تترك المرأة العربية بصمتها أينما وجدت، فهي لا تكتفي بخوض غمار المجالات المختلفة، بل ترتقي بها إلى آفاق جديدة، تضيف إليها من هويتها، وتُثريها بروح ثقافتها.
وفي عالمي الأزياء والمجوهرات، ورغم أن الأسماء اللامعة غالبًا ما تكون للرجال، فإن للمرأة حضورًا لا يُستهان به. فهي ليست مجرد مصممة مبدعة، بل القلب النابض وراء العديد من العلامات التجارية الكبرى. يكفي أن نلقي نظرة داخل مشاغل التصميم لنجد أن الأيادي التي تصنع القطع، وتنسج الإبداع هي في معظمها أيادٍ نسائية.
وفي يوم المرأة العالمي، نحتفي بالإبداع الذي تصنعه النساء، ونلقي الضوء على مصممات تركن بصمتهن في عالم الأزياء والمجوهرات في العالم العربي.
مصممات أزياء عربيات لامعات
إليكم هؤلاء المصممات اللواتي لم يكتفين بخوض مجال تصميم الأزياء، بل صنعن فرقًا، وحوّلن شغفهن إلى إرث خالد يعكس هوية المنطقة وتراثها بأسلوب معاصر.
مصممة دار Tima Abed
نشأت المصممة السعودية فاطمة عابد الثقفي، مؤسسة دار Tima Abed، في جدة، حيث اكتشفت منذ طفولتها شغفها بعالم الأزياء. ووجدت فيه وسيلة للتعبير عن ذاتها وإرثها، فاختارت أن ترسم مسارًا خاصًّا لها.
بإصرار وعزيمة، رسخت اسمها في عالم الموضة، حيث تمزج بين الإرث السعودي بالحداثة برؤية مستقبلية راقية. لم يقتصر تألقها على الساحة المحلية، بل تجاوز الحدود إلى العالمية، حيث قدّمت إحدى مجموعاتها في أسبوع باريس للهوت كوتور، وأذهلت الحضور بعروضها في السعودية، مؤكدة أن الأناقة السعودية تستحق أن تتألق على أرقى المنصات.
مؤسّستا دار Nafsika Skourti
من قلب عمّان، انطلقت Nafsika Skourti، المصممة اليونانية الفلسطينية، التي صقلت موهبتها في Central Saint Martins، ثم اكتسبت خبرة في Marchesa بنيويورك، وتدربت على تطريز الهوت كوتور في École Lesage بباريس.
بروح تجمع بين الإبداع والإدارة، أسست العلامة مع شقيقتها ستيفاني، التي جاءت من عالم التمويل بعد خمس سنوات في غولدمان ساكس. معًا، أطلقتا Nafsika Skourti عام 2014، لتتحول سريعًا إلى اسم رائد في عالم الموضة.
المصممة الإماراتية حمدة الفهيم
ترى حمدة الفهيم، المصممة الإماراتية، في الأزياء عالمًا ساحرًا ينبض بالإبداع في كل تفصيلة.
منذ طفولتها في أبوظبي، كانت ترسم وتنفّذ تصاميمها بنفسها، وكأنها تستشرف مستقبلها في عالم الموضة. ورغم دراستها للفنون والعلوم وعملها في التصميم الداخلي، ظل شغفها بالأزياء أقوى، فقررت أن تحوّل عشقها لهذا المجال إلى مسيرة مهنية متألقة، حيث تمزج في تصاميمها بين التأثيرات الشرقية والغربية بأسلوب فريد.
بفضل رؤيتها المتميزة، نجحت في كل خطوة خطتها، لترسّخ علامتها كعنوان للأناقة والتميّز، وتصبح أحد أبرز الأسماء في عالم الموضة العربي.
مؤسّستا علامة Okhtein
آية وموناز عبد الرؤوف شقيقتان مصممتان وراء علامة Okhtein، التي تأسست برؤية تجمع بين الفخامة الحرفية والتراث المصري العريق. نشأتا في القاهرة، حيث بدأ شغفهما بالموضة والتصميم منذ الصغر. درست آية فنون الاتصال والإعلام إلى جانب الفنون الرقمية والتصميم في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بينما تخصصت موناز في التسويق والفن، وهي أيضًا فنانة تشكيلية عرضت أعمالها في معارض بمصر وباريس.
استمدت الشقيقتان إلهامهما من الحرفيين المحليين، فقررتا الانطلاق في عالم التصميم من خلال التعلم الذاتي والعمل المباشر مع ورش الحرف التقليدية. دمجت موناز شغفها بالمجوهرات والحقائب في تصاميم مميزة لحقائب مناسبات صغيرة، بينما أضافت آية لمسة من البساطة والحداثة، ليشكّل هذا التوازن جوهر هوية Okhtein، التي أصبحت رمزًا للأناقة المعاصرة بروح تراثية أصيلة.
مجوهرات عربية بروح عالمية
توازياً مع السيدات اللواتي يتقدّمن في عالم الأزياء، لمع نجم دور مجوهرات أسستها نساء قدّمن من خلالها تصاميم تعكس غنى تراثنا العربي وتاريخنا العريق.
دار Azza Fahmi
تعد عزة فهمي إحدى أبرز مصممات المجوهرات في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تشغل منصب المديرة الإبداعية ورئيسة مجلس إدارة الدار. بدأت رحلتها عام 1969، عندما لفت انتباهها كتاب عن المجوهرات الكلاسيكية خلال معرض الكتاب المصري، ما أشعل شغفها بهذا العالم.
سعت لاكتساب الخبرة، فتلقت تدريبها في خان الخليلي، لتصبح أول امرأة تدخل هذا المجال، ثم واصلت تطوير مهاراتها عبر منحة من المجلس الثقافي البريطاني للدراسة في لندن. منذ ذلك الحين، أصبحت تصاميمها تجسيدًا فريدًا للتراث العربي والفنون العالمية، حيث تمزج بين الحرفية التقليدية ورؤية معاصرة؛ مما منح علامتها هوية مميزة وصلت إلى العالمية.
مصممتا L’Atelier Nawbar
بدأت رحلة L’Atelier Nawbar قبل أربعة أجيال، عندما دخل الجد الأكبر عالم المجوهرات. ومع مرور الزمن، استمرت العلامة في التطور تحت إشراف الأب، الذي حافظ على إرث العائلة جنبًا إلى جنب مع والده. وفي استمرار لهذه المسيرة، انتقلت الحرفة العريقة إلى الجيل الجديد، حيث تقودها تانيا وديما كمصممتين للدار، مواصلتين مسيرة الإبداع والتميّز بروح عصرية متجددة.
تستمد العلامة إلهامها من تراث بيروت الغني بالحرف اليدوية، محافظةً على جوهر الصناعة المتقنة في عالم تهيمن عليه الآلات. تتميز مجوهراتها بدقة الصنع والاهتمام بأدق التفاصيل، لتروي قصصًا تعبّر عن شخصية من يرتديها. فهي لا تكتفي بتقديم قطع مجوهرات، بل تصوغ حكايات تنبض بالإحساس والتاريخ.