكية والذكاء الاصطناعي والطاقة الكهروضوئية والمركبات الكهربائية، حيث تكمن أوجه التكامل بقوة”، لافتا إلى أنه من المرجح أن تتسارع التجارة والتفاعلات الاقتصادية المتزايدة بين البلدين، ما يعزز التبادلات بين الأفراد بشكل كبير.
وخلال لقائه ملك تايلاند، دعا شي أيضا إلى تعزيز التبادلات الثقافية والشعبية، وأعرب عن دعمه النشط لبرامج الرفاه العام التي تتولاها العائلة الملكية التايلاندية، مشيرا إلى استعداد الصين لتعزيز تبادل الخبرات في مجال الحد من الفقر والإسهام في تحسين مستوى معيشة الشعب التايلاندي.
من جهته، قال الملك إن التعاون بين البلدين وثيق كالتعاون بين الأخوة، معربا عن رغبة تايلاند في التعلم من تجربة التنمية لدى الصين، وتوسيع التعاون مع الصين في جميع القطاعات، وتعزيز التبادلات بين الأفراد والتبادلات الثقافية، حتى تتجذر الصداقة التايلاندية-الصينية بصورة أعمق في قلوب الشعبين.
وقال الخبير بان يان شيان: “بصورة عامة، سيدفع التضافر بين أسواق الصين المفتوحة والتحديث الصناعي في تايلاند، التعاون الثنائي إلى مستوى أعلى، ما يحوّل مشهد التعاون من التجارة التقليدية إلى بناء سلاسل صناعية بشكل مشترك، والمشاركة في صياغة القواعد، وتحقيق منافع مشتركة للشعبين”.
