حققت اقتصادات آسيوية رئيسية، من بينها الصين والهند واليابان وفيتنام، تحسناً ملحوظاً في كفاءة أنظمة توليد الطاقة لديها، بمعدلات تتجاوز الولايات المتحدة وأوروبا في عام 2025، ما يمهد الطريق لتباين بين الشرق والغرب في زخم التحول الطاقي في عام 2026.
كما زادت الانبعاثات الإجمالية من ثاني أكسيد الكربون من شركات الطاقة الأوروبية هذا العام، مقارنةً بعام 2024، في حين سجلت الصين والهند واليابان وفيتنام انخفاضاً في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من توليد الطاقة بالوقود الأحفوري منذ بداية العام.
ومع اقتراب فصل الشتاء يُتوقع زيادة إنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية خلال الأشهر القادمة، ما سيرفع كثافة الكربون في جميع أنظمة الطاقة الرئيسية.لكن من المرجح أن تستمر الولايات المتحدة في صدارة الدول من حيث نمو انبعاثات الكربون، حيث تُفضل شركات الطاقة في البلاد زيادة إنتاج محطات الفحم على زيادة إنتاج محطات الغاز الطبيعي (الأنظف)، في أعقاب الارتفاع الحاد في أسعار الغاز الطبيعي على المستوى الوطني.
مسارات الانخفاض
خفضت جميع أنظمة الطاقة الرئيسية في العالم كثافة الكربون لديها، أي متوسط كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة لكل كيلو وات/ ساعة من إنتاج الكهرباء، خلال السنوات الخمس الماضية تقريباً، لكن كانت الصين الدولة الوحيدة التي تمكنت من تسجيل انخفاضات سنوية متتالية في كثافة الكربون منذ عام 2019، ويعود ذلك بشكل كبير إلى ريادتها العالمية في نشر مصادر الطاقة النظيفة، مما سمح لشركات المرافق بتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري.خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2025، بلغ متوسط كثافة الكربون في إنتاج الطاقة في الصين 562 غراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو وات/ ساعة، مقارنةً بنحو 670 غراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو وات/ ساعة في عام 2019، وفقاً لبيانات إمبر.لكن في باقي المناطق الأخرى، سجلت أنظمة الطاقة الرئيسية ارتفاعاً سنوياً واحداً على الأقل في كثافة الكربون منذ عام 2019، نتيجةً لمزيج من ارتفاع الطلب على الطاقة، وعدم انتظام إمدادات الطاقة النظيفة، وتغيرات سياسات الطاقة.سجل النظام الأميركي زيادة حتى الآن في عام 2025، حيث بلغ المتوسط 383.3 غراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو وات/ ساعة خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر، مقارنةً بـ381.2 غرام خلال الفترة نفسها من عام 2024.وانخفض متوسط كثافة الكربون في أوروبا بنحو 2% حتى الآن هذا العام مقارنةً بعام 2024، بينما سجلت الهند انخفاض 5%، واليابان سجلت انخفاض 3%، وسجلت فيتنام انخفاض 2%.
الاعتماد على الفحم
لا تزال الاقتصادات الآسيوية تعتمد على الفحم بشكل أكبر بكثير من شبكات الطاقة الرئيسية في أوروبا وأميركا الشمالية.تُنتج الهند ما يقارب 70% من كهربائها من الفحم، بينما تبلغ حصة الصين 55%، وفيتنام 48%، واليابان نحو 27% حتى الآن هذا العام.في المقابل أنتجت أوروبا أقل من 13% من إمداداتها الكهربائية من محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم هذا العام، في حين تبلغ حصة الولايات المتحدة نحو 16%.مع ذلك تُعد الولايات المتحدة السوق الرئيسية الوحيدة للطاقة التي سجلت ارتفاعاً في حصة الفحم من مزيج توليد الطاقة الإجمالي حتى الآن هذا العام.بلغت حصة الفحم من إنتاج الكهرباء في الولايات المتحدة نحو 16.1% حتى الآن هذا العام، مقارنةً بنسبة 14.6% في عام 2024، ليكون الفحم المصدر الأعلى نمواً في إمدادات الكهرباء في الولايات المتحدة هذا العام، إذ أسهم الفحم بنحو 73% من الزيادة في إجمالي إمدادات الكهرباء خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2025، وفقاً لبيانات إمبر.في جميع أسواق الطاقة الرئيسية الأخرى، كانت حصة الفحم من نمو الإمدادات أقل بكثير.
اتجاهات 2026
في الولايات المتحدة، كان الارتفاع الذي بلغ نحو 50% في متوسط أسعار الغاز الطبيعي هذا العام دافعاً رئيسياً لزيادة توليد الطاقة بالفحم.في عام 2026 من المتوقع أن تبقى أسعار الغاز الطبيعي مستقرة خلال فصل الشتاء بفضل الطلب القياسي الخارجي على الغاز الطبيعي المسال الأميركي، وبالتالي من المتوقع استمرار مستويات الاعتماد على الفحم مرتفعة في الولايات المتحدة.في الصين وأوروبا، أدت المصاعب الاقتصادية المستمرة إلى كبح النشاط الصناعي عموماً، وبالتالي الحد من الطلب على الطاقة.أي تحسن في النشاط الاقتصادي في الصين وأوروبا سينعكس إيجاباً على توليد الطاقة من الوقود الأحفوري، مما سيرفع بدوره كثافة الكربون في تلك الأسواق.كما أن زيادة الإنتاج الصناعي والطلب في الصين ستعزز اقتصادات بقية دول آسيا، وقد ينتج عنها انتعاش واسع النطاق في كثافة الكربون في قطاع الطاقة الآسيوي عام 2026.(رويترز)

