
استشارى صحة نفسية لـ « المصرى اليوم».. الذكاء الاصطناعى يمنح المراهقين مساحة آمنة:ولا يغنى عن العلاج المهني

استشارى صحة نفسية لـ « المصرى اليوم».. الذكاء الاصطناعى يمنح المراهقين مساحة آمنة:ولا يغنى عن العلاج المهني
قالت الدكتورة إيمان ممتاز، استشارى الصحة النفسية، إن الجيل الحالى يعيش فى بيئة رقمية متسارعة أصبح فيها التفاعل مع التكنولوجيا جزءا أساسيا من تفاصيل يومه، الأمر الذى جعل اللجوء إلى أدوات الذكاء الاصطناعى للحصول على الدعم العاطفى والنفسى خيارا متوقعا ومنطقيا بالنسبة لهم.
وأوضحت ممتاز لـ«المصرى اليوم»، أن المراهقين يميلون إلى الإفصاح عن مخاوفهم أمام أدوات لا تصدر أحكاما، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعى يوفر مساحة آمنة للتعبير دون الخوف من التقييم الاجتماعى أو الوصم، وهى عوامل شديدة الحساسية فى هذه المرحلة العمرية.
وتابعت: أن المراهق يريد حلا سريعا، ومع توفر الاستجابة اللحظية على مدار الساعة، ويجد فى الذكاء الاصطناعى وسيلة فورية للطمأنة وتخفيف التوتر.
وأكدت ممتاز، أن عدد كبير من المراهقين يشعرون بأن الأهل لا يفهمون مشاعرهم بالشكل الكافى، ما يدفعهم إلى البحث عن بديل أقرب لأسلوب تفكيرهم وتواصلهم، وهو ما يجدونه فى الأدوات الرقمية.
وأشارت إلى أن ضعف الوصول لخدمات الصحة النفسية التقليدية سواء بسبب نقص المتخصصين أو ارتفاع التكلفة أو طول فترات الانتظار، يجعل التكنولوجيا خيارًا أسرع وأقل تعقيدًا بالنسبة للشباب.

وأضافت ممتاز أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعى وحده لا يمكن أن يحل محل التقييم المهنى أو العلاج النفسى المتخصص، موضحة أن «الذكاء الاصطناعى يمكنه تقديم دعم أولى، لكنه غير قادر على التعامل مع الحالات المعقدة أو قراءة التفاصيل الدقيقة فى التجربة الإنسانية، ولا يمكنه بناء علاقة علاجية قائمة على التفاعل البشري».
وشددت استشارى الصحة النفسية، على أن ارتفاع نسبة لجوء المراهقين إلى الذكاء الاصطناعى يجب أن يكون دافعا لإعادة النظر فى آليات تقديم الدعم النفسى لهم، والعمل على بناء مساحات حقيقية للإنصات داخل الأسرة، إلى جانب رفع وعى الأب والأم بأساليب طلب المساعدة المناسبة، بما يضمن استخدام التكنولوجيا كأداة مساعدة لا كبديل عن العلاج المتخصص.
يشار إلى أن تقرير لصحيفة «الجارديان»، كشف عن أن ما يقرب من 40% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا فى إنجلترا وويلز يلجأون إلى روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعى للحصول على دعم نفسى، وذلك استنادًا إلى دراسة شملت أكثر من 11 ألف شاب.
وبحسب الدراسة، الصادرة عن صندوق وقف الشباب، فإن المراهقين الذين تعرضوا للعنف يميلون بشكل أكبر إلى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعى لمساندة صحتهم العقلية مقارنة بغيرهم، وهو ما أثار مخاوف لدى خبراء وقادة شباب أكدوا أن الفئات الأكثر هشاشة «بحاجة إلى إنسان لا روبوت».
ووفقًا لـ«الجارديان»، تشير نتائج البحث إلى أن برامج الدردشة الآلية باتت تسد احتياجات لا تغطيها خدمات الصحة النفسية التقليدية التى تعانى من قوائم انتظار طويلة.
بينما يرى العديد من المراهقين المشاركين، أن هذه الخدمات تفتقر إلى التعاطف، ولعبت الخصوصية العالية التى توفرها أدوات الذكاء الاصطناعى دورًا مؤثرًا فى زيادة الإقبال عليها.
كما أظهرت الدراسة أن واحدًا من كل أربعة مراهقين استخدم روبوتات الدردشة خلال العام الماضى لدعم صحتهم العقلية، كما أن المراهقين الذين ينتظرون دورهم فى العلاج أو رفضت طلباتهم كانوا الأكثر توجها للبحث عن الدعم عبر الإنترنت مقارنة بمن يتلقون رعاية مباشرة.
من جانبها، حذرت الباحثة هانا جونز، المتخصصة فى عنف الشباب والصحة النفسية فى لندن، من الاعتماد الطويل على روبوتات الدردشة.
ووصفت قدرة هذه الأدوات على توفير إجابات لحظية بأنها تشبه «امتلاك كتاب سحرى يحل كل المشكلات»، لكنها أوضحت أن هذه الصورة الوردية قد تخفى مخاطر حقيقية.
وأضافت جونز، أن الكثيرين يستخدمون ChatGPT فى الحصول على دعم نفسى رغم أنه غير مخصص لهذا الغرض، مؤكدة الحاجة إلى وضع ضوابط واضحة تستند إلى الأدلة، وبمشاركة الشباب أنفسهم، لأن العالم الرقمى الذى يعيشون فيه يختلف جذريا عن عالم البالغين.

